د.عبدالعزيز العمر
في أي نظام تعليمي يشكل تحديث المناهج محورا أساسيا في أي عملية تطوير تعليمية، ويتخلف التعليم بقدر ما تبقى مناهج التعليم جامدة، وفي معزل من أي عملية تطوير وتحديث تتوافق مع متغيرات ومستجدات العصر وتقنياته.أتذكر أنني في زمن سيطرة الأفكار التقليدية وتنامي الخطاب المؤدلج طرحت في هذه الزاوية إدخال موضوع تدريس الفلسفة في التعليم العام، وأتذكر حينها أنني واجهت بسبب ذلك الطرح سيلاً من اللوم والنقد. وتدور الأيام لنكتشف قصوراً وضعفاً واضحاً في مناهجنا، وفي خريجي تعليمنا العام، خصوصاً في مجال مهارات التفكير العلمي، والتفكير النقدي، والتفكير الإبداعي. ترتب على ذلك القصور أن أصبح خريج نظامنا التعليمي فاقداً لمهارات أساسية تمكنه من مواجهة أي مشكلة وتحليل الأفكار حولها، ونقدها، واستنتاج كل الحلول الممكنة لتلك المشكلة. وعندما اقتنع صاحب القرار السياسي والقرار التعليمي، تم اتخاذ قرار بإدخال الفلسفة وتدريس مهارات التفكير وتعليم مهارات التفكير النقدي. أعتقد أننا بهذه الخطوة الجريئة والنوعية سوف نغلق -بإذن الله- فجوة كبيرة بين تعليمنا وتعليم الدول المتقدمة، وسوف يكون لدينا خريج متمكن علمياً ومهارياً وقادرا على ممارسة التفكير العلمي والنقدي ويستطيع مواجهة أي مشكلة واقتراح كل حلولها الممكنة.