«الجزيرة» - طارق العبودي:
اتفقنا أو اختلفنا يبقى الهلال «الزعيم الملكي» أيقونة فرح لأنصاره ومحبيه، ورمزا كروياً ليس في المملكة فحسب بل في الوطن العربي الكبير وفي قارة آسيا، ومتعة بصرية لمتذوقي فن كرة القدم.
الهلال لايشارك في أي منافسة لمجرد المشاركة، بل يشارك ليزيد غلته من الذهب ويرفع رصيده من الألقاب، ولا يمنعه من ذلك إلا ظروف قاهرة أو عوامل لم تكن في الحسبان، وإن كان في كثير من المناسبات يقهر الظروف قبل أن يقهر المنافسين ويتخطى الحواجز والعقبات كحصان عربي أصيل، كما حصل في هذا الموسم تحديداً، فقد كانت الإصابات هي المنافس الأقوى والأخطر والأصعب عندما غيّبت عدداً كبيرا من نجومه ودارت على جميع المراكز لدرجة أنه لم يلعب مباراتين متتاليتين بتشكيل واحد، كما أن «التحكيم» أفقد الفريق كماً كبيرا من النقاط المستحقة، ولم تكن تخبطات بعض مدربيه ببعيدة عنهم، إضافة إلى هبوط المستوى العام للفريق في كثير من المباريات، ومع ذلك لم ييأس الزعيم وواصل مسيرته بثبات واستعاد توازنه وجندل الخصوم وحسم الدوري لصالحه قبل النهاية محافظاً على لقبه ورافعاً رصيده في الدوري فقط الى الرقم 17 مسجلاً اسمه في سجلات الذهب والتاريخ بـ 62 بطولة كرقم قياسي سيظل صامداً لسنوات وسنوات.
في هذا الموسم الذي وصفه غالبية المتابعين بـ«أسوأ مواسم الهلال» حقق لقب الدوري قبل نهايته بعد أن ضرب بالخمسات غير مرة إحداها أمام فريق نافس حتى الرمق الأخير وأخرى أمام فريق يعتبرمن الفرق المنافسة، وبخلاف الخماسيات احتل هجومه المركز الثاني من حيث القوة وغزارة التهديف، ودفاعه الأقوى، وحصل مهاجمه الفرنسي بافيتمبي غوميز على لقب هداف الدوري بـ 24 هدفا حتى الآن، وهو الفريق الوحيد في الدوري الذي سجل أكبر عدد من لاعبيه اهدافاً في شباك المنافسين سواء مدافعين كانوا أو لاعبي وسط أو مهاجمين.
هذا الموسم «الأسوأ للهلال» رفض الفريق الأزرق أن ينتهي دون لقب فاختار نجومه ورجاله الدوري الأقوى عربيا والأغلى اسماً لتقديمه هدية لجماهير النادي وعربون مصالحه، بعد أن راضوهم بالتأهل الى الدور التالي من دوري أبطال آسيا.
هذا هو الزعيم الملكي في موسمه الأسوأ .. فهنيئا لكل الهلاليين بزعيمهم الذي يستحي أن يخرج من أي مناسبة بيدين خاليتين، وهنيئاً لكرة القدم السعودية بوجود هذا الزعيم.