عثمان أبوبكر مالي
حسم فريق الهلال بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين (متأخرًا) جدًا قبل جولة واحدة من انتهائه، في وقت كان متوقعاً ومنتظراً ومرشحاً أن ينهي المهمة (مبكراً)، ومن منتصف الدور الثاني على الأقل، قياساً بوضع الفريق الفني مع انطلاقة الموسم ومستوياته وعناصره وظروفه، وهو حامل اللقب، وبالنظر إلى وضع وظروف الفرق الأخرى التي كان منتظراً - مع انطلاقة الموسم - أن تنافس بشراسة وتحضر بقوة، وتحديداً فريقا الأهلي والنصر، لكن الثاني تنازل (مختاراً) تاركاً مقعده في المزاحمة، فيما دخل الأول سباقاً محموماً مع الهلال في (الجبا) على المركز الأول وصدارة الترتيب في الأسابيع الأولى، قبل أن يرم المنديل (مبكراً) مستسلماً لمشاكله الإدارية والفنية وصراع (دفع المهر) الذي أطاح به إلى مركز (المنطقة الدافئة) لا يليق به.
(مرحلة الجبا) دخلها لاحقاً ومبكراً أيضاً المنافسان الآخران (الشباب والاتحاد) بعد تقدمهما لمطاردة (الزعيم) مستغلين ظروف الدوري ومستويات الفرق الأخرى، لكنهما لم يتخليا عن المداورة والتنازل مع المتصدر قبل أن يفسحا له الطريق على طبق من ذهب وعلى طريقة (الجبا) المعروفة والمنتشرة في المنطقة الغربية.
والجبا (لمن لا يعرف) مصطلح حجازي مأخوذ من كلمة (وجب أو موجب أو الواجب)، وهي عربية فصحى بمعنى (لزم وثبت) على الشخص أن يفعله مع من يلتقيه في مكان بيع أو مكان ضيافة (مطعم أو مقهى)، وكانت تستخدم كثيرًا في السابق لدرجة أن بعض المحلات كانت ترفضه وتضع في واجهة المحل عبارة مكتوبة بخط كبير وواضح (الرجاء ..الجبا ممنوع) منعاً للحرج بين زبائنها.
الفرق التي تنافست على المقدمة هذا الموسم أعادت المفردة للواجهة وتسابقت على استخدامها كثيرًا، خاصة في الجولات الأخيرة، كما فعل الاتحاد مثلاً في (الجولتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين)، وهو ما فعله الشباب في الجولتين نفسيهما، وكان الهلال قد سبقهما إلى ذلك من الجولة السادسة عشرة (خسارته من أبها)، والجولة الثامنة عشرة (خسر من ضمك) والجولة العشرين (خسر من النصر)، والجولة الخامسة والعشرين (خسر من الاتحاد) ثم في الجولة السابعة والعشرين (تعادل مع الباطن)، واستمرت روح الجبا وبكل أريحية من المنافسين قبل أن يعلن الهلال التقدم الأخير ويفرض الواقع المستحق في الأمتار الأخيرة.. بجدارة.. مبروك لكل الهلاليين.
كلام مشفر
* فرصة ذهبية سنحت لفريقي الشباب والاتحاد لاقتناص بطولة الدوري هذا الموسم، بعد قدومهما من الصفوف الخلفية، والاستفادة من ابتعاد فريقي الأهلي والنصر وتراجع مستوى الهلال أسابيع كثيرة، لكنهما فرطا فيها بشكل لا يُصَدَّق، خاصة الاتحاد الذي خسر نقاطاً ثمينة من أمام فرق الوسط والمؤخرة، وهو الوحيد الذي لم يخسر من فرق المقدمة الكبيرة.
* في المقابل خسر الفريق 23 نقطة من فرق الوسط والمؤخرة، في حين خسر الهلال منها 14 نقطة، وخسر الشباب منها 18 نقطة، والغريب أن مدرب الفريق ظل حتى الجولة قبل الماضية (الجولة 28) عاجزاً عن فك شفرة الفرق المتكتلة رغم العناصر والأدوات التي يمتلكها في كل الخطوط.
* من أعجب ما يقوله البعض (أين كان الاتحاد وأين أصبح) يبررون لإخفاق الفريق عن ما كان عليه الموسمين الماضيين، وكأنها حالة دائمة له، مع أنه (وضع استثنائي) إضافة إلى أنه هذا الموسم اختلف بالعناصر التي أضافها، والتي بلغ عددها عشرة لاعبين على الأقل، في مقدمتهم أحمد حجازي وهنريكي وردوريغيز.
* تأكيداً لذلك، فالفريق يضم في قائمته خمسة من (أفضل عشرة لاعبين) (تقييماً) في الدوري، حسب ما أصدره أشهر التطبيقات (الرسمية) المعتمدة، بل يتصدر القائمة لاعبوه؛ حيث جاء حارسه (مارسيلو جروهي) أولاً، ورومارنيهو ثانياً، وأحمد حجازي ثالثاً، وكريم الأحمدي سابعاً، وسعود عبدالحميد عاشراً.
* أربعة مدربين تعاقبوا على قيادة فريق الهلال لكرة القدم خلال الموسم الحالي، ولم يمنع تغيير المدربين الأربعة الفريق من تحقيق بطولة الدوري، مما يعني أن مقولة (الاستقرار الفني) ضروري لتحقيق البطولات والإنجازات ليس شرطاً أساسياً، إذا كان المدير الفني غير قادر على التعامل مع الإمكانيات والأدوات التي لديه، ولا يجيد تطوير العناصر التي يملكها ويرفض منح الفرص والاستفادة من الأسماء الشابة في الفريق وفرق النادي السنية، حتى المدرب الأخير (جوزيه مورايس) الذي قاد الفريق في الثلاث مباريات الماضية، قد يصبح مؤقتاً، فالهلال يبحث عن مدرب..مدرب.