د. فاطمة سحاب الرشيدي
نعم حنا بدو، وشيمنا العربية الأصيلة دعتنا إلى أن نمتلك سجلاً حافلاً من الدعم المتنوع للبنان، وقد قُدرت المساعدات التي قدمتها السعودية إلى لبنان بنحو 70 مليار دولار في الفترة بين عامي 1990 و2015، ناهيك عن المساعدات التي حصلت عليها قبل هذه الفترة، بالإضافة لمساعدات أخرى استدعتها أحداث الحروب التي عانى منها لبنان، مثل تحمل السعودية ترميم 36 ألف منزل في 44 قرية جنوبية إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006، وتخصيصها 550 مليون دولار لإعادة إعمار 208 قرى في المناطق اللبنانية، و36 مبنى دمر بالكامل في الضاحية الجنوبية، إذ بلغ مجموع الوحدات السكنية المدمرة والمتضررة التي قدمت السعودية مساعدات لأصحابها 55.190 وحدة سكنية، بالإضافة إلى تبرع المواطنين السعوديين بـ105 ملايين دولار أمريكي للبنان للتخفيف من ويلات تلك الحرب.
نعم حنا بدو، ولم تتوان قيمنا العربية والسعودية عن المشاركة في دعم لبنان في كل الفعاليات، التي نظمت لمساندة لبنان وإنعاش اقتصاده، ومنها مؤتمر باريس بنسخه الثلاث، ومؤتمر «سيدر» الذي عقد في أبريل (نيسان) 2019، ومنحت فيه المملكة لبنان قرضاً بقيمة مليار دولار أمريكي، كما أن الدعم السعودي لا يقتصر على النهوض بالاقتصاد اللبناني، بل يشمل كل المجالات، ومن بينها المجال السياسي، إذ لعبت المملكة دوراً مهماً في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان، وهيأت لأبنائه من مختلف الطوائف الفرصة للحوار والتفاهم في مدينة الطائف، حتى توافقوا على عقد جديد من التعايش دونوا بنوده فيما بات يعرف تاريخياً بـ»اتفاق الطائف»، ويتركز الدعم السعودي الشامل للبنان على تحقيق هدف أساسي يتمحور حول الحفاظ على أمنه واستقراره.
نعم حنا بدو، ولم نتوقف عن كل ذلك الدعم، فقد قامت السعودية العظمى بالتخفيف من آثار وتداعيات الكارثة، التي ألمت به لبنان في أعقاب الانفجار الضخم، الذي وقع في ميناء بيروت قبل عدة أشهر، وأدى إلى وفاة العشرات وإصابة خمسة آلاف شخص، وتشريداً كثر من 300 ألف آخرين جراء تضرر منازلهم، كما تسبب في خسائر اقتصادية ومادية تراوح قيمتها ما بين 10 و15 مليار دولار، حسب تقدير محافظ بيروت مروان عبود، وكما لم تأل السعودية جهداً في الماضي لمساعدة لبنان ودعمه على كل المستويات، فقد هبت منذ الساعات الأولى للفاجعة لتقديم العون اللازم له، وقد تجسد ذلك في تسيير جسر جوي من الرياض إلى بيروت، نعم حنا بدو ونفتخر بأصالتنا وحاضرنا ومستقبلنا، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظها الله-.