يعيِّرنا بالبدو ويحاً لعقله
ولم يدرِ أنَّ البدو أصلُ المكارمِ
غذتهم صحاري المجد عزاً وحكمةً
وعاشوا بظل المرهفات الصوارم
وما مدوا الأيدي صَغَاراً لشحذةٍ
وما قبضوها عن عطاءٍ ولازم
وهاماتهم مرفوعةٌ ما تنكست
وما ركعوا إلا لرب العظائم
أحالوا بحار الرملِ عقد لآلئٍ
وشادوا رمال البحر قصراً بعائم
فمَن أنت يا (شربيل) حتى تذمهم
وهل أنت إلا مضربٌ للهزائم
ولبنانُ كانت جنةً فأحلتها
إلى كومةٍ من خُردةٍ وقمائم
ولبنانُ كانت كالعروس تخالها
فعادت عجوزاً عوّذت بالتمائم
تُمجد إيراناً وحزب الخيانة
وقد جعلوا لبنان عزبة ظالمِ
وتهجو الألى مدوا لكم كل جزلةٍ
وقد أسندوا لبنان يوم الملاحم
فدع عنك غُرَّ الخيلِ لست بكفئها
تنحَّ قليلاً يا قصير القوائمِ
** **
محمد بن نافع بن شاهر الصاعدي - المدينة المنورة