حاورها - محمد المرزوقي:
عاشت حياتها التعليمية بين المملكة، ومصر، والولايات المتحدة الأمريكية، لتعود إلى الوطن بشغف من العطاء.. ما زالت مسيرتها العملية تترجم فصول محطاتها في قطاعات مختلفة، إذ عاشت في بيت بتنفس الثقافة والصحافة، لتجد نفسها بين قلم ينازعها إلى الكتابة الصحفية.. وتارة قلم رصاص أو ريشة تأخذ بيدها إلى عالم الفن التشكيلي.. هكذا نشأت وترعرعت فدوى بنت سعد البواردي، مؤكدة في حديثها على ما قدمته قيادتنا الراشدة في دعم المرأة السعودية، وصولا إلى مرحلة تمكين المرأة السعودية، ودور المرأة السعودية في ترجمة رؤية 2030 للتحول التنموي الشامل للوطن والمواطن.
* البيانات نفط العالم الحديث.. حدثينا عن هذه الثروة من خلال أهمية استثمارها في القطاع الثقافي؟
- بالفعل، كما ذكرت، البيانات هي نفط العالم الحديث، واهميتها تمتد في جميع القطاعات بما فيها القطاع الثقافي، حيث يمكن استثمار تلك البيانات الهائلة من خلال وجود منصات «للبيانات المفتوحة» أو ما يسمى بOpen Data Portals ومن الممكن ان يتم بها جمع مجموعات كبيرة من البيانات الرقمية المتعلقة بالأماكن التراثية والمتاحف والفعاليات والمؤتمرات وإعداد الزائرين لها، وكذلك يمكن جمع وتخزين وتحليل وتصنيف تلك البيانات بما فيها البيانات المصورة والتي تتضمن صور الاماكن الثقافية والتراثية والقطع الأثرية واللوحات الفنية وغيرها، من خلال تلك المنصات الرقمية؛ والهدف هو ابتكار وبناء العديد من التطبيقات والخدمات الثقافية، لعرض تلك البيانات في مواقع الإنترنت أو تطبيقات الهاتف المحمول بشكل يسهل للأفراد والسائحين، على حد سواء، البحث عن الفعاليات الثقافية للذهاب إليها، أو لاستخدام تلك البيانات في البحوث والدراسات كمراجع ثقافية، أو لاستخدامها من قبل الجهات المخولة من أجل تعزيز وتشجيع السياحة والتراث الوطني والترويج الناجح لها، محلياً ودولياً.
* تسنمت فدوى العديد من المناصب الإدارية، فبم توصفين تجربتك ضمن مسيرة تمكين المرأة، وانعكاسها على الثقافة المجتمعية؟
- خلال العقود السابقة، شجعت حكومتنا لمرأة، على الدراسة والعلم والابتعاث، وقد كنت من المبتعثات السعوديات للولايات المتحدة الامريكية وحصلت على درجة الماجستير في علوم الحاسب في عام 2003م. وقد تدرجت في العديد من المناصب الإدارية والقيادية خلال تلك السنوات كجزء من مسيرة دعم حكومتنا للمرأة السعودية في سوق العمل. ولكن، ازدادت وتيرة ذلك الدعم، بشكل كبير، في عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تماشيا مع رؤية 2030 ومع الأهداف الاستراتيجية للتحول الرقمي من أجل اقتصاد مستدام، عن طريق برامج تمكين المرأة في كافة القطاعات الحكومية؛ إذ تم إنشاء مكاتب للرؤية في جميع القطاعات الحكومية شاركت فيها المرأة السعودية كعضو عامل فعال، وكذلك تم تذليل العديد من العقبات المتعلقة بتنقل وسفر وعمل المرأة، وعلى إثرها ازدادت معدلات مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى نسبة كبيرة؛ وخلال السنوات القليلة الماضية، الثقافة المجتمعية في المملكة تميزت بالمرونة الكبيرة والانسجام مع جميع تلك التغييرات التي تهدف إلى بناء مستقبل زاهر للوطن.
* بوصفك متخصصة في التخطيط الاستراتيجي، كيف تصفين لنا انطباعاتك كمثقفة استراتيجية وزارة الثقافة؟
- استراتيجية وزارة الثقافة، كجزء من رؤية 2030م، تهدف إلى تحقيق تحول ثقافي شامل في المملكة، وشعارها جميل ودقيق وهو «ثقافتنا هويتنا». وهذا التحول هو عن طريق بناء الشراكات الثقافية مع دول العالم، وتعزيز مكانة وحضور المملكة العربية السعودية في المؤتمرات والمحافل الثقافية العالمية، وكذلك الترويج لتراث ولحضارة المملكة وللإبداعات والمواهب الثقافية والفنية السعودية، محليا ودوليا؛ وذلك كله يسهم في تحسين جودة الحياة وزيادة فرص العمل لأبناء وبنات الوطن، وزيادة الاستثمارات. ومن ثم، يؤدي إلى تحقيق الإنجازات والأهداف الاستراتيجية للمملكة في ازدهار الاقتصاد الوطني؛ وبالتأكيد، انطباعي أنها استراتيجية شاملة وهادفة، وبها جميع مكونات الاستراتيجية الناجحة بدءا من الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية الوطنية ووصولا إلى المبادرات اللازمة لتحقيقها ولاستمرارية نجاحها.
* فوزك المبكر بجائزة عالمية وضعك أمام التحدي مع الذات أولاً، ومع ما ستنجزينه مستقبلاً ثانياً، فبم تعلقين؟
- ولله الحمد مشاركتي في كتاب فاز بجائزة عالمية اعتبره أحد الإنجازات الوطنية كامرأة سعودية، وبلا شك، جعلني أشعر بالمسئولية والتحدي مع الذات من أجل استمرارية النجاح والإنجازات في حياتي المهنية؛ وحيث إن نشر العلم هو رسالة وأداة نجاح مستمرة للإنسان، فقد اتجهت مؤخرا إلى كتابة المقالات في الصحف الإلكترونية السعودية، في المجال التقني ومجال التخطيط الاستراتيجي، بهدف رفع الوعي التقني ونشر العلم في تلك المجالات.
* بإيجاز.. بم تعلقين على اللافتات التالية:
- قواعد البيانات.
اكتمالها وجودتها أساس لبناء التقارير التحليلية لمتخذي القرار.
- الكتابة الصحفية.
علم نافع.
- موهبتك في الفن التشكيلي.
هواية.
- الأديب وأحد رواد الصحافة السعودية سعد البواردي.
أب عظيم، معطاء وسند لي في الحياة.