جمعية الإسكان الأهلية للإسكان التنموي بالقصيم التي يرأسها سمو أمير المنطقة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، لها جهود خيرية وإنسانية كبيرة من حيث توفير مساكن ومنازل للأسر المحتاجة في محافظات ومراكز المنطقة ولاسيما في المراكز النائية، وحقيقة جهود سموه تجاه مواصلة مسيرة البناء والتنمية والسعي لخدمة المواطن في منطقة القصيم هي شغله الشاغل، ومن أجل ذلك أسس هذه الجمعية لتلبية حاجة الأسر المحتاجة وتوفير سكن كريم لها في أماكن إقامتهم، وتلبية رغبة البعض منهم بالعيش في الأماكن التي ترعرعوا فيها، وعملت الجمعية على هذا التوجه، وحققت إنجازات خيرية من خلال تنفيذ 275 منزلا احتضنت 1800 فرد من الأسر المحتاجة، نسأل الله العلي القدير أن يجعله في ميزان حسنات سموه، وفي ميزان حسنات كل من يدعم ويبذل لمثل هذه الجمعيات.
ولاشك أن تلبية الجمعية لرغبات المحتاجين ببناء مساكن ومنازل لهم في القرى النائية، ولاسيما كبار السن منهم تعتبر خطوة محمودة، إلا أن هذا التوجه لم يعد مجدياً ولم يعد يتماشى مع أهداف وتوجهات رؤية الوطن 2030 ، والتي تعمل على ضم وترتيب كثير من الخدمات ورفع جودتها وفق المقاييس العالمية المتقدمة، التي تؤكد على عدم التشتت السكاني والتباعد الخدمي غير المدروس، بالإضافة إلى أن التحول المستقبلي للخصخصة في كثير من الخدمات يعتمد اعتماداً كلياً على التعداد السكاني والجدوى الاقتصادية.
لذلك يعتبر التوجه الأخير والخطوة التي اتخذتها جمعية الإسكان التنموي بالقصيم برئاسة سمو أمير المنطقة بإنشاء مشروع الجمعية الخيري في قرية الجديدات بالقصيم، بالأرض التي تبرع بها رجل الأعمال عوض بن عبد الهادي العقيلي توجهاً صائب وتعتبر خطوة رائدة ومميزة وفي الاتجاه الصحيح، نظراً لتميز موقع هذه القرية وتوسطها بين عدة مدن ومحافظات، مدينة بريدة 10كلم، ومحافظة عنيزة 12 كلم، ومحافظة البكيرية 7 كلم، ومطار القصيم 5كلم، وجامعة القصيم 15 كلم .
ومن هذا المنطلق نقترح على الجمعيات الخيرية الأخرى المهتمة والمعنية بالإسكان الخيري بالمملكة بوجهٍ عام، أن تحذو حذو جمعية الإسكان التنموي الخيرية بالقصيم من خلال اختيار الأماكن المناسبة لإنشاء مشاريعها السكنية بكل حيادية، والتركيز على أرياف المدن والمحافظات الكبيرة والقريبة منها، من أجل تحقيق رزمة أهداف مستقبلية مهمة ومنها :
1 - لم شتات التجمعات السكانية والقرى النائية والتي يصعب تلبية احتياجاتها الخدمية بشكل عام، ونقل سكان هذه القرى والهجر النائية بالقرب من المدن والمحافظات الرئيسية لتسهيل تناول متطلباتهم واحتياجاتهم الخاصة والعلاجية دون عناء التنقل ومخاطر الطرق.
2 - قربهم من المدن يسهل على أبنائهم وبناتهم إكمال ومواصلة تعليمهم وتسهيل العمل فيما بعد للأبناء والبنات في القطاعات المختلفة بكل يسر، بالإضافة إلى نقل الأسرة من الكفاف والحاجة إلى الاكتفاء.
3 - ضمان عدم هجر المباني المتبرع بها مستقبلاً بسبب رحيل الأسر وانتقالها للمدن والمحافظات بحثاً عن خدمات أفضل، مما يهدر العمل الخيري ويهدر جهود فاعلي الخير ، ولاسيما بعد رحيل كبار السن، ورغبة الشباب للعيش في المدن.
4 - إنشاء مشاريع الجمعيات في الأرياف المحيطة بالمدن والقريبة جداً منها يحقق جميع الرغبات، رغبة كبار السن الذين لا يحبذون زحمة وكثافة المدن، وتحقيق رغبة أبنائهم الشباب الذين يحبذون المدن.
5 - الأرياف القريبة من المدن والمحافظات الكبيرة تتوافر فيها الأراضي الخام التي تكون قيمتها في متناول المتبرعين، ومكان جذب للأسر المحتاجة للمساكن، ولم شتات تجمعات سكانية نائية.