إبراهيم بن سعد الماجد
مررت بتجربة تدوين سيرة لقامة كبيرة، من رجالات هذا الوطن، وصدمتُ وقتها بعدم وجود ما يروي عطشي حيال هذه الشخصية! فقد كان المحفوظ أقل من القليل!
قبل أشهر دار حديث (تويتري) عن أهمية أن يقوم من لهم تجارب وطنية، سواء في الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرهم، جوانب الحياة المختلفة.. أن يقوموا بكتابة سِيَرهم لتكون منهلاً من مناهل المعرفة، التي يردها جيل الحاضر والمستقبل.
بكل تأكيد أن الكتابة موهبة ومقدرة، قد لا يجيدها البعض، وقد يكون كذلك عامل الوقت حائلاً دون أن يتفرَّغ صاحب التجربة الحياتية لتسطير مسيرته للأجيال القادمة، وفي التجارب الغربية ما يفيدنا في هذا الاتجاه، فمن المعلوم أن هؤلاء الساسة ورجال المال والأعمال، وغيرهم ممن أصدروا مذكراتهم أو كتبوا جزءاً من تجاربهم، وحققت مبيعات هائلة، من المؤكّد أن هؤلاء لم يكتبوا حرفًا واحدًا منها، وإنما هم فقط من سردوا حياتهم أو تجاربهم، وأن آخرون هم من كتب وأبدع ونشر، وهذه هو سر هذه الجماليات في ما كتبه بعض هؤلاء القامات الكبيرة.
إن تدوين السيرة أو لنقل نقل التجارب الحياتية، أعتقد أنها مسؤولية أدبية يجب على من أكرمه الله بشيء من التميز، أو بشيء من الخبرات، أن ينقلها للأجيال القادمة لتستفيد منها في مسيرتها الحياتية.
السِيَر من أجمل وأهم النتاج الفكري والأدبي الذي يهوى الجميع مطالعته، لا لكونه نصًا إبداعياً (إن حصل ذلك) ولكن لكونه يضيف للإنسان الكثير من أخلاقيات وسلوكيات العمل والإبداع.
قد يفوت بعض الأبناء والبنات أن من برهم بوالديهم - إذا كان لهم مسيرة تروى - أن يقوموا بتسطير تلك السير ليخلدوا سيرة من هو جدير ببرهم، فما أعظم أن يبقى ذكر الإنسان لعقود وقرون ويذكر بدعوة في ظهر الغيب.
قلت: الوطن.. سيرة رجال