«الجزيرة» - علي سالم:
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ عن فرض عقوبات على اثنين من القادة العسكريين الحوثيين مرتبطين بالهجوم الذي تشنه الميليشيات الحوثية على مأرب، وهما رئيس هيئة الأركان الحوثية محمد عبدالكريم الغماري، والقيادي العسكري الحوثي البارز يوسف المداني.
وحمل الإيجاز الصحافي الذي قدمه ليندركينغ العديد من الرسائل التي تعبّر عن تحول وشيك قد يشهده الموقف الأميركي في الفترة القادمة من جهة تركيز مستوى الضغوط على الحوثيين، وربما عكس نتائج القرارات التي اتخذتها الإدارة الأميركية الجديدة مثل رفع الجماعة الحوثية من قائمة الإرهاب.
أكد ليندركينغ، أن الولايات المتحدة مستاءة من مواصلة الحوثيين القتال في مأرب، وقال في مؤتمر صحافي عبر الهاتف عقده الخميس إن «مأرب ورغم التوقعات السابقة، لم تسقط خلال شهر رمضان ولن تسقط الآن ولن تسقط في أي وقت في المستقبل القريب، والحوثيون بالتالي لا يربحون في مأرب». وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن إنه «لو لم يكن هناك هجوم على مأرب ولو كان هناك التزام بالسلام وحضور الأطراف للتعامل بشكل بناء مع موفد الأمم المتحدة لما كان هناك حاجة لفرض عقوبات ولهجمات عابرة للحدود ومواصلة التحالف الذي تقوده المملكة بشن غارات على أهداف معينة في اليمن».
وأضاف أن واشنطن «تقيم باستمرار تصرفات الحوثيين وأفعالهم، وأنها مستعدة لاتخاذ الخطوات المناسبة للرد على تصرفات الحوثيين» وفيما يتعلّق بإمكانية إعادة إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية، أوضح ليندركينغ أن «الحوثيين أصبحوا معزولين بشكل تام بسبب هجوم مأرب وهم ضد الرأي العام العالمي في هذه المسألة»، وقال إنه «أصبح هناك إجماعاً دولياً على ضرورة وقف الهجوم».
وكرر ليندركينغ خيبة أمل الولايات المتحدة خلال زيارته الأخيرة لعمان «من رفض الحوثيين لقاء موفد الأمم المتحدة إلى اليمن ومسار الحوثيين بعدم انخراطهم بشكل بناء في العديد من المناسبات وتراجعهم عن نقاط متفق عليها».
وكشف ليندركينغ عن لقاءات عقدها مسؤولون أميركيون، وعلى عدة مستويات، مع الحوثيين في العديد من المناسبات.
وحول لقاء السناتور الديمقراطي كريس مورفي مع السفير الإيراني في الأمم المتحدة هل كان منسقاً مع وزارة الخارجية والمبعوث الخاص إلى اليمن خصوصاً أنه طالب إيران بالضغط على الحوثيين قال ليندركينغ «نرحب بالتأكيد بالكيانات والأشخاص والدول القادرة على الاجتماع مع الإيرانيين والتشديد على ضرورة التوصل إلى حل للنزاع في اليمن».
وأضاف «سنرحب بالتأكيد بأي تغيير نحو الإيجابية من الإيرانيين حيال النزاع في اليمن، ولكن حتى الآن لا نرى ذلك، بل نرى مواصلة دعم إيران لجهود الميليشيات الحوثية العسكرية في مأرب وعبر الحدود مع السعودية وعبر تزويد الحوثيين بأسلحة متطورة التي تؤجج الصراع».
وأخيراً أكد ليندركينغ أنه «إذا كانت إيران تريد فعلا إظهار أنه يمكنها أن تكون لاعباً عقلانياً فالوقت هو الآن للبدء بعمل ذلك عبر عدم التدخل وتأجيج الصراع في اليمن وعبر دعم محادثات السلام».