عبدالله العمري
لا جديد، الهلال بطل دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين للموسم الثاني على التوالي، وللمرة الـ17 في تاريخه كأكثر الأندية السعودية تحقيقاً للقب الدوري السعودي بمختلف مسمياته المتعددة.
فوز الهلال بأي لقب هو خبر اعتاد الرياضيون بمختلف ميولهم من الخليج للمحيط على سماعه بشكل مستمر ومتكرر، بل أصبح غير المعتاد هو أن يفوز فريق آخر غير الهلال بلقب الدوري السعودي أو أي بطولة أخرى تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم أو أي بطولة يكون زعيم آسيا مشاركاً فيها.
فالهلال ظل منذ تأسيسه ركناً ثابتاً بالمنافسة على البطولات بينما بقية الفرق متحركة من حوله وتسعى إلى أن تزاحمه وتقلل من هيمنته التاريخية على البطولات السعودية بمختلف مسمياتها.
وهذا الموسم هو الأصعب على الهلاليين منذ إقالة مدربه رزافان بعد التراجع الكبير بمستوى الفريق، التي بسببها غاب الاستقرار الفني عن الهلال في جميع المنافسات التي شارك فيها.
كما أن التذبذب الكبير والواضح بمستويات لاعبي الهلال في هذا الموسم ولاسيما لاعبيه الأجانب زاد من صعوبة موقف الفريق.
وكذلك تفشي الإصابات داخل صفوف زعيم آسيا التي بسببها فقد الفريق الكثير من أوراقه المهمة في عز معترك منافسات الدوري التي أثرت كثيرًا على عطاء الفريق.
والهلال أيضًا فَقَد أهم أسلحته التاريخية في منافسات الدوري وهو المدرج الأزرق المهيب الذي صنع وساهم في هيبة زعيم آسيا في كثير من المحافل بسبب جائحة كورونا التي تجتاح العالم منذ موسمين وحرمت الملاعب من الحضور الجماهيري.
ورغم كل ما حدث للهلال من ظروف صعبة إلا أن نجومه نجحوا في تجاوز كل هذه الظروف وتغلبوا عليها لكي يتوج زعيمهم بطلاً لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كبطل ثابت.
الفرح في منافساتنا الكروية أصبح لا يليق بغير الهلال فالهلاليون دائمًا ما تكون فرحتهم بلغة راقية وجذابة ومختلفة تجعلك تقف كثيرًا احتراماً لهم فرغم سطوة هذا الهلال وجبروته في أي منافسة يدخلها إلا أنه مدرسة في كل شيء حتى عند وقت انتصاراته التي تكررت كثيراً من المستحيل أن يخرج أي من الهلاليين ويسقط على الآخرين أو يقوم بالتقليل من أي منجز يحققونه وهي ثقافة هلالية انزرعت داخل قلب كل هلالي.
الهلاليون اعتادوا على الفرح مثل ما هو اعتاد عليهم، وتركوا للبقية مناقشة أمور هامشية جداً تؤكد بالفعل إفلاس بعض منافسيه وحادثة سلمان الفرح هل هو يستحق البطاقة الحمراء في مواجهة التعاون الأخيرة التي توج الهلال بعدها ببطولة الدوري خير دليل.
وعندما تشاهد مثل هذا الطرح السطحي ستعرف بعدها سبب تفوق الهلال وزعامته المطلقة للأندية السعودية منذ أن تأسس حتى يومنا هذا.