كتب - محرر الوراق:
لم يغب الجانب التراثي والثقافي عن حديث سمو ولي العهد الذي أدلى به مؤخرًا للقناة السعودية وبعض القنوات المحلية والعربية. ولما لهذه الكلمات المهمة من سموه المحفزة لكل مهتم بتراث وثقافة بلادنا الغالية، فقد تفاعل معها الباحثون والمثقفون بشكل كبير، وكانت هذه الكلمات ملهمة ومحفزة لهم للحديث والاقتراح والمناقشة في هذا الجانب المهم، الذي له الحضور المناسب في رؤية 2030.. أترككم هنا مع بعض كلمات الباحثين والمختصين المستخرجة من مضامين حديث ولي العهد:
التويم: رؤية ولي العهد التراثية تأثرت بها الكثير من المدن والقرى
بداية تحدث إلى الوراق الأستاذ إبراهيم التويم، وهو رئيس مركز ومحافظ مكلف سابقًا وله اهتمامات تراثية وأدبية.
يقول التويم: لم يغب التراث وأهله عن الحضور في حديث سمو ولي العهد، مما كان له أكبر الأثر على الكثير من المواطنين في مناطق المملكة كافة، حيث نشاهد اليوم حركة نشطة لتعمير وترميم المباني القديمة، والكثير من هؤلاء استفادوا من مشروعين مهمين لولي العهد في هذا المجال، المشروع الأول هو ترميم المساجد التاريخية في مناطق المملكة كافة، والمشروع الثاني الذي وقف خلفه سمو لي العهد هو ترميم القصور التاريخية في الرياض القديمة.
وختم الأستاذ التويم حديثه سائلاً الله أن ترى هذه المشروعات النور لما فيها من خير كبير على آثار الوطن واقتصاده وتوظيف الكثير من أبناء الوطن في هذه المشروعات الرائدة.
آل مسعود: إحياء تراث النفاية
الأستاذة إيمان آل مسعود بكالوريوس تاريخ سيدة أعمال وكاتبة مقالات جودة الحياة مهتمة بالمسؤولية الاجتماعية والمتاحف والتدوير، كتبت بقلمها: تنتظر ربات البيوت السعودية بشغف اليوم السعودي للإعلان السعودي بإحياء تراث النفاية الأزلي وفصفصة مركباتها بعد فضفضة أكياسها السوداء وخلخلة ما فيها قبل تدويرها والاستثمار في خيراتها بدءًا من بقايا حبوب الأرز البسمتي حتى الأجهزة الذكية الباليه التي خرقت الناطحات لتلفظ أنفاسها وتبعثر براغي الحديد فيها ومحاكاة ما بينهما من كسرة خبز جفت وأوراق دفاتر المطالعة وكتب الرياضيات الحديثة وكراسة طفولة حاولت رئاسة التعليم مشكورة إيجاد حل لها ومساطر نايلون بلاستيكية وأقلام رصاص خشبية تاهت وتلاوين ومغلفات كرتونية وشرائط كورنيشية لهدايا تبادلت أرواحها بحب أو حتى قصدير الشوكولاته الناعم والعلب الألمنيومية وقد تكون هناك ثروات نسجت من خيوط الذهب لم يلق لها بالاً قدر أهمية التخلص منها سريعاً أو بطيئاً حيث الظنون الثاقبة أنها تفسد هناء العيش وتلوث الأجواء وتسبب ما قد تسبب ليعزم أفراد البيت كلاً على أخيه حملها قسراً أو جرّها للخارج تجهماً أو قد تلعب القرعة دوراً وينشط التصويت وتراءت الريالات لمن يتسابق إليها أولاً لقيادتها إلى مصيرها خارج المنزل وما بعد ذلك.. ولو كان هناك سهم أو قوس لما تردد أبداً الاقتراع به... لتتوجه البوصلة أخيراً لمساعدي أرباب البيوت.
تنتظر البيوت تهميش بطالة النفاية الاختيارية وتجنيدها إلزاماً لربط الشرق بالغرب وتسخير الطاقة.
تنتظر البيوت النهوض بالتدوير من التقليدية إلى الانبهارية ليرى السائح المعجزة في الناقة.
