«الجزيرة» - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
تلقّيت ببالغ الاعتزاز وفائق التقدير إهداءً قيِّماً رفيع المضامين، وهو كتاب من سمو الأمير الدكتور سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بعنوان (عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد سبعون عاماً في خدمة سبعة ملوك). جاء في استهلالته كلمة ضافية لمحتوى الكتاب بقلم صاحب السمو الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، أعقبها كلمة لسمو الأمير الدكتور سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، أشار فيها لآلية توثيق محتوى الكتاب المتميز ودور سمو الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، ومراجعة الأمير الدكتور سعد بن عبدالله لفصول الكتاب في مسودته الأولية ونسخته النهائية وإجراء التعديلات مع مؤلفي الكتاب وهما أحمد الروساء «المستشار ومدير عام التعليم بمنطقة الحدود الشمالية سابقاً»، ومطر بن عايد العنزي «مدير مركز التدريب التربوي بمحافظة رفحاء»، وهما اللذان كتبا مقدمته، وقد جاءت فصول الكتاب متسلسلة بالأرقام من (1) إلى (14) بالعناوين الآتية: (الوالدان.. أصل كريم وتاريخ عريق - الميلاد والنشأة والتربية - ثقة الملك المؤسس - أميراًَ لمنطقة القصيم - أميراًَ لمنطقة الحدود الشمالية - مَهامُّه الدبلوماسيَّة - زيارات الملوك وكبار الأمراء لمنطقة الحدود الشمالية - جوانب من حياته الأسريَّه- صفَاتُه وجوانب من حياته - أياديه البيضاء - وفاته - وَصِيَّته - مراثيه - وثائق).
وسأتشرف لاحقاًَ باستعراض شامل لمحتواه في موضوع مستقل، وفي هذا العدد تجاوباً مع الاستفسارات والاتصالات الواردة العديدة حول التنويه الذي نشر هنا العدد الماضي ونصه (قصيدة تُنشر لأول مرة بين الأمير خالد الفيصل والأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد - رحمه الله، حيث ورد في الكتاب على الصفحة 173 تحت عنوان (سموه والشعر) الآتي: (رغم أن سموه يمتلك موهبة الشعر، إلا أنه مقل في نظمه، وليس له قصائد منشورة، فكان ما ينظمه لا يتجاوز خاصته، وسموه متذوق جيد للشعر الشعبي، ويحفظ أشعاراًَ منه، ويستهويه شعر سمو الأمير خالد الفيصل ويقتني دواوينه التي تأتيه هدية منه، وكان سموه قد نظَّم بيتاً واحداً في حب حايل واشتياقه لها، وأسند إكمال القصيدة لسمو الأمير خالد، فكانت هذه القصيدة):
أحب بالحيل أنا حايل
هي مسقط الرأس ياسالم
القلب من يمّها مايل
ومن لام راعي الهوى ظالم
أذكر على الوادي السايل
ظبي من أهل القنص سالم
رماني بسهمه العايل
في خافقي والله العالم
جرح الهوى بالخفا هايل
معكم وأنا بالهوى حالم
وين الذي للحمل شايل
لاصحت له قال إنا والم
أيضاًَ منشور في هذا العدد صورة ضوئية لقصيدة سمو الأمير عبدالله -رحمه الله- بإمضائه موجهة إلى الشاعر الأمير خالد الفيصل منقولة من الكتاب على الصفحة رقم 244 نصّها:
يادايم السيف لك جدّين
هم قمّة المجد واحزامه
شيخين برسم الوفا عجلين
ورَّادة الموت جزّامه
دعوتك فرحة وعلمٍ زين
هي منوة القلب وأحلامه
عاداتك ياكاسب النعمين
والنعم يشتاق لغلامه
الأذن تسمع وشوف العين
أعمالك يركض بها إعلامه
لبيك يادايم السيفين
ياجامع الطيب بأقسامه
نجيك مشيِّ على الرجلين
سريعة السير مولامه
السنه فيها لنا عيدين
والثالث أبها وضرغامه
كما جاءت المراثي في سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد -رحمه الله- مؤثرة لمجموعة من الشعراء الجزلين، نقتطف مما ورد في الكتاب على الصفحة 217 قول الشاعر خلف خضير العنزي:
عظم الله أجركم يااهل الشمال
ياقرانيس الوفاء بالطيبين
في وفاة الحر شيّال الثقال
الأمير الليث حمّاي العرين
ومنها قوله:
قدّموه إخوان نوره للجزال
وقبلهم العود خلاه له معين
كذلك قال الشاعر عوض شوباش الرويلي من قصيدة جاء فيها:
راع الوفا والطيب يرخص حلاله
أنا أشهد أنه في سجاياه مرغوب
عسى أبوخالد في ورايف ظلاله
في جنة الفردوس في لذ مشروب
كذلك قال الشاعر حمود البجيدي مرثيته في سموه -رحمه الله- جاء فيها:
أخذت من هم المواطن بلا عد
وعطيت من عمرك ليالي سعيده
رحلت ودموع اليتامى على الخد
كلٍ دعالك ياالكريم الوليده
يالله عسى قبرك جنانٍ تورّد
أنا أشهد أنك للشمال الفقيده
ومما قاله الشاعر سعد جبر المجيلد:
حتى الطفل يصرخ من الجرح نشّاد
يطق باب السور يبغى الإجابه
ياأمير لاعاد الخبر قلت لاعاد
زلزال زلزل خاطري ولتجابه
ومما قاله الشاعر عبدالرحمن المرخان:
مرحوم ياضلعٍ على الحد مامال
راسي كما ترسي الجبال بثباته
خال الملوك أهل الشجاعه والأبطال
فيهم تشابه منه وفيهم صفاته
ومما قاله الشاعر سالم حمدان الشراري:
آخر صورة له في كفوفه غمامه
منها الندى يقطر وتنبت بساتين
يحضن يتيم ويزرع الابتسامه
على شفاه المعوزين المساكين
ومما قاله الشاعر عايد الضبيان:
جثمانه الطاهر بمكة دفناه
شمال شرقي كعبة الله وبيته
يارب تجعل جنة الخلد مثواه
وتحسن عزاي بكل بيتٍ نعيته
ومما قاله الشاعر كريم عايد الذايدي:
ابن مساعد ريف من جاه حاير
العادل الوافي ذرى كل من جاه
حلحيل حلاّل العقد والسراير
حكيم سيمات السعد في محيّاه
مرحوم ياحلاّل صعب العساير
يا الليث ياستر الضعافا ومآواه