تواصل معي هاتفياً عام 1438هـ، المدير العام السابق للتعليم في محافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي -رحمه الله- الذي تجمعني به صداقة من بعد مخيم السلام العالمي الثاني الذي استضافته المملكة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) عام 1432هـ، وطلب مني حينها أن أقدم ورقة عمل في ملتقى «القيادة بالقدوة « الذي تعتزم الإدارة تنفيذه، فشكرته -رحمه الله- على ثقته في شخصي، وقلت له أن هناك من هو أولى مني بهذا المحور، فطلب أن ارشح له شخصاً، فقلت له الكشافة السعودية تزخر بالعديد من القيادات الكشفية التي يمكن أن تتحدث في ذلك الموضوع، فقال ليتك تحدد لي شخصاً واحداً، فقلت له أرى الرائد الكشفي أحمد بن مسفر بن أحمد دماس الغامدي، وأضفت حينها أنه شخصية لا ترتكن إلى الأقوال في القيم التي تزرعها الكشفية، بل إنه قدوة فعلية مما يجعل رسالته الكشفية التربوية أقوى، فقال حينها ستتولى إدارة الإشراف التربوي التنسيق معه، وعلمت فيما بعد أنه لم يتم التنسيق معه حيث انشغل ذاك اليوم، فانتهى زملاؤه من التنسيق مع بعض الشخصيات.
ورغم أني لم أعمل مع الرائد الكشفي أحمد دماس الغامدي، إلا أن زملاءه الذين عملوا معه سواء في وزارة التعليم أو جمعية الكشافة أو تعليم الباحة يؤكدون دائماً أنه شخصية تؤثر تأثيراً إيجابياً على من يعمل معه حيث كان يركز دائماً على القيم الكشفية ممثلة بما جاء في القانون الكشفي وحرصه إلى تحويلها إلى سلوك، كما كان وفق ما يذكر زملاؤه الذين عملوا معه أنه من القيادات التي تستطيع ان تُدير متى كان الموقف يحتاج فن إدارة ولا يستغربون منه ذلك فقد كان إدارياً ناجحاً في جميع الأماكن التي عمل بها وطور ذلك في دورة مطولة في إعداد المديرين من معهد الإدارة، ويتحول في نفس الوقت إلى قائد يلهم فريقه ويقوده إلى النجاح متى دعا الأمر إلى ذلك خاصة وقد وهبه الله الكثير من السمات القيادية ومن أهمها قوة الشخصية، والتحلي بالمسؤولية، والثقة في نفسه والآخرين، وانه دائماً له رؤية ونظرة وعشق للمشورة، ولديه القدرة على التنظيم والتخطيط والتطوير، ويجيد فن التفاوض، وبالمجمل قد اكتشفت ذلك من حوار أجراه معه الرائد الكشفي محمد العلي على قناته اليوتيوبية أنه شخصية ذات قيم ومبادئ يحرص على ترسيخ وغرس الولاء والشعور بالذات والميول والدافعية في داخل من عمل معهم مما يسهم في نجاح أي عمل هو المسؤول عنه الأمر الذي يحقق الأهداف المرجوة، وله مقولة مشهورة يقول فيها «الكشافة مجال خصب للتعلم والتربية فيجب الاستفادة منها والمطالبة بالجدية والالتزام بالعمل أكثر كي يستفاد من الشباب وطاقاتهم، خاصة أنها تتميز بطريقتها التي يجب الاستفادة منها في التعليم والتدريب الذاتي للمشاركين والمنخرطين بها».
ويُعد الرائد أحمد الغامدي الذي ولد في بني ظبيان بالباحة عام 1360هـ، من المؤسسين للعمل الكشفي بتلك المنطقة مع الرواد أحمد زغرب من فلسطين ويحيى الخضر، والدكتور سعيد خلوفة، ودرس بمعهد المعلمين، وأكمل دراسته بجامعة الملك سعود حيث حصل على البكالوريوس في التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية عام 1394 - 1395هـ، وطور نفسه بدورة في اللغة الإنجليزية بالمملكة المتحدة، وعمل طيلة مشواره الوظيفي معلماً، ثم مشرفاً للنشاط الكشفي في تعليم الباحة، ثم سكرتيراً لإدارة التربية الكشفية بوزارة التعليم، ثم باحثاً إدارياً بالنشاط الطلابي في الوزارة نفسها، ثم عمل سكرتيراً للمنافسات، ثم رئيساً لقسم الأجور ومديراً للمستودعات حتى تقاعده عام 1410هـ، كما عمل بالفترة المسائية بالشؤون الإدارية والمالية بجمعية الكشافة من عام 1393 إلى 1399هـ، وفي عام 1402 هـ عمل في الشركة السعودية الموحدة للكهرباء بالمنطقة الجنوبية، ثم مديراً للشؤون المالية والإدارية في فرع الشركة بالباحة حتى الإحالة للتقاعد عام 1420هـ، وشارك في العديد من المناسبات الداخلية والخارجية ومنها التجمعات الإسلامية التي كانت تعقد في مكة المكرمة، وكذا معسكرات الخدمة العامة، ومثل بلاده في المغرب ومصر وتركيا وسوريا ولبنان والأردن.
وهو من الرعيل الأول الذين حضروا دراسة المتفرغين بالرياض عام 1394هـ مع زملائه محمد الحميد وعبدالعزيز العبدالكريم ومحمد الوهيبي وعطية مبارك وأسعد بشيه وسعود الناصر وعايد نور وعثمان العثمان وناصر العدلان وصالح الغنيم وسهو الهدباء ومحمد الشعيبي ومحمد بريك وعبدالله العبود ومسعد الغمراوي وإبراهيم العكاس وسالم النزهة وموسى فلاتة وصالح السليم وعلوي العيدروس وعزيز بلغيث ومحمد النجار وعبدالعزيز العباس ومسفر عائض وعلي الحبشي ومحمد الدهيمي وبكري قاروت وحمد الحديبي وسميح الفاخري، رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء ومتعهم بالصحة والعافية، وقد تم اختياره لعضوية مكتب رابطة الرواد في أول تشكيل له بقرار من معالي رئيس الرابطة الدكتور عبدالله عمر نصيف عام 1420هـ مع زملائه الدكتور هجاد الغامدي وأسعد بشبه ومسفر الغباشي ومحمد العمري وعبدالله ظافر ومحمد الهميطي، كما كان أحد الشخصيات التي تم تكريمها في حفل تأسيس رابطة رواد الكشافة السعودية الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله- نائب أمير الرياض -آنذاك- وتقديراً لجهوده الكشفية الكبيرة في مختلف المجالات منحته جمعية الكشافة الوسام الكشفي الذهبي - الذي يُعد أعلى وسام كشفي بالمملكة، وذلك في حفل تكريم الشخصيات والقيادات الكشفية التي كان لها دور في دعم عمل وأنشطة الجمعية في الحفل التكريمي الكشفي الثالث الذي أقامته الجمعية برحاب جامعة القصيم بمبنى الإدارة العامة في مدينة بريدة، يوم الأحد 4 ذي القعدة 1429هـ برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم -آنذاك- وبحضور سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز -آنذاك-.