سلمان بن محمد العُمري
الأفكار والأعمال والواجبات والمسؤوليات تختلف من شخص لآخر، وتتنوع وتتباين بحسب العمر والمكانة والمسؤولية، ولكن ثمة أمور خاصة تتعلق بذات الإنسان دون غيره، وسواء أكانت الأعمال أو الأفكار خاصة بصاحبها أو مكلف بها من جهة عمله فإن عليه أن يبادر بإنجازها وتنفيذها دون تأخير ولا سيما الأعمال التي يكلف بها الإنسان ويتقاضى عليها أجراً فالعمل مسؤولية وأمانة وهي تكليف وليس بتشريف.
والقاسم المشترك في المشاريع الخاصة أو العامة أنها كانت في البداية أفكاراً ترد على الإنسان وترد على غيره وهناك من يقتنص هذه الأفكار ويبدأ بتدوينها ومن ثم التخطيط لها والعمل على أن يقوم بتنفيذها وبحث سبل ذلك وفق الإمكانات، وهذه الفئة للأسف قلة قليلة وإلا فالغالب من الناس تمر بهم الأفكار ولا يحوزهم التفكير ولكن يعيبهم التكامل والتسويف، وكم أضاعوا على أنفسهم وعلى غيرهم فرصاً من الأعمال والبرامج.
والجملة الغالبة على أفواه هؤلاء حينما يرون ما فكروا فيه قيد التنفيذ أو بدأ العمل به «كنت أفكر بهذا»، ولكن بعد ماذا؟! بعد أن تطير الطيور بأرزاقها.
يعجبني الطالب الهمام، والموظف الهمام، والعامل الهمام الذي لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد وحينما يجد فرصة للتطوير والابتكار في حياته أو في عمله لا يتأخر في المبادرة بها، أو استشارة من حوله وخاصة من المشجعين وليس المثبطين وإلا فما أكثر من وأد مشاريعه وأفكاره حينما استشار غير ذي همة أو غير ذي خبرة فكم يجعله مسوفاً فحسب بل جعله شارداً في الطريق.
لدينا نماذج حية كما في الخارج لشباب بل وحتى كبار في السن جعلوا من هواياتهم المفضلة، ومأكولاتهم المفضلة، ومشروباتهم المفضلة مشاريع استثمارية، وأصبحت شركاتهم ومؤسساتهم الصغيرة في بداياتها اسماً لامعاً في السوق المحلي والخارجي، ولا أدل على ذلك من المشروعات التجارية الناجحة التي بدأها الشباب كفكرة وهواية، ونمت وتطورت حتى أصبحت شركة بل شركات ومؤسسات ومجموعة ومنظومة تحت اسم واحد، وهذا بعد توفيق الله عز وجل ثم بالإرادة والتصميم وعدم التسويف.
أتمنى من مؤسسات شباب الأعمال في جميع الغرف التجارية أن تبادر إلى مساعدة الشباب الناشئ في التجارة من متوسطي وضعيفي الدخل، وألا يكون عملهم مرتكزاً على فئة محددة من أبناء التجارة فقط لأن بعض الشباب تنقصهم الخبرات وتنقصهم المادة ولا ينقصهم الفكر والعزيمة.