د.محمد حسين القحطاني
يحيط بنا الجمال من كل جانب، ويتدخل في نظرتنا لهذا المصطلح عدة مفاهيم في جميع المجالات