عثمان بن حمد أباالخيل
للشهرة وجهان، وجه إيجابي ووجه سلبي. الوجه الإيجابي يخلّده التاريخ ويحفر في سجل الزمن ويبقى على ألسنة الناس جيلاً بعد جيل، أما الوجه السلبي تمحوه الرياح ويسجل على قارعة الطريق ويُنسى وينسى صاحبه. الشهرة الإيجابية تمتد زمنياً طويلاً من العلماء والفلاسفة والرياضيين ورجال الدين والإعلاميين وخفيفي الدم والممثلين والمطربين العمالقة، من لا يعرف أفلاطون وأرسطو وابن رشد وابن البيطار الخوارزمي، ابن سينا، ابن الهيثم جابر بن حيان. من لا يعرف توماس ألفا أديسو جون دالتون ألْبِرْت أينْشتاين. هؤلاء لم يشهرهم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أعمالهم هي التي شهرتهم وأدخلتهم التاريخ.
لمْ يعد مفهوم الشهرة كما كان بلْ أصبح في متناول الجميع بمفهومه الجديد الذي يكتب على رمل الطريق، وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد حدد المفهوم الجديد لأشخاص ذكر وأنثى لتلميعهم ونشر ما يقولون سواء أكان صالحًا أو طالحًا ونشر ذلك للناس الذين تختلف ميولهم وتوجهاتهم، المشهور أو المشهورة ماذا يريدون؟ يُشار إليه بالبنان، وأن يكون في بؤرة الاهتمام محاطًا دومًا بالمعجبين والمعجبات والمتابعين والمتابعات وقبل هذا الحصول على المال واكتساب احترام الآخرين، السمعة الحسنة، النجاح والوضع الاجتماعي المرموق. في الآونة الأخيرة سطع نجم عدد من الشباب والشابات والذين تمكنوا من طرح موضوعات عن طريق «السوشيال ميديا»، مما ترتب عليه استعانة الفضائيات بهم، وتمكنوا من دخول عالم «تويتر»، و»إنستجرام»، و»سناب شات» بقوة. عالم غريب لكنه واقعي.
من المفترض أن يكون مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي قدوة لغيرهم، وهو ما يضع هؤلاء المشاهير في دائرة الضوء، ويحملهم مسؤولية ما يعرضونه. ماذا عن الذوق العام، ماذا عن التهريج، ماذا عن سخافاتهم السلوكية السلبية التي يقوم بها البعض. هل هم مؤثرون؟ هل البعض منهم فقاعات بشرية. هل معايير الإعلام والإعلان والتسويق ليلجأ المنتجين للمشاهير لتغيير العرض والطلب. أكيد الدراسات الاجتماعية التي تقوم بها بعض الجامعات لديها الرد والتوسع في الردود على ظاهرة المشاهير السلبية. هذه الظاهرة السلبية في بعض مواقفها تحتاج إلى أن تُحوّل إلى ظاهرة إيجابية.
تنظيم دور المشاهير من الجنسين ولا أعلم كيف أخذوا هذا الاسم، تحتاج إلى جهة حكومية تتطلع على المحتوى قبل نشره تفادياً للدعاية غير المسؤولة وأجزم أن هناك محتويات غير مسؤولة نشرت عن طريق التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على المجتمع. وفي رأيي وزارة الإعلام هي الجهة الحكومية التي يمكنها القيام بهذا الدور في كافة مناطق المملكة.
إن غياب الضوابط الأخلاقية والقانونية أدت إلى فوضى الدعاية في وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من وزارة التجارة سنت قوانين جديدة لضبط التجارة الرقمية، تشمل عملية التسويق الرقمي.
ضبط وتنظيم عمل المشاهير والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي مطلب ضروري ومهم والأهم وضع غرامات مالية للمسيئين من الجنسين. أقتبس:
(تغطي الشهرة على العيوب
كالشمس غطى نورها على نارها)
- أحمد شوقي