ميسون أبو بكر
قبل حديثي عن مواسم البرنامج الناجح والمتميز «اللقاء من الصفر» سأخبركم عن عرابه مفيد النويصر المقدم الناجح والمعد المتألق الذي كان يظن أنه ابن لأم غلبانة وضعيفة، تشبه في رقتها وسلاستها نموذج الفنانة القديرة كريمة مختار في المسرحية الشهيرة «العيال كبرت» التي تعطي انطباعًا بأنها المرأة البسيطة جدًّا.. والمطيعة.. لكنه حين كبر وشق طريقه بنجاح وإصرار وعزيمة قوية أدرك أن روح تلك المرأة هي تعويذته للنجاح، وأن بساطتها هي من شكلت شخصيته التي لا تعرف الهزيمة، ولا تكل من شق طريق وعر في عالم الإعلام وفي زحمة البرامج والفضائيات حتى صار برنامجه اللقاء من الصفر هو نافذة تطل بنا على مبدعين لم نكن نعرف عنهم سوى أسماء لامعة لها حضورها دون أن نعرف كيف بدؤوا من الصفر، وكيف عشقوا دروب النجاح فحلقوا فوق أجنحة الأمل، والعمل الجاد حتى نجحوا.
مواسم «اللقاء من الصفر» الذي استمر لسنوات كان نافذتنا على مبدعين لم نكن نعرف عنهم سوى أسماء لامعة في فضاءات النجاح، لكن البرنامج الناجح الذي استطاع أن يجد له موطئ قدم في زحمة البرامج والفضائيات التي تنشر الغث والسمين استطاع أن يتربع على عرش البرامج الهادفة وأن يطلعنا على قصص نجاح رائدة لعمالقة بدؤوا من الصفر ووصلوا القمة.
صالح القحطاني أحد ضيوف مفيد النويصر شخصية مبهرة أطلعنا لقاؤه على مشوار عذب اختص بمحال الحلويات التي امتلكها والتي كانت مجرد مخابز دون تخطيط مسبق منه للتخصص في هذا المجال، تحولت بعد ذلك لمصانع عملاقة، وابتكر أصنافًا عديدة من الحلويات اقتصرت في الماضي على أنواع محدودة.
رحلة الطالب الأول على دفعته في كلية الملك فهد الأمنية الذي انتسب إليها طلبًا في رضا والده، إلى معيد فيها ثم إلى تاجر معروف ذي صيت وحضور في فروع توزعت على مناطق المملكة كلها.
كنت إذا سافرت لمنطقة من مناطق المملكة في ظروف عمل طارئة ودون أن أمتلك الوقت لأبتاع هدايا لأولئك الذين سأقابلهم؛ كنت أطمئن أنني سأجد في المنطقة محال لسنابل السلام يمكنني أن أشتري منها هدايا سريعة وطازجة كمنتج محلي رائع ومميز.
من الصفر بدأ كثيرون لكنهم استقروا في القمة بعد جهد وكد، وربما تنطبق عليهم حكمتي في الحياة «من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل».