تغطية - عبدالله الهاجري:
أعلن معالي وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ عن التقويم الدراسي الجديد لعام 1443هـ للتعليم العام؛ متضمناً تطوير المناهج والخطط الدراسية، والفصول الثلاثة، وما يتبعها من تطويرات إضافية، معتبراً تلك العناصر هي المفاصل الحيوية للتطوير؛ لمواكبة ومنافسة أفضل الممارسات العالمية، وتحقيق مستهدفات تنمية القدرات البشرية، ورؤية المملكة 2030 .
وأكد معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء في مقر وزارة التعليم أن مشروع تطوير النظام التعليمي يمثل المرحلة الأولى لعمل مستمر يشارك فيه الجميع لصنع مستقبل أفضل لأبناء وبنات الوطن الذين يستحقون نظاماً تعليمياً يحقق أحلامهم وطموحاتهم، مشيراً إلى أن وزارة التعليم مستمرة في رحلة التطوير للنظام التعليمي، من خلال الاستثمار الأمثل للعام واليوم الدراسي، والموارد التعليمية، ورفع مستوى كفاءة منظومة التعليم.
وقال وزير التعليم إن التقويم الدراسي سيكون بنظام ثلاثة فصول بدلاً من فصلين دراسيين، على أن يتكون كل فصل دراسي 13 أسبوعاً، لافتاً إلى أن التقويم الدراسي الجديد يتضمن 12 إجازة أثناء العام الدراسي، وفي كل فصل دراسي هناك إجازات نهاية أسبوع مطولة Long weekend ، كذلك إجازة بين كل فصل وآخر.
وأضاف د. آل الشيخ أنه سيتم من العام الدراسي المقبل؛ تطبيق خطط دراسية مطورة تتسق مع متطلبات مرحلة تطوير المناهج، وإدخال مناهج جديدة، من خلال رفع كفاءة الأوزان النسبية، مبيناً أنه سيتم تضمين مواد جديدة، وتطوير المناهج وتقديم تدريس مواد أخرى؛ بناءً على احتياج كل مرحلة وفصل دراسي.
وأشار وزير التعليم إلى أنه على مدى عامين من العمل المتواصل في وزارة التعليم، وبناءً على دراسات متأنية قامت بها فرق متخصصة؛ تم التوصل إلى نتيجة رئيسة من أن نظام التعليم الحالي يحتاج إلى تطوير حقيقي وعميق، موضحاً أن نتائج المملكة في الاختبارات الدولية حالياً أقل من المنخفض، كما أن الفجوة بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية تصل إلى 4 سنوات، ولا يمكن معالجة تلك التحديات بأدوات لم يعد لها تأثير، لافتاً إلى أن المقارنات مع الدول المتقدمة تعليمياً تشير إلى وجود فجوة بين النظام التعليمي في المملكة وبين تلك الدول في عدد الأيام الفعلية للدراسة.
ونوه وزير التعليم بما حققته «مدرستي» خلال العام الدراسي 1442هـ من منجزات وأرقام مكّنتها لتكون من ضمن دراسة منظمة اليونيسكو كأفضل أربعة نماذج عالمية في التعليم عن بُعد بشراكة الجميع، مشيراً إلى أن وزارة التعليم قدمت نموذجاً فريداً من الشراكة مع المجتمع، والتكامل مع مؤسساته، وتقدير المسؤولية الوطنية، والعمل برؤية إستراتيجية تلبي احتياجات المستقبل رغم ظروف الجائحة.
وقدم معاليه الشكر والتقدير للمعلمين والمعلمات، وأعضاء هيئة التدريس، والتدريب، والإداريين، على جهودهم المميزة وعزيمتهم وتفانيهم في أداء رسالتهم خلال العام الدراسي الاستثنائي، موجهاً الشكر لكل أم وأب، وكافة أفراد الأسرة على شراكتهم الفاعلة مع وزارة التعليم في مساندتهم لاستمرار العملية التعليمية عن بُعد لأبنائهم وبناتهم.
وشدد الوزير د.آل الشيخ على جميع منسوبي وزارة التعليم سرعة الحصول على لقاح فيروس كورونا قبل الأول من شهر أغسطس 2021 ، وذلك حرصاً على صحتهم وسلامة الجميع، وسلامة بيئة العمل من المخاطر، وكذلك ضمان انتظام الحضور الفصلي من العملية التعليمية للعام الدراسي المقبل بإذن الله.
حفل المؤتمر الصحفي لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ يوم أمس بالعديد من المضامين الهامة، حيث أشار معاليه إلى أنه لم يكن هناك تطوير للخطط الدراسية في التعليم العام منذ أكثر من 28 عاماً، والتعديل الذي حدث قبل 28 عاماً كان مبنياً على تغيير قبل 60 عاماً.
ويساعد التقويم الدراسي في الحفاظ على التراكم المعرفي ودعم المهارات الموجودة في وحدات المقررات الدراسية، والتي كانت تتأثر بشكل مباشر بفترات الانقطاع الطويلة عن الدراسة. وجرى التأكيد أيضاً على أن وزارة التعليم مستمرة في تطوير منظومة التعليم، بما في ذلك الخطط الدراسية والمناهج، استجابة لمتطلبات التنمية ومتغيرات المستقبل لتحقيق رؤية المملكة 2030.
وفي هذا الشأن تسعى المملكة بخطى حثيثة لتطوير منظومة التعليم ليواكب وينافس أفضل الممارسات العالمية، من أجل رفع مستوى الكفاءة التعليمية، ومرتقياً لتطلعات القيادة الرشيدة، وموازياً لحجم الدعم الموفر لقطاع التعليم.
كما يمكن القول إن التقويم الدراسي الجديد يسهم في تعويض الفجوة التعليمية بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية أثناء الرحلة التعليمية، ويعزز من قدرات الطلاب وتمكينهم في المجالات المختلفة بما يتواكب مع مهارات القرن الواحد والعشرين، وإتاحة فرص أكبر لتسريع الطلاب المتفوقين في إنهاء العام الدراسي.
إضافة إلى إبقاء الطالب في عمليات تعليم بنائي مستمر وفعّال لمعارفه وصقل مهاراته مع تقليص الانقطاعات الطويلة، وتوفير إجازات قصيرة متنوعة لكسر الجمود. وبالقرارات الجديدة سوف تتيح الفصول الثلاثة للطالب وللمعلم ولولي الأمر الاطلاع والمتابعة المستمرة لمستوى تحصيل الطالب مبكراً، وفرصاً أكثر للتعويض.
كما ستعظم الفصول الدراسية الاستثمار المناسب لأيام العام الدراسي، والموارد التعليمية، وتطوير المناهج، وإدخال مواد جديدة، وزيادة عدد أيام الدراسة الفعلية.
وإلى جانب ذلك سوف تسهم في إدخال مواد جديدة، ووحدات دراسية للمواد القائمة، وزيادة الإثراء للمواد الحالية، وتعزز معارف ومهارات الطلاب والطالبات، بما تعزز البناء المعرفي للطلاب والطالبات، دون التأثير على المواد القائمة.
وأكدت وزارة التعليم أن الخطة الدراسية في توزيعها الحالي تتيح الفرصة لمدراء المدارس والمشرفين التربويين من الكشف المبكر عن السلبيات، ومنحهم فرصاً أكبر لمعالجتها.
كما أن التقويم الدراسي الجديد يوظف ويعزز التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، من خلال منصة مدرستي في كل مكون رئيسي وأساسي من الخطط الدراسية.