ناصر بن سعد الدباس
تعمّ الفرحة أهل البلدة عد سماع هذا النداء: (يا جرّادة ترَى الجراد في المكان الفلاني).
فإذا حطّ الجراد مع حلول الظلام في الموقع المنوّه عنه، واستراح بعد عناء من رحلته التي قطع خلالها مسافة طويلة، سارع الناس وكل منهم يحمل كيساً أو (خيش)، فإذا عبأه بهذا الزائر المرحب به، وكان الجراد وفيراً، فقد يلجأ إلى خلع ثوبه وتعبئته أيضاً.
لا شك أن لهذا الصيد مخاطره، إذ لا تخلو شجيرات أو أحجار يتجمع حولها الجراد من وجود حية أو عقرب، تصعب رؤيتهما في ظلام الليل.
على كل حال، يعتبر هذا الصيد غنيمة ما بعدها غنيمة، ففيه إدام غني بالبروتين، خاصة إذا كانت كمية (المكن - البني المائل للسواد الممتلئ بالبيض) تفوق كمية (الزعير) الأصفر، وهو ذكر الجراد.
وفي صباح اليوم التالي تنصب القدور في البيوت لسلق الجراد في ماء مملح، ثم يؤكل منه طازجاً بإدخال الجرادة في الفم والقبض على ريشها بالسبابة والإبهام مع سحب الريش، ثم أكلها بكاملها أو بعد نزع الرأس.
ويُنشر معظمه في أسطح المنازل حتى يجف، ثم يحفظ في مكان بارد بعيداً عن الرطوبة، ويبقى لأشهر.
كان الجراد يعرض للبيع في سوق المقيبزة حياً في كيس أو في خيش، ومطبوخاً بالوزن.