الزلفي
الرحلة F3-4025
والمقعد 14D
رحلة المحبة.. والكرم.. والانسجام
فاتحة:
يا صحبة حلوا على أرض الكرم
أرض (العليوي صالح)* الشهم العلم
رمز الحفاوة والنقاء المصطفى
أنعم به وبربعه أهل الشيم
هذي هي (الزلفي) ربيعٌ أخضرٌ
تختال في حلل الجمال المنتظم
فيحاء باكرها الهتون ميمماً
شطر (الثمايل)* حيث طيب المغتنم
ما بين سفح (طويق) تختال الرُّبى
حتى رمالا في (الثويرات) احتدم
هذي هي (الزلفي) نماء زاهر
تحلو لناظرها.. فتزداد الهمم
هذي هي (الزلفي) تبث جمالها
فكرًا وعلمًا ذات تاريخ أشمّ
____________________
(*) الاستاذ الدكتور: صالح بن أحمد العليوي مضيفنا في هذه الرحلة المباركة.
(*) هي (الثميلات) المزرعة الخاصة بمضيفنا والتي احتوتنا طوال أيام الرحلة.
###
(2)... والزلفي، موطن النخيل، والهمة والإرادة، بلد التجارة والتعليم، يحفها (طويق) وسلسلته الممتدة من جهة الشرق، ونفوذ (الثويرات) غرباً. قال عنها أحد الكتاب: «إنها الزلفي، عروس الصحراء، وحسناء الرمال، وجوهرة البيداء، وفاتنة نجد، تكتنفها الوديان وتتجاذبها النفود والدهناء، وطوقها طويق وكأنه ما أطاق بعدها.
وأما أهل الزلفي، فإنهم ينسونك أهلك وصحبك، بكرمهم وأريحيتهم وسماحتهم ونداهم، يحتفون ويتحفون، يأنسون ويؤنسون» (1)
نعم.. وإنها لكذلك حيث شهدنا بأم أعيننا هذه المدينة المضيافة، مدينة الجمال والتاريخ الحافل بالأدب والشعر والشعراء، وعرفنا أهلها أهل الجود والكرم واللطافة، في شخص مضيفنا المفضال (أبويعرب) الدكتور صالح العليوي طوال رحلتنا الميمونة.
لقد أبى مضيفنا الدكتور صالح العليوي إلا أن يدخلها ديوان الشعر المعاصر، إذ أنشد عنها وفيها الشاعر (القدموس) الدكتور فواز اللعبون، رباعيته التي غرد بها في تويتره الشهير مساء 26 فبراير 2021م، وألفاها في أحد أيام اللقاء والتي قال فيها:
إلى بيضة الزلفي وأفيائها أمضي
أيمم أهل الجود في جنة الأرض
نعم كل أرض في بلادي كريمة
ولكن بعض الأرض أكرم من بعض
هنالك قوم أحرزوا الفضل كله
وحازوا حدود المجد بالطول والعرض
يضيفنا فيها العليوي صالحٌ
سليل السجايا البيض والكرم المحض
____________________
(1) د. عبد الرحمن بن سعد الاسحاقي: صيد الفوائد، شبكة الألوكة، الشبكة العنكبوتية.
وتبدو جماليات هذا النص الرباعي من قافيته (الضادية) التي يصعب على كثير من فحول الشعراء قول القصائد المقفاة بهذا الحرف. فلم يرسخ في الذاكرة الشعرية إلا قصيدة حِطَّان ابن المعلا، أو المعلا بن الجمال العبدي، التي يقول فيها:
أنزلني الدهر على حكمه
من شامخ عالٍ إلى خفضِ
وغالني الدهر بوفر الغنى
فليس لي مال سوى عرضي
أبكاني الدهر.. ويا ربما
أضحكني يوماً بما يرضي
إلى أن يقول:
وإنما أولادنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم
لامتنعت عيني من الغمضِ*
____________________
(*) الشبكة العنكبوتية: الموضوع / شبكة القصيم.
###
(3) وعبر الثلاثة أيام - مدة الرحلة الأدبية - رتب لنا مضيفنا الكريم برنامجًا أدبياً وسياحياً واجتماعيًا وأشرف على قيادته وتنفيذه بكل محبة وأريحية وانضباطية، وأضفى عليه من روحه السمحة الأخوية ما جمل الرحلة وتنقلاتها، فالسكن في مزرعة الغنام، حيث النخيل وبيوت الضيافة المعدة والمجهزة كأجمل الفنادق والموتيلات، والأصبوحات الحافلة بالحب والشعر والنقد والإفطارات الشهية، وشبة النار الصباحية التي تبدأ بعد صلاة الفجر يوميًا، ثم الأماسي الأدبية في الخيمة الشعبية وحول موقد النار التي لا تنطفئ إلا مع منتصف الليل. وكل ذلك في مزرعته بـ (الثميلات)، ثم اللقاءات مع وجوه ورموز المجتمع (الزلفاوي) للتعارف والتواصل، ثم الزيارات السياحية للمعالم والأماكن، مثل زيارة المطل الغربي على نفود (الثويرات) ، وروضة السبلة (شرقًا) حيث المعركة التاريخية ووادي مرخ -موطن الشاعر الخطيئة - ثم قرية (علقة) التراثية التي يمتد تاريخها إلى ما قبل (400 سنة) تقريبًا ، والوقوف على التجديد الثالث للجامع الكبير (مسجد الإمام فيصل بن تركي رحمه الله)، وزيارة بعض الشخصيات المعتبرة في مجتمع (الزلفي) في مخيماتهم بروضة السبلة، أو منازلهم المباركة داخل المدينة وأحيائها السكنية.
وقد كنا - في كل هذه الزيارات والجولات - نمتلئ ابتهاجاً وسروراً، ونزداد علماً ومعرفة، ونتنامى تعلقًا أخوياً مع رفاق الرحلة الميمونة ومع مضيفنا العزيز الدكتور صالح العليوي أكرمه الله.
###
(4) ولعل من أبرز المواقف التي جملت هذه الرحلة ذلك الحوار المجتمعي بين الزلفي ويمثلها الدكتور صالح العليوي والمجمعة ويمثلها الدكتور حمد الدخيل، فيبدو أن التنافس بين البلدان -وخاصة المتجاورة منها مكانياً واقتصادياً ومجتمعياً - يضرب في ثقافتنا المسكوت عنها، ومع المماحكات الأخوية نظهر صوراً من ذلك التنافس على هيئة مزاح ومداعبات، كل ذلك ذكرني بالمفاضلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمفاخرة بين البصرة والكوفة، وكذلك بين دمشق وحمص تراثياً، وحالياً بين بريدة وعنيزة، والباحة وبلجرشي وغيرها وغيرها !!
وهذه المفاضلات أو المفاخرات ظاهرة تراثية أُلِّفت فيها الكتب والرسائل والأطروحات حتى تحولت إلى ظاهرة حضارية إيجابية أغنت الأفق الفكري والمعلوماتي بمحاسن كل مدينة وإبراز شواهدها الحضارية وتميزاتها التي تفوق غيرها فيها.
ولعل في هذا الملمح دعوة للباحثين والأكاديميين الاتجاه نحو دراسة وتفتيق مثل هذه الثقافات المسكوت عنها في مجتمعنا السعودي. وهنا تتجه الدعوة إلى جمعية الأدب السعودي وأعضائها الدين يشكلون أكثرية هذه اللقاءات المتنقلة بين المدن والمناطق السعودية، وربما يصبح محورًا للنقاش والحوار في إحدى اللقاءات القادمة وأقربها تبوك أو النماص !!
###
(5) وما دمنا وصلنا إلى جمعية الأدب السعودي والمعروفة بـ (الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي) ومقرها جامعة أم القرى، ويترأسها الاستاذ الدكتور عبد الله الزهراني المكلف بعد انتهاء فترة الدكتور ظافر غرمان العمري - والتي تقود مسيرة هذه اللقاءات الأخوية والتنقل بأعضائها في مناطق المملكة استضافة وسياحة وتعرفاً - فإن في الخاطر شيء لابد من تدوينه للفائدة.. فهذه الجولات واللقاءات والزيارات التي تضم صفوة من الأدباء والباحثين النقاد والأكاديميين والشعراء المبدعين يقطعون الفيافي والقفار ويعانون جهد التنقل والأسفار ويلتقون الليل والنهار ولا يخرجون من زورتهم إلا بالذكريات والسنابات التذكارية، والصور الجوالية الجميلة، والمشافهات الأخوية، والحوارات الأدبية والتثاقفات الشعرية !! ولا أخال أن جمعية أدبية هذا مبلغ أهدافها وغاياتها. وطالما أتيحت لهم هذه الفرصة المائزة (من استضافة، وتجميع، وتآلف ومعارف جديدة) فلم لا يجدول لها برنامج علمي / أدبي ، تقدم فيه أوراق عمل معرفية وجلسات شعر منظمة ويستكتب لها بعض الباحثين والنقاد ودارسي الأدب المشمولين بالدعوة والموافقين على المشاركة، وتقام على هامشها الأمسيات الشعرية والسردية والأصبوحات النقاشية / الحوارية خلال اليومين أو الثلاثة المعدة للقاء. ويقدم المضيف بعض مثقفي المنطقة المزارة للتعريف بالمنطقة وتاريخها وتميزاتها وكل ذلك ممنهج ومنظم ومرتب له مسبقا من قبل الجمعية أو صاحب الاستضافة. وبذلك تخرج الجمعية إلى آفاقها الأدبية وتمارس لقاءاتها الحوارية المبرمجة وتوثق الفعاليات وتنشرها فيما بعد. بدلا من الضياع في الحوارات والجدليات والمماحكات المعرفية !!
أتمنى من الزملاء أعضاء الجمعية تدارس هذه الأفكار والإفادة منها في القادم من اللقاءات والاجتماعات.*
###
(6) وقبل أن أختم لابد من الإشارة إلى ما استقر في الذهن والذاكرة من جماليات الرحلة ومردودها الثقافي والفكري... فقد عرفنا أسرة الوجيه عبد العزيز بن أحمد الغنام وإخوانه -أخوال الدكتور صالح العليوي / مضيفنا - والذين يقطنون الكويت ويشكلون أسرة ذات جاه وصيت ومناصب اجتماعية وسياسية في المجتمع الحكومي والأهلي الكويتي، والذين تعود أصولهم إلى الزلفي، ولهم فيها مزرعة للنخيل في مدخل الزلفي، وفيها نزل كبير ومتعدد، وديوانية فخمة للضيافة وقد اختارها مضيفنا لتكون مقرًا لسكن ضيوفه من الأدباء في هذه الرحلة الميمونة.
____________________
(*) علمت - فيما بعد - أن لقاء تبوك والذي رتب له واستضافه سعادة الاستاذ الدكتور مسعد العطوي، قد خطط لشيء من ذلك، فالدكتور حسن الهويمل أعد ورقة عن شهادته في الحداثة !! ولعلها بداية جادة ومتميزة !!
كما وقفنا على مطل الثويرات وهو المطل الغربي الذي يعلو قمة الميل الرملي / نفود الثويرات الرملية / الذهبية وقد هيأته (بلدية الزلفي) ليكون منتزهاً سياحيًا مترامي الأطراف ويضم مناطق خضراء. ومنه يرى الزائر والسائح مدينة الزلفي من كل جهاتها ، ويبرز فيها المآذن والمساجد المنتشرة في أنحاء المحافظة وهذا من ما يبهج النفس ويشرح الصدر.
وفي جهة الشرق وقفنا على معالم روضة السبلة التي تمثل جنة خضراء على بعد 10 كم من الزلفي وتكسوها الشجيرات العطرية وقت الربيع وسنابل القمح خلال فصل الشتاء حيث وفرة المياه الجوفية. وقريب من هذه الروضة / الواحة الفواحة كانت معركة السبلة التي وقعت في فترة التأسيس والتوحيد لبلادنا السعودية ويعدها المؤرخون آخر المعارك الرئيسة التي خاضها المؤسس الملك عبد العزيز مع قوات الإخوان عام 1929م / 1347هـ.
وفي نفس الاتجاه شاهدنا وادي مرخ وهو الوادي الذي أشار إليه الشاعر الحطيئة في قصيدته الاعتذارية لعمر بن الخطاب ليطلق سراحه من السجن بسبب هجائه الشعري قائلاً :
ماذا تقول لأفراخ بـ (ذي مرخ)
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
فاغفر عليك سلام الله ياعمر
وهناك - أيضاً - في الجهة الشرقية شاهدنا المدخل الشرقي بمطلاته الجمالية وحدائقه الغناء وشلالات المياه الصناعية ويأسرك بتشكيلاته وتنويعاته الجمالية وخاصة عند قدوم المساء وغروب الشمس!!
ومن أهم الجولات السياحية وقوفنا على التوسعة الجديدة لجامع الإمام فيصل بن تركي - أهم وأقدم المساجد في المحافظة - والذي شهد توسعتين سابقتين وهذه هي التوسعة الثالثة، التي تدمج الماضي بحضارات العالم الإسلامي في عصور الازدهار (كما يقول فوازاللعبون في تغريدته التويترية)، وقد تبرع الأهالي المحيطين بالمسجد بدورهم ومزارعهم لصالح هذه التوسعة. وهو حاليًا يتسع لـ (11000) مصلي على مساحة 9000 متر للمصلى، و16000 لكامل الأرض المخصصة للجامع. وجاء التصميم على أرقى أنواع التصاميم والمستحدثات التقنية كما أفادنا بها المهندس المشرف على المشروع صالح العبد اللطيف (حفظه الله).
ولم ينس مضيفنا أن يرتب لنا بعض الزيارات الخاصة برموز المجتمع (الزلفاوي) مثل: أبناء محمد أحمد المسعر (يرحمه الله) في مخيمهم بروضة السبلة.
وفي قرية (علقة التراثية) تعرف الزملاء على بيوت العرضي، والرعود، والسيف، والجوير.
ومن الوجهاء تعرفنا على كل من:
عبد الله بن عبد الرحمن المنيع، وأحمد بن دغيم العارضي، وحمود بن محمد الصالح، وعبد اللطيف ومحمد الفوزان، وجار الله العضيب، وعلي بن محمد العبد الرزاق.
كما زرنا مكتبة الاستاذ الدكتور عبد الله محمد الطيار إضافة إلى تعريفنا على بعض الشخصيات الأدبية من أهل المحافظة مثل المفتي اللغوي الدكتور سليمان العيوني، وخطيب جامع الغنام الدكتور عبد العزيز العليوي، فضلًا عن الأقارب والجماعة ورجال الحل والعقد في أسرته.
كما لم ينس مضيفنا أن يعرفنا على منزل والده - رحمه الله - والذي شهد طفولته وصباه وذكرياته. وأن يعرفنا كذلك على مزرعته في (الثميلات) التي شهدت خيمته التراثية شبة النار وأمسيات الشعر والحوار، وأصبوحات الغبوق والتمر والإفطار !! وما فيها من تراثيات قديمة كالبئر والسواني وأماكن حفظ التمور وكنزها، وأنواع النخيل التي تحتويها المزرعة والفيلا الجميلة التي يستقبل فيها ضيوفه بالترحيب والروح المضيافة !!
وهنا يقف القلم شاكرًا ومقدراً لهذه الحفاوة والاستضافة ، ومتذكرًا تلك الأيام الماتعة مع رفقة من أهل الشعر والأدب وأتمثل بالقصيدة الوداعية التي نشرها الشاعر ماجد الجهني في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة 28 / 7 / 1442هـ وفي موقع بوابة الشعراء الالكتروني والتي جاء فيها:
ألست تلمح خطوي عند منصرفي قبل المغيب وبوحي يا عذول شجي
عيناي خالفتا دربي فمعركتي بين التفاتي وسيري عند منعرجي
شربت من مائهم فانساح في كبدي حب ترقرق يا أضلاع فابتهجي
سل (الثميلات) عن مغنى له رحلت قوافل وقطار الليل لم يلج
تجد (أبا يعرب) الأمجاد محتفلًا كأنما وجهه قد صيغ من سرج
###
(7) وأخيرًا فلم أكن (ورفيقاي) لنغادر الزلفي قبل زيارة زميل لنا عرفناه من قادة التخطيط الاستراتيجي في وزارة التربية والتعليم - يوم كنا على رأس العمل قبل التقاعد - وهو الاستاذ الحبيب علي المتعب - مدير التخطيط التربوي في تعليم الزلفي، فما إن عرف بزورتنا للزلفي حتى أصر على لقائنا واستضافتنا ظهيرة يوم السبت 15 / 7 / 1442هـ - يوم رحيلنا ووداعنا -. فكان كرمه وطيب ترحيبه واستضافته من عجائب هذه الرحلة الزلفاوية أثبت فيها كرم أهل الزلفي ولين معشرهم وطيب أرومتهم.. فشكراً لك أخي (علي المتعب) على هذه الروح الأريحية والجبلة اليعربية، والدماثة الإنسانية فقد أوفيت وكفيت : استقبلتنا وعرفتنا على دارك وأبنائك وأهديتنا (ورق المورينجا) وأفضلت علينا بغداء حاتمي وأوصلتنا لمطار القصيم، فكيف نرد لك هذا الجميل الذي طوقت به أعناقنا. ولعل القصيدة التي أرسلتها لك من مطار القصيم تعبر عن مشاعرنا تجاهك :
من خافقي أهديك شكرا باذخاً
تشدو به الأفلاك والأجرام
يا خيرة الأصحاب دمت مبجلًا
يدنو إليك الفضل والأنعام
حياك ربي يا (علي) وسلمت من
وعثاء دنيا كلها أسقام
واسلم لصحب بادلوك محبة
وصفاء ود فوقهن غرام
أوسعتنا فضلاً يدوم تذكراً
لا يمحي لو كرّت الأيام
###
ختام : ومع شكري وتقديري لهذه الاستضافة غير المستغربة من الدكتور صالح العليوي فلابد من التحية للزملاء الذين أضفوا على الرحلة روحًا جمالية من أدبهم وأخلاقهم وسمتهم وحواراتهم كلٌّ باسمه فهم كثر وأولهم الدكتور حمد السويلم الذي التقانا في القصيم ورافقناه إلى الزلفي بسيارته وقيادة الدكتور محمد (ابنه) وفقهما الله.
والتحية الخاصة لرفيقي اللذين قدمت معهما من جدة وهما الدكتور الأديب سعد الرفاعي والاستاذ الشيخ أحمد النزاوي فكانت رفقتهما أدبًا على أدب / وسمو نفس وعلو درس، تأنس بهما كل وحشة ، ويتوسع بهما كل ضيق، ونكسب منهما القيم الفاضلة والأدب الراقي فالحمد لله الذي جمعنا على هذا التواصل الأخوي العميق !!
ولعلي أختم هذه المقالة بإحدى الروائع الشعرية التي قيلت في حق أهل الزلفي ومضيفنا الدكتور صالح العليوي وهي مقطوعة كتبها وألفها الشاعر عبد الله الدريهم من أهل الشعر والأدب في (محافظة ثادق ) القريبة من الزلفي يقول فيها:
لولا هواكم لما أبديت ما أخفي
ولا تفننت في وصفي وفي حرفي
في أرض نجد إذا خيرت في سكن
من بعد (ثادق) لا أهوى سوى (الزلفي)
فلا تلوموا فؤادي في محبتها
لأن فيها من الأحباب من أصفي
ولـ(العليوي) حق أن نشيد به
في محفل شع بالأقمار والنجفِ
** **
- د. يوسف حسن العارف