علي خضران القرني
بمزيد من الأسى والحزن، فقد بلغني نبأ وفاة زميلي وصديقي، الأديب والكاتب المفكر الإسلامي، معالي الدكتور/ محمد بن سعد الشويعر، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلاً.
تعرَّفت على الراحل بادي، ذي بدء، عندما نُقِلتْ خدماتي من المحكمة الكبرى بالطائف إلى إدارة تعليم البنات بالطائف عام 1392هـ، وكان يشغل آنذاك مدير عام التعليم المتوسط بالرئاسة العامة لتعليم النبات بالرياض، وزاملته كمسؤول عن لجنة التعاقد لتعليم النبات بالقاهرة أكثر من مرة، كان خلوقاً ومخلصاً وناجحاً في إدارته ومستقيماً في دينه ومتعاوناً مع زملائه.
واستمرت صداقتي معه وتوطدت عراها، وظل التواصل مستمراً بيني وبينه، ثم نقل خدماته فيما بعد من رئاسة تعليم البنات إلى الإدارة العامة للإفتاء بالرياض حيث عُيِّن مستشاراً ثقافياً لسماحة المفتي ورئيساً لمجلة البحوث الإسلامية الصادرة عن دار الإفتاء.
وكنت التقيه في الطائف حيث تتواجد مكاتب معظم الدوائر الحكومية بالطائف خلال فترة الصيف، ومنها مكتب سماحة المفتي، وكان كثيراً ما يلقي محاضرات ثقافية وإسلامية ضمن نشاطات النادي الأدبي بالطائف خلال تواجده.
صدرت له العديد من المؤلفات الأدبية والثقافية والفكرية والإسلامية وشارك في نشاطات الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية بالعديد من المحاضرات والندوات. إضافة إلى جمع وإصدار مجموعة فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- التي صدرت عن دار الإفتاء في سلسلة متكاملة وزعت على طلبة العلم والمؤسسات الدينية بالمجان.
له من أعمال البر والخير الظاهر منها والخفي العديد، فقد أشرف على بناء مسجد جامع باسم والده في العرضيّة الجنوبية بني رزق، وبني لحسابه مساجد عدة في بعض قرى العرضيّات، إضافة إلى تقديم مساعدات لبعض الأسر المحتاجة في تلك المنطقة.
رحم الله أبا عزّام رحمة واسعة وأسكنه في جنات عدن وجزاه بما عمل وقدم وأنجز لأمته ووطنه وقيادته وللعلم وطلابه خير الجزاء، وألهم أبناءه وبناته وأهله وذويه وجميع أسرته وزملائه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وهكذا حال الدنيا إقامة غير دائمة.. ورحيل مستمر.
وصدق القائل:
الموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجياد