أحيانًا ومع تباعد وعزلة كورونا تتوارد الأفكار تترى وتستجلب الذكريات منذ بداية الحياة إلى وقتنا الحاضر، وهي تمر عمرًا وزمنًا مديدًا، مكونًا زمانًا وماضيًا وحاضرًا مرَّ بسرعة لا تُصدق، وما أنا أصلًا بالمصدق في السنوات التي مرت وكأنها يوم أو بعض يوم، لكنها فاتت وراحت من الأيام سنين وسنين لتبقى ذكريات ننقلها عبر كان يا ما كان في سالف الوقت والأيام والعصر والأزمان، مسيرة وعشق طفل من طفولته ونشأته تعلق بهذه الفاتنة الجميلة حين لقيها وتعرف عليها وأخذ يلاطفها عن قرب ويتعرف عليها حتى أغرته مع الأيام في ملاحقتها بحب بعد أن كبر ورقَّ قلبه وقوي عظمه وصار يدرك ويفرِّق بين التمرة والجمرة وكوعه من بوعه. فعند هذا صارت وجهته وهدفه ومطلبه، فتعلق بها أكثر وحبَّها حبًا جمًا، ومنذ ذلك الوقت وهو مستمر بودها وحبها وعشقها يتبعها من مكان إلى آخر ويتذكرها في كل وقت وساعة وثانية، فهي لم تغب عن قلبه وعقله وجوارحه حتى في منامه بل في صلاته أحيانًا، وأحيانًا لأنها فاتنه بجمالها مغرية بحلاوتها ليس لها مثيل لمحبها ومن عرفها ومن فتنته بجمالها وحلاوتها وتجاعيدها المختلفة وتكويناتها الحلوة والتي يتمناها كل من عليها فان. فهي عشَّاقها ومحبوها كثيرون وطالبو ودها أكثر وأكثر، ومهما هاموا في حبها وعملوا ما عملوا وتنافسوها لا تستمر مع أحد أبدًا أبدًا كائنًا من كان، فكل يوم لها عاشق وطالب ود، وهي بدلالها تعشق من تعشق وتترك بعضهم لملاحقتها بتحسر.. وأنا ومن أنا حاولت معها كثيرًا، أغريتها بكل المغريات، طلبت ودها عشقتها رميت عليها الورد وسنين عمري وجهدي ولكنها أخذت معي يومًا أو بعض يوم وأنا سعيد بها وأستمتع بحبها، ولكن للأسف في يوم ما تركتني فزعلتُ منها وتمنيت أن أفارقها لكنها ما لبثت بعد محاولات أن لبست حللها وتزينت لي وأغرتني بجمالها وعادت لي مرة أخرى أكتر جمالًا فرحبتُ بها واستقبلها واستمتعت بمفاتنها وجمالها أيامًا وساعات ولكنها كعادتها عادت مرة أخرى وذهبت لغيري وأنا أشاهدها ولكنني لا ألومها فعشاقها ملء الأرض وبالمليارات، ومع كل هذا الحب التي تلقاه والدلع والحنان زعلت فجأة على الكل وكشرت وكشفت عن أنيابها واشتكت لواليها أفعال محبيها وطالبي ودها فتم تخويف محبيها تمحيصاً جماعياً وحدثاً غير مسبوق لا في سالف العصر والأزمان وبسابقة غير مسبوقة في التاريخ فقامت بكورونا وباعدت بين محبيها وفرَّقتهم عن بعضهم لتدور الدائة وتدور حول نفسها دون ضجيج محبيها والمتنافسين عليها، فقالت لهم بعدًا وصمتاً وخوفاً ولبس كمامة، فلقد بلغ السيل مبلغه، فماذا حدث وكان وصار حتى تسير محبوبتنا على غير العادة وعكس الاتجاه المرغوب والهدف والأهداف، فمن زعلها ومن أغضبها، هيا معي قولوا فهي حبيبة الكل وفيها حياتنا ومعاشنا فأرضوها حتى نهيم مرة أخرى في عشقها فنحن كلنا نطلب ودها ونتنافسها، فهيا معي وتعالوا جميعًا نرضيها بالحب والسلام حتى نحتضنها وتحتضننا ويعم الخير والسلام والأمن والأمان على الكل ويكون ما حدث حكايات وصار وكان في يوم ما حكاية زمان أول.