ختم القرآن كل يومين في رمضان
* أجد همة في قراءة القرآن في شهر رمضان المبارك، وأستطيع أن أختم في كل يومين، ولكن يُشكل عليَّ ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن قراءة القرآن في كل ثلاث ليالٍ فقط، فما توجيهكم لي -حفظكم الله-؟
- ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لعبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- في قراءة القرآن: «اقرأه في سبعٍ ولا تزد على ذلك» [البخاري: 5054]، وأيضًا جاء في السنن «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث» [أبو داود: 1394]، ومع ذلك ورد عن السلف قراءة القرآن في ليلة كعثمان -رضي الله عنه- وبعض التابعين، وعن الشافعي أنه يقرأ في اليوم والليلة مرتين، ففعلهم محمول -كما قال الحافظ ابن رجب رحمه الله- على اغتنام الأوقات الفاضلة كرمضان، ولا يكون ذلك ديدنًا للمسلم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ لأنه لن يفقه كما جاء في الحديث عنه -عليه الصلاة والسلام-، نعم، إذا تفرغ الإنسان في مثل رمضان وأراد أن يغتنم الوقت وقرأ القرآن في يوم أو في يومين -كما في السؤال- هذا له سلف من خيار الأمة كعثمان وغيره، وفرق بين شخص متفرغ ووقته كله لقراءة القرآن وبين شخص مشغول بعمل أو وظيفة أو غير ذلك مما يشغله عن القرآن، ولا شك أنه إذا قرأه في مدة يسيرة يترتب على ذلك ألا يفهم ولا يفقه منه شيًئا، وأن القراءة على الوجه المأمور به من التدبر والترتيل أفضل من قراءة الهذِّ والحدر، وجمهور أهل العلم يرون أن القراءة على الوجه المأمور به ولو قَلَّت أفضل بكثير من قراءة الهذِّ والحدر ولو كَثُرت، نعم، يترتب أجر الحروف على كثرة القراءة، لكن أجر التدبر أعظم كما قرر ذلك ابن القيم -رحمه الله- في (زاد المعاد).
***
الإفطار بالنية لمن لم يجد ما يأكله
* كنتُ راجعًا من العمل متأخرًا، فأدركني الإفطار في الطريق، فلم أجد شيئًا أفطر عليه، فهل أفطر بالنية أم لا بد من الأكل حتى أُعَدَّ مفطرًا؟
-إذا وُجد الأكل فلا يتحقق الإفطار إلا به؛ للأمر بالإسراع والمبادرة بالإفطار، وإذا لم يوجد فالنية كافية «إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم» [البخاري: 1954]، لكن إذا وُجد الأكل يتناول؛ لمخالفة اليهود.
***
عدم التأثر بقراءة القرآن الكريم
* أقرأ القرآن في رمضان مرتين، ومع ذلك لا أتأثر به ولا أخشع، أشعر بقسوة في قلبي، فما نصيحتكم لي -جزاكم الله خيرًا-؟
- هذا حال كثير من الناس؛ لكثرة المشاغل والملهيات والران الذي طغى على القلوب، والمكسب الذي دخله ما دخله -والله المستعان-، حتى من ينتسب إلى العلم وطلبه يشكون من مثل هذا، ولا بد من علاج القلب، ولا بد من قراءة القرآن بالتدبر والترتيل على الوجه المأمور به، وعلاج القلب قبل ذلك، ويكون بالتأمل -كما قال ابن القيم- في آيات الله الكونية والمتلوّة، فإذا تأمل ذلك ونظر فيه وتفكر واعتبر استفاد كثيرًا في علاج قلبه، وليطالع السائل ما كتبه ابن القيم -رحمه الله- في (الجواب الكافي) في أوائله؛ ليستفيد كثيرًا، وعليه أن يسد جميع المنافذ التي تشغل القلب وتلهيه، ومن ذلك فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول السمع، وفضول الطعام، وفضول النوم، وفضول الخلطة، كل هذه تشغل القلب، فليتخفف منها المسلم ويقتصر من ذلك على قدر الحاجة، وليُطب مطعمه، وحينئذٍ يطيب قلبه -إن شاء الله تعالى-.
***
استعمال الفرشاة والمعجون أثناء الصيام
* هل يُعد استعمال الفرشاة والمعجون لتنظيف الأسنان من المفطرات؟
- الفرشاة مثل السواك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستاك وهو صائم، والمعجون يجب أن يَتحرَّز منه، لا يُمنع منه، لكن يجب أن يَتحرَّز منه؛ لئلا ينساب إلى جوفه فيفطر بسببه، فإذا تَحرَّز ولَفَظَه من فمه فإنه حينئذٍ لا بأس به -إن شاء الله تعالى-.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-