تنتظر البيوت التظافر الأسري والمجتمعي والعاطفي والنفسي والبيئي والحيوي والاقتصادي إلى جانب الذكاء الاصطناعي
وقد تكاتفوا جميعاً للوصول إلى سماد الفضاء الواقعي.
العتيق: كل الشكر لولي العهد على عنايته بالمساجد التاريخية.. وأملي في تعميم التجربة على كل وطننا الغالي
أما الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز العتيق وهو ناشط اجتماعي ومهتم بتراثنا المحلي فقد أثاره مشروع ولي العهد لترميم المساجد التاريخية، وقد تمنى أن يُعتنى بالمساجد والجوامع التاريخية أكثر. ويضيف العتيق:
لا نغفل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية ونشكر سيدي على ذلك لكن الهم مشترك والمساجد المحتاجة إلى تطوير كثير لذا أتمنى أن يكون هناك مشروع في كل محافظة في وطننا الغالي ولجنة مهتمة بذلك..
ثم إن القرى الشعبية أو التراثية القديمة لا بد من الالتفات لها وتعزيز ما هو قائم وتطوير الذي لم يصله التطوير فقد أثبتت هذه القرى أن المواطنين رحبوا بها بل إنهم ساهموا في إعادة ترميمها وتزويدها بالمقتنيات الأثرية التي كانت في وقتها حتى أصبحت مزارًا للمواطنين وغيرهم من السياح..
هذا ما أذكره في هذه العجالة وإلا مورثنا الشعبي وتراثنا الأصيل يحتاج إلى الكثير والكثير..
الفوطة: لا بد من استشعار هذا التراث
وشاركنا الحديث هنا الأستاذة النشطة نوال بنت خالد الفوطة وهي مستشارة خدمة مدنية بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ولها اهتمامات تراثية حيث قدمت لنا بعض المقترحات والأفكار التراثية، وجاء منها:
- الاستشعار بأهمية هذا التراث الحضاري ونشر الوعي في كيفية المحافظة عليه لأنه إحدى الوسائل المهمة لتوثيق تاريخ وحضارة هذا الوطن العريق ونقلها للأجيال القادمة.
-استغلال هذه الأماكن الأثرية وتأهيلها كوجهات سياحية لتكون بمنزلة متاحف يقصدها السياح لمعرفة حضارة الوطن.
- الاستفادة منها كفنادق سياحية أو مطاعم وأسواق شعبية مع الحفاظ على هويتها الأصلية.
- تجهيزها كمراكز مهمة لإقامة الفعاليات والمناسبات الوطنية والندوات وغيرها.
اليامي: أقترح قيام متحف للسيارات الملكية
ولم يفوّت الأستاذ عبدالله بن ناصر اليامي -وهو باحث في التاريخ العمراني والثقافي والاجتماعي لمدينة الرياض- هذه الفرصة دون أن يخص الوراق بمقترحات ثمينة يضعها على طاولة صانعي القرار، حيث يقول اليامي: استبشرنا خيرًا مع انطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030م وما تضمنته من دعم لمختلف الفنون والآداب والصحة والرياضة والترفيه وجودة الحياة حتى أصبحت علامة يشار لها بكل الاحترام والتقدير إذ تضمنت إنشاء عدد من المتاحف ودور العروض والمزادات التي تساهم في نشر الوعي والاهتمام بهذه الفنون.
ومع هذا الدعم السخي لهذه المشاريع تبادر إلى ذهني مشروع أو اقتراح ربما يكون مهمًا بالنسبة لي: إنشاء متحف يحمل اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز للسيارات الكلاسيكية, يضم هذا المتحف بين جنباته أربع صالات لعرض السيارات:
الصالة الأولى: سيارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
الصالة الثانية: سيارات ملوك المملكة العربية السعودية.
الصالة الثالثة: سيارات ولاة العهود في المملكة العربية السعودية.
الصالة الرابعة: سيارات أبناء الملك عبدالعزيز.
يا حبذا لو كان مقر هذا المتحف مبنى الديوان الملكي سابقًا في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي فهذا القصر جميع أبناء الملك عبدالعزيز دخلوا إليه للسلام على جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز والملك خالد بن عبدالعزيز. علمًا بأن هذا القصر أصبح مقرًّا للديوان الملكي في عهد الملك فيصل والملك خالد - رحمهما الله جميعًا -.
توضع مع السيارات في كل صالة صور للسيارات المعروضة مع صاحبها من أصحاب السمو الملكي الأمراء وذكر معلومات عنها، مثال: مناسبة الصورة وموديل السيارة ولونها وتاريخ صنعها وبلد الصنع.
آمل أن ينال اقتراحي الاهتمام ويرى هذا النوع من المتاحف المخصصة للسيارات الكلاسيكية النور.
المسردي: أتمنى تأسيس معهد لدراسة الكتابات القديمة
وكعادة حضوره المميز شاركنا هذا التحقيق الأستاذ مسعود بن فهد المسردي بفكرة ومقترح يخدمان النهضة التراثية الكبرى في بلدنا التي يقودها ولي العهد، حيث يرى المسردي أن الاهتمام الذي تحظى به الآثار في بلادنا من قبل سمو ولي العهد -حفظه الله- يدعو للغبطة والسرور فبلادنا كنز آثار، وستكون قبلة سياحية عالمية -بإذن الله- إذا قمنا بواجبنا على أكمل وجه في إبرازها للعالم، وأتمنى أن يؤسس معهد للهواة يتعلمون فيه قراءة الكتابات القديمة (النبطية والثمودية واللحيانية والمسند وغيرها) ويكون تحت مظلة وزارة الثقافة. كما أتمنى أن يكون هناك مركز أبحاث خاص بالكتب والأبحاث الأثرية وألا يقتصر نشاطه على الأكاديميين بل يتاح للهواة أيضاً الذين أثبتوا جدارتهم في هذا العلم.
الخنيني: آثار الهجرة النبوية الكريمة من مقوماتنا الآثارية المهمة
وبخلفيته الإعلامية المميزة قدّم الأستاذ الإعلامي ومعد البرامج السابق في إذاعة الرياض محمد الخنيني مقترحات ركز فيها على الآثار النبوية الكريمة كونها تعني المسلمين في العالم كله، حيث يقول: أقترح العناية بشكل أكبر بآثار الهجرة النبوية وكذا مواضع نزول الوحي.. مثلاً:
1- إضاءة جبل النور الذي به غار حراء.
2- وضع خدمة التلفريك لتسهيل الصعود والهبوط من الجبل، ورؤية غار حراء وتوفير تلك الخدمة على نحو سياحي منتظم وبمقابل مادي.
3- إضاءة جبل ثور.. إضاءة شاملة مثل جبل أحد.
4- توفير خدمة التلفريك لتسهيل الصعود والنزول من الجبل ورؤية الغار حيث بقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه عند الهجرة للمدينة.
وتنظيم هذه الخدمة ومرشدين سياحيين بمقابل مادي.
5- توثيق مواضع غزوات الرسول ومساجد غزوة الخندق ومسجد قباء والعنبرية والفتح وغيرها وعمل ترتيب لمجموعات سياحية ومرشدين مثقفين تاريخيًا وبمقابل مادي.
6- ضع ترتيبًا لزيارة المقابر: البقيع - شهداء أحد - سيد الشهداء - بئر الخاتم - بئر عثمان - درب زبيدة وغيرها، والعناية بها.
المالكي: الرياض مقبلة على نهضة تراثية.. وهذا مقترحي
كوّن الأستاذ محمد المالكي قاعدة ثقافية كبيرة عن الرياض وتاريخها من خلال جولات شبه يومية على الأحياء التراثية وبأرشيف ضخم من الصور. هذه الإمكانات الكبيرة عند المالكي جعلته يقدم أكثر من مقترح لتطوير منطقة قصر الحكم وما حولها.
يقول الأستاذ المالكي: قريباً من مبنى قصر الحكم تم إعادة ترميم حي الدحو وهو من الأحياء القديمة التي كانت خلف سور الرياض القديمة، ونشكر في ذلك الأمر السامي والتوجيه الكريم الذي صدر بحق العديد من المواقع التراثية التاريخية في مملكتنا الواسعة في ثقافاتها بالمحافظة عليها وإعادة ترميمها.
وبما أن العاصمة الرياض قادمة على تطوير عمراني متسارع، خاصة وسطها، فإني آمل أن يكون هناك إقامة نماذج لقرى تراثية متقاربة مختلفة في ثقافاتها ومحاكاة للتراث العمراني والتراث الاجتماعي لمناطق نسيج المجتمع السعودي بحكم أن العاصمة أصبحت مجمعًا سكانيًا مختلف الثقافات الاجتماعية والتنوع التراثي الذي تحمله تلك الثقافات.. حتى تكون تلك الثقافات التراثية الاجتماعية المتنوعة حاضرة طوال العام ولا نحتاج إلى مهرجان سنوي محدود المدة لعرض ذلك الموروث وبعد ذلك يغيب المشهد بقية العام.. وبذلك تكون تلك القرى التراثية معززة للانتماء الوطني وحية في أنفس مواطنيها وكذلك معززة لبرامج السياحة لمن يزور مدينة الرياض.
الزير: أتمنى تعميم فكرة حي الدحو بقلب الرياض
ومن قلب الرياض القديمة التاريخية انضم إلى المتحدثين الأستاذ عبدالعزيز الزير، الكاتب والمهتم بالرياض القديمة، حيث كان الزير محتفيًا بمقدرات الوطن الغالي.
يقول الزير: بلادنا اليوم - والحمد لله - ينظر إليها من أفضل الدول على مستوى الشرق الأوسط وكذلك على مستوى العالم، وتبقى الملاحظة: عندنا مناطق أثرية عدة جميلة جدًا، وقديمة جدًا، سواء من التي قبل الميلاد، ومنها التي من قرون، وأشارت وسائل الإعلام إلى وجود آثار في منطقة العلا وفي المناطق الجنوبية والشمالية من المملكة، وهناك من الآثار التي استخدمت من قبل قرن من الزمن وحظيت بعمل صيانة وترميم كحي الدحو بالرياض حيث إن الفكرة ممتازة جدًا، وأرجو تعميم هذه الفكرة على مناطق المملكة وذلك باتخاذ حي تراثي وإعادة ترميمه لكي ينظر العالم إلى ما كنا عليه وما أصبحنا عليه الآن.
الفارس: السائح يأتي لمشاهدة ما لا يجده في بلاده من الآثار
ومن روضة سدير شاركنا الحوار هنا الفنان التشكيلي إبراهيم الفارس، وكان من ضمن حديثه ومقترحاته:
لا شك أن إرثنا الثقافي والتاريخي هو المرتكز الذي نبني عليه حضارتنا، ونرسم من خلاله قيمنا ومبادئنا، ونبرز به هويتنا للعالم.
1- التركيز على المتاحف الخاصة بالتعاون مع الجهات المعنية لتطويرها وتنظيمها بما لا يرهق مالكيها.
2- العمل على إيجاد قاعات عرض فنون تشكيلية في كل منطقة تبرز للسائح فنون وثقافة أهل المنطقة تكون ثابتة ودائمة ومفتوحة للزوار.
3 - إعادة بناء وترميم بعض المعالم التراثية مثل القلاع والمقاصير والمساجد، ويكون ذلك على هيئتها القديمة.
4- تشجيع الحرف اليدوية مثل النجارة وأعمال الخزف وغيرها وأعمال المجسمات الصغيرة التي يمكن للسائح اقتناؤها وكذلك الصور والأعمال الفنية تكون ذكرى للسائح.
5- تشجيع الفعاليات الشعبية كـ(العرضة النجدية والسامري) وغيرهما، كل حسب منطقته.
ويختم الفارس حديثه بقوله: السياح يرغبون في مشاهدة المواقع والفعاليات التي تختلف عما هو موجود في بلادهم.
الضويحي: أدعو للاهتمام بالطراز النجدي في عمارة المساجد
ومن محافظة مرات أدلى الباحث الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي بدلوه في هذا التحقيق حيث يقول: الحفاظ على التراث والموروث الشعبي من سمات الدول المتقدمة. ولعلنا نلقي الضوء على جزء من تاريخنا السعودي لتوظيفه في رؤية هذه الدولة 2030 ليبقى شاهدًا على ماضينا العريق كبناء مساجد على الطراز النجدي القديم بالطين واللبن وإبراز المآذن الدائرية المخروطية. وكذلك بناء الأبراج المخروطية في الميادين كبرج الرغبة وبرج الشنانة التاريخيين على سبيل المثال. وكذلك حفر آبار (المساقي) التي تنشأ عادة بجوار المساجد واستخراج الماء منها بالدلو وعمل أحواض خاصة للشرب وللوضوء.
الخميس: لدينا مقومات سياحية ورمالنا ذهبية
وشارك في هذا التحقيق الأستاذ عبدالمحسن الخميس، وهو مهتم بالتراث الوطني وتراث الجزيرة العربية بشكل عام، فكان من حديث الخميس للوراق:
أتمنى الاهتمام بالسياحة خاصة الدينية، وتكون بضوابط مثل المدينة المنورة ومسجد قباء الذي بني عام 622م وجبل أحد ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أكبر مطبعة مصحف في العالم وجبل أحد يتميز بشيء من التسلق والسيرة النبوية الشريفة ومدائن صالح ومساكن ثمود فالمملكة في صحاريها رمال مثل المستوي حول القصيم والربع الخالي وفيها بحار (البحر الأحمر والخليج العربي) وإقامة منتجعات برية مهم جدًا فالمملكة تتميز بصحارى ورمال كالذهب.
الملا: لدينا ثروة تراثية لا بد من استثمارها
ومن واحة الأحساء الغالية كانت المشاركة المميزة من الأستاذة فاطمة الملا، وهي تربوية ومهتمة بتاريخ الوطن، ولها حضور إعلامي وفي منصات التواصل الاجتماعي، حيث تؤكد الملا على أن مملكتنا الغالية دولة كبيرة المساحة مترامية الأطراف زاخرة بتاريخها في كثير من الحضارات، غنية وزاخرة بخيرات طبيعية وبيئية وتاريخية أثرية عظيمة.
وتقول الملا: سعدتُ لما شاهدت من تنفيذ مشروع سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود لترميم المساجد التاريخية التي تحكي تاريخ المنطقة.
واقترح أن تستغل الثروات التراثية الموجودة في مملكتنا على نواحٍ عديدة، منها: إنشاء جمعيات أو فرق تساهم بإحياء التراث الوطني والتاريخي للمناطق بهمم شابة متطوعة، تصميم المطارات ومحطات القطار بهوية تاريخية وتراثية للمنطقة، إقامة متحف لبعض المناطق التي بها كنوز تاريخية أثرية بإشراف هيئة السياحة، بناء المساجد والمراكز على التصميم الهندسي القديم الذي يحمل هوية المنطقة أو المحافظة أو المدينة، إنشاء أسواق تاريخية في المناطق التي شهدت وقائع تاريخية تحمل اسم الوقائع التاريخية، إحياء وتعمير الأحياء القديمة التي شهدت أحداثًا تاريخية، التنسيق بين هيئة السياحة والترفيه في إقامة المناشط الدورية التاريخية التاريخية، ولا نغفل النواحي التعليمية من خلال الاهتمام بالأنشطة التي تحكي تاريخ المملكة وتراثها وإقامة الرحلات للمناطق التاريخية سواء كانت حضورية أو افتراضية، وتشجيع المسابقات ذات الهوية التاريخية التراثية، وغرس قيم الاعتزاز بالهوية الوطنية في نفوس الطلاب/ ات.
آل هتيلة وآل نمره: نجران متحف مفتوح
ومن نجران الغالية اشترك في هذا التحقيق باحثان متميزان، هما:
1 - محمد بن هادي آل هتيلة (رئيس جمعية الآثار والتاريخ بمنطقة نجران) وكاتب وباحث.
2 - نايف بن مصلح آل نمره (كاتب وباحث في التراث ومهتم بالتاريخ).
وكان حديثهما على شكل مقترحات مرتبة، منها:
نجران إحدى المناطق الإدارية الثلاث عشرة لمملكتنا الحبيبة، بها من الثراء والإرث التاريخي والثقافي ما يستحق أن يبرز. ولعل أهم المقومات التي تتوافر بها دون غيرها من مناطق المملكة ما يأتي:
1- مدينه الأخدود: وهي من أقدم المدن التاريخية التي كانت تعرف بظربان، وهي أحد المراكز الثقافية والدينية المهمة في الجزيرة العربية، وبها ذكرت قصة أهل الأخدود في سورة البروج.
2- منطقه حمى: وهي من ضمن أكبر المتاحف المفتوحة في العالم بها نقوش مؤرخ بتواريخ مختلفة، وبها أكبر نقش مكتوب في المملكة إن لم يكن بالعالم، وبها رسوم صخرية تعد من الأكبر في المملكة، تتجاوز مساحة بعضها 60 م2.
3- التراث العمراني: تكاد تكون الأكبر في المملكة من حيث عدد المباني وطريقه بنائها وترميمها.
4- الحرفيون والحرف: العديد منها منتشر في منطقه نجران، وبها أكبر سوق للجنابي في المملكة من حيث المبيعات والثالث على مستوى الجزيرة العربية (صنعاء، وعمان) حيث يعد الخنجر أو الجنبية من الأزياء الرسمية في المملكة، ويلبسها خادم الحرمين الشريفين.
5- التراث غير المادي: تم رصد ما يزيد على 600 عنصر من عناصر التراث غير المادي وفق تصنيف منظمة اليونسكو.
6- طرق التجارة القديمة: رحلة الشتاء والصيف وانطلاقها من منطقه نجران مروراً بعدد من المناطق في المملكة (يمكن عمل مسار سياحي خاص بها) لتكون موردًا اقتصاديًا مهمًا.
7- توفر البيئات الثلاث: الصحراوية، الجبلية، والسهل (تفعيل الرياضات الصحراوية الشتوية، الهايكنج، الرالي... إلخ).
8- العنصر البشري الموجود في المكان وتفاعله مع البرامج والأنشطة المختلفة واندماجه مع الثقافات المختلفة.
مما سبق ولما لمسناه من اهتمام سموكم الكريم وما يتوافق مع الرؤية المباركة 2030 ورغبة في نقل البلد والاستفادة من الإمكانات المتوافرة واستغلالها ثقافياً واقتصادياً لتكون رافداً من روافد الوطن فإننا في نجران كلنا طموح ورغبة في أن نكون جزءًا من هذه المنظومة في التطوير والنمو من خلال:
* إيجاد هيئة ملكية لتطوير موقعي الأخدود وحمى.
* تفعيل مسار التجارة القديم.
* تطوير الأخدود من خلال تحويلها إلى بيئة جاذبة (هناك تصميم جاهز لإعادة بناء المدينة بالكامل يشتمل على موشن جرافيكس، ونحتاج إلى توجيه سموكم حول الاستفادة منه، ويكون موردًا اقتصاديًا ثقافيًا مهمًا).
* تفعيل متحف نجران الإقليمي ليكون بيئة جاذبة.
* إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية والتراثية والترفيهية المختلفة.
* تعزيز البنى التحتية للمواقع التراثية في المنطقة.
* تفعيل النزل التراثية لتكون بيئة جاذبة للمكان.
* محمية عروق بني معارض: وهي واحدة من المحميات المهمة التي تحتاج إلى تفعيل المسار السياحي إليها.
* هناك مقترح مهم جداً لمهرجان «جاتن» حيث تم عمل كل الدراسات الاقتصادية والسياحية والثقافية حيث يقام في بداية يناير إلى مارس من كل عام (وذلك لمناسبة الأجواء) ونتوقع إيرادات لا تقل عن 100 مليون ريال سنوياً (يشرف عليه صندوق الاستثمارات العامة)، وهو جاهز متى كانت الرغبة في الاطلاع عليه.
حلواني: بعض القصور ارتبطت بمناسبات مهمة
ومن الطائف المأنوس تحدث الأستاذ والباحث محمد بن خليل حلواني إلى الوراق وكان من حديثه:
إن العديد من المواقع في الطائف الموثقة لدى هيئة السياحة بسجل التراث ارتبطت باليوم الوطني وتسمية المملكة العربية السعودية منها قصر أبو حجارة وستة مواقع أخرى شهدت حقبة التأسيس التي قادها الملك عبدالعزيز وتستحق أن تكون معلمًا جغرافيًا ضمن الموروث الثقافي المكاني الملموس وغير الملموس.
ويضيف حلواني: وبلا شك إن رؤية سيدي ولي العهد لمواقع الحلواني وغيرها من ذات العلاقة بالتاريخ الوطني ستنال النصيب الأكبر من برنامج سموه.