د.بكري معتوق عساس
تم الإعلان عن ترشيح مشروع جامعة الملك فيصل (Data Center Accreditation) ضمن المشاريع المرشحة للمنافسة على الفوز بجائزة الأمم المتحدة لمشاريع القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS للعام 2021م. ومعلوم أنه تم تقدّيم حوالي 1300 مشروع على مستوى العالم لنيل هذه الجائزة بجميع فئاتها، وتم اختيار 360 مشروعاً من بينها، وكان مشروع جامعة الملك فيصل الوحيد الذي تأهل للتصويت في قطاع التعليم. يعكس هذا الأمر البنية التحتية الرقمية القوية التي تتميز بها هذه الجامعة السعودية العريقة. فقد أصبحت جامعاتنا -ولله الحمد والمنة- نتيجةً للدعم الكبير الذي تقدمه القيادة تحظي بسمعة كبيرة على مستوي العالم وتحتل المراتب المتقدمة في التصنيفات العالمية للجامعات. إن جيلاً جديداً من الجامعات السعودية العظيمة قد بدأ في التأسيس، حيث الهدف هو التفكير والبحث والابتكار؛ ومن هذه الجامعات الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل والإمام عبد الرحمن. وأصبحت هذه الجامعات تقدم نمطاً جديداً من المخرجات تتميز بالجودة والإبداع والابتكار، وبذلك تسهم في تحقيق رؤية المملكة في الانتقال من الاعتماد على النفط كمورد وحيد للدخل إلى الاعتماد على ما يقدمه العقل البشري للمواطن السعودي من ابتكارات ومخترعات، فقيمة التعليم الجامعي كما قال العالم الشهير ألبرت أينشتاين: ليست في معرفة أكبر قدر من المعلومات والحقائق بل في تدريب العقل على التفكير. وفي كتابه «جامعات عظيمة»، ذكر عالم اجتماع العلوم بجامعة كولومبيا الدكتور (جوناثان كول): «إن دور الجامعات العظيمة هو تقديم العلماء وليس الخريجين». وحسب رأي البرفسور (إريك كاندل) الحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 2000 «إن أي جامعة تنقل المعرفة فقط تكون في واقع الأمر نصف جامعة لأن النصف الآخر والأهم هو البحث العلمي». إن كلام (إريك كاندل) دقيق للغاية، ذلك أن 80 % من الصناعات الأمريكية تعتمد على اكتشافات قامت بها جامعات ومراكز أبحاث أمريكية. ولولا الجامعات البحثية ومختبرات العلوم وبراءات الاختراع والاكتشافات ما كانت المصانع ولا الشركات وما كان الإنتاج ولا التصدير. فعلي مؤسسات التعليم العالي في المملكة أن تدرك أن مهمتها الأساسية تقديم الاكتشافات العلمية وتقديم الأبحاث المنتجة، وإعداد جيل من الخريجين ليكونوا قادة في البحث والمعرفة، ذلك أن الإبداع والابتكار وتحويل المعرفة إلى منتج هو ما جعل الجامعاتالأمريكية أساسًا لجعل أمريكا قوة عظمى.