رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب
وجارحة فما أبقيت سالي
رحل أبوصالح قبل أن يمهلنا وداعاً.. نازعه المرض فحجبه عن محبيه فواصلنا الدعاء له بالصحة والعافية.. لكن القدر خطفه منا فجاءت رسالة هاتف بطعم الأسى تفيد (بانتقاله إلى رحمة الله ودعنا بعد أن أعطانا دروساً بالإخلاص والانضباط بالعمل في مسجده والذي سيفقده محرابه وقرآنه لم يكن إماماً وحسب لكن كان مسجده بيته الثاني فكان يأنس بخدمته ورعايته وصيانته وربما من ماله الخاص غايته الأجر والثواب من الله.
أبوصالح بدأ حياته معلماً بالرياض ثم ساقه الحنين إلى ديرته الرس فانتقل معلماً إلى مدرسة موسى بن نصير وبعد سنة تقريباً افتتحت مدرسة المهاجرين مطلع العام الدراسي 1400هـ ليرشح مديراً لها وقائداً تربوياً ترك بصمات تربوية إيجابية على أبنائه الطلاب لا يزال البعض منهم يذكرها بكل فخر وشكر لهذا المدير الذي حاول أن يحبب الصلاة والسلوك الحسن والمظهر المثالي حتى أصبحت المدرسة تلك الفترة مكاناً تربوياً مفضلاً لدى الآباء.. ناهيك عن قربه من زملائه المعلمين وتوفير الجو التربوي والبيئة التعليمية من خلال المعاملة الحسنة والسجايا الكريمة.
رحل سليمان صاحب الطاعة والاستقامة منذ نعومة أظفاره باراً بوالديه واصلاً لرحمه وجيرانه.. يعاود المرضى ويودع الراحلين مشاركاً بعزاء أهلهم ومواساتهم، كسب محبة الجميع بطلاقة الوجه وكريم الأخلاق ناهيك أنه مدرسة بالزهد والقناعة.. رحل أبوصالح ولسانه رطب بذكر الله شاكراً ربه صابراً على البلاء برعاية الله ثم أبنائه البررة وفقهم الله إلى الإحسان والدعاء له.
سيرة الوجيه والده الذي عاش في بلدة القوعي مسقط رأس (أسرة العقلان) فكرة كانت تراود الراحل سليمان منذ زمن فكان له ذلك في 25-11-1432هـ من خلال (معلقة شعرية) بالشعر الفصيح الذي يعشقه أبوصالح جاءت بأكثر من 200 بيت معتبراً والده نادراً في عصره وجامعاً لصفات الرجولة مع نقاء السريرة وجمال السيرة يقول في مطلعها:
وإن أتيت سائلاً عن والدي
وراغباً بالعلم والفوائد
أخباره سارت بها الركبان
وبزا أقواماً له استكانوا
في يوم الأحد الرابع من شهر شوال رحل أبوصالح عن دنيانا والألسن تلهج له بالدعاء في مقبرة الرس أن يثبته الله في القول الثابت ويجعل ما أصابه كفارة وطهوراً.. اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله واغسله بالماء والثلج والبرد.. صادق العزاء والمواساة إلى أبنائه وبناته وزوجاته واخوانه وأخواته وأحفاده وإلى عموم أسرة العقلان الكريمة الهمهم الله الصبر والسلوان وعظم أجرهم... {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.