أثناء جلوسي في إحدى مقاهي الحي الدبلوماسي العصرية في العاصمة الرياض، ومشاهدتي للجميع وهم يمارسون حياتهم في انسجام تام دون خوف أو عزل أو انغلاق أو تعصب، تجعلني أشعر بالفخر لانتمائي لدولة آمنة تزدهر وتتطور في وقت قياسي. إن السعودية بأجمعها تمر في نقلة نوعية بدءًا من رؤية 2030 وخطط تطوير مدنها وإنشاء برامج لجودة الحياة وتشجيع السياحة الداخلية ومحاربة الفساد بشتى أنواعه وانفتاحها الدولي للسياح التواقين لاستكشاف دولتنا وثقافتها وآثارها التاريخية وطبيعتها.
تلك التغيرات ليست بأمر هين ولكن بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة التي تمكنت في أقل من خمس سنوات من إحداث تغيير جذري في الدولة. وأخص بالذكر مدينة الرياض التي تتطور بوتيرة سريعة، حيث نشهد اليوم قُرب انتهاء قطار الرياض الكهربائي الذي سيربط المدينة ببعضها البعض مما سيؤدي إلى تخفيف الازدحام في الشوارع وبالتالي تخفيف تلوث الهواء في المدينة، وقيام العديد من التحف المعمارية المميزة والجذابة مع المحافظة على المباني والآثار الشاهدة على ثقافتنا ليتسنى للجيل التالي أو السائح رؤيتها والتعرف عليها عن قرب.
ومن بين تلك التطورات أيضًا، نرى إعادة رصف الطُرق وخلق العديد من المناظر الجمالية، وكذلك إطلاق أمانة الرياض لمبادرة تشجير المدينة وذلك من أجل تلطيف الجو وتحسين الحالة المزاجية، ولا ننسى جهود الأمانة وحرصها في تلقي البلاغات من المواطنين وسرعة الاستجابة لها.
وقد أشار سمو ولي العهد إلى أن «الرياض تشكل 50 % من الاقتصاد غير النفطي بالسعودية»، فالرياض مدينة لا حدود لها، لديها إمكانيات هائلة وفرص غير محدودة أولاها الملك سلمان حفظه الله جل اهتمامه عندما كان أميرًا للمنطقة لأكثر من خمسين عامًا.
لقد نشأتُ وترعرعت في أحضان الرياض ومهما زرتُ من مدن أخرى تظل الرياض في قلبي، أعود إليها محملة بالأشواق. إن مدينتي وبلدي يتغير ويتطور لما هو أجمل وكل ذلك بفضل الله ثم قيادتنا، اسأل الله أن يديم على دولتنا الغالية الأمن والأمان وأن يحفظ مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان.