عبدالمحسن بن علي المطلق
هذه جزء من آية فيها اخبار.. مما كان من/ مسكن يعقوب وولده- عليهما السلام- فيما ذكر، كان ببادية فلسطين، أي: (كان منـزل يعقوب وولده، فيما ذكر لي بعض أهل العلم، بالعَرَبات من أرض فلسطين، ثغور الشام. وبعضٌ يقول بالأولاج من ناحية الشِّعْب، وكان صاحب بادية، له إبلٌ وشياة) وفي رواية «..كان يعقوب وبنوه بأرض كنعان، أهل مواشٍ وبرّية»- تفسير الطبري- ونبّه البغوي/ والبدو «بسيط من الأرض يسكنه أهل المواشي بماشيتهم»، وكانوا أهل بادية ومواش، يقال: بدا يبدو إذا صار إلى البادية.
أي: ليس فيها استخفاف، فضلاً عن استقلال كما صنع الوزير اللبناني الذي لا يؤسف على استقالته، لأنه لا يدرِي عن حكمة «كم كلمة قالت لصاحبها دعني»..! وإن درى - بها- فالمصيبة أعظم!!
طبعاً لست مع الهبّة التي قامت ضدّه، ليس لأني لست معها حاشا للِهِ، لكني أرى من قام بها كفوني - مؤونة- أن أزيد لكني هنا اتساءل حول وقعته هل البادية مصدر تقليل حتى يظن قائلها انه ينعتنا بها، وإلا ما الذي جعله يقولها..؟ مسكين ان لم يكن يدري أنها ليست من مفاخرنا فحسب، بل نبينا- صلى الله عليه وسلّم- ذهب إليها ليأخذ منها معاني الرجولة ووطئ الخشونة، و الحياة التي يقف المرء (بما يأخذه منها) أمام كل العوادي، فضلا عن لغة القوم التي هي على السليقة، وأما التعامل المبني على الفطرة، فحدّث عن هذا وأغرق او اغرف بغير حساب.. أما (التلقائية) التي ليس فيها من التكلّف، على نحو ما حمد لها ابوالطيب نساءها أنهن.. لم يعرفن مضغ الكلام ولا صبغ الحواجب.
دعني يا (شربل وهبة) أخبرك ببعض البداوة: هي الاصالة، و المنبع، و تلكم النظافة الداخلية حيث إن المدنية إلا ويخالطها من نعوت ما تلفاه ببعض البشر الذين اخذهم رقّة الدين على ان يتمادوا حتى فرّط من فرّط ببعض المثقلات من بُنى التربية. البداوة لو تعرفها لعلمت انها المصدر بلا وعث و لا وصب، فهي التي يصدر وعاؤها ماء غير آسن لا حاجة لادوات التقنية لأن تقنية البداوة هي الأم التي ذهب ابناؤها عنها من بعد ان مدّتهم بما تقوم به حياتهم من العصامية والاعتماد على النفس مع نبذ الانانية ونكران حظوظ الذات اينك و هذه المناقب التي توزن بالذهب أذهب عقلك و انت تنطقها ام زلت بك القدم اقصد اللسان لا لا اظن الاخيرة فإن من تتبع لفظك للمفردة لا يرتاح ان يبرئ تمتمتك من..
البداوة هي الملهمة الفروسية الانضباط ان لم يكن باداب العسكرية فآداب القبيلة التي ترى اكرام الضيف واجباً ودفع الغازي لا مساومة فيه و قبول المعتذر منقبة لا تتخلى عنها و الصيانة للدم و الشرف و المال.. من جذور ما لديها فضلا عن الدفاع عن تلكم في الحفاظ عليها وبكل ما أوتيت البداوة التي تظنك قللت بها منّا بالفعل ذكرتني بـ: عيرتني بالشيب وهو وقار.
نحمد ربنا اننا بادية و اصلنا منها بل مردنا كما هي مناقبنا هو من منهلها العذب الرطيب فمسكين انت ان ظننت بهذا منقصة لنا.
خاتمة
أبشرك أنك بها أفرحتنا حين بها وسمتنا وبأكرم وسام.
أتدري أنك مدحت من حيث زعم لك فهمك أنك ذممت!!
اطمئن فنحن على ما أثقلنا من قولك لنحيي فيك هذه السقطة التي من حيث لا تدري بها رفعتنا..
كم من عائب قولا سليما
وافته من الفهم السقيم