أحمد المغلوث
عصر يوم الجمعة الماضي ودعت المنطقة الشرقية بل الوطن معالي الشيخ فيصل بن محمد الشهيل رحمه الله . وطوال العقود الماضية كنت مثل غيري من رجال الإعلام نتابع بشغف نشاطات أبي منصور في مختلف المجالات التي كان يشارك فيها بفاعلية وحتى من خلال حضوره الطاغي ومن هنا وكما قال عنه سعادة الأستاذ (وليد بن حمد المبارك) رئيس مجلس إدارة صحيفة اليوم: كان الشهيل رمزًا من رموز المجتمع السعودي) أ.هـ طبعاً ما كتبه عنه تحت عنوان سيرة عطرة وقدوة تلهم الأجيال. نعم كان رمزًا وأكثر وكتابة المبارك جديرة بالقراءة وزيادة. وبحكم عملي كانت تتاح لي فرصة اللقاء مع معاليه في مناسبات رسمية واجتماعية فكان عند حضوره يجذب إليه الحضور بتلك «الكريزما» المحببة التي اتسم بها طوال حياته. حتى في مناقشاته وتعليقاته التي يطرح فيها وجهات نظرة التي كانت والحق يقال تتسم بالواقعية والإنصاف فلم يقلل من شأن من يختلف معه في الرأي. بل كان يمد يده ليساعد من يرى أنه بحاجة للمساعدة أو الدعم من الذين كانوا يعملون معه خلال رحلته في مختلف القطاعات التي كان يتولى قيادتها في المواصلات أم في الموانئ أو حتى عندما كان رئيسًا للسكة الحديد.. وما زلت أذكر تعليقاته المشجعة والمحفزة لي وهو يشاهد لوحاتي التي شاركت بها في معرض «الانتفاضة» والذي افتتحه قبل عقود سعادة وكيل إمارة المنطقة الشرقية سابقا الأستاذ (سعد العثمان) في أحد الفنادق الشهيرة بالشرقية وراح يعلق على لو حتى «طفل الانتفاضة» والتي طبع منها مئات النسخ دعمًا لانتفاضة الأشقاء الفلسطينيين.. بل إنني تشرفت وبطلب منه عندما كان في منصب رئيس السكة الحديد برسم لوحة كبيرة عن حفل تدشين جلالة الملك المؤسس طيب الله ثراه لسكة الحديد وكانت اللوحة توثق المشهد بحضور ولي عهده الملك سعود رحمه الله.. والراحل الكبير أحد الرواد الأوائل الذين درسوا في الخارج وعاد مؤهلاً ليسهم في خدمة الوطن والمجتمع. على مدى عقود اتسم وكما أشار إلى ذلك العديد من معارفه وزملاء العمل كونه قريبًا من الناس.. وفاعلاً بصورة شبه دائمة في الثقافة والإعلام الرياضي والمجتمعي. والراحل الكبير لم ير نفسه شخصية فوقية. بل كانت تستهويه البساطة والتواضع حتى عندما كان في قمة المسئولية الإدارية المختلفة، ولا شك أن كثيرين سوف يكتبون عن أبي منصور معبرين عن مشاعرهم وعواطفهم .. لكنهم لن يستطيعوا أبداً التعبير عن فقده كما يشعر الآن أفراد أسرتمن «آل الشهيل» الكرام ومحبيه الكثر في الشرقية والوطن.. خاصة الذين كانوا على علاقة حميمية به.. وما أكثرهم.. وماذا بعد لقد غاب عنا الشيخ فيصل وابتسامته. ولكن سوف تبقى ذكراه في قلوب الجميع للأبد.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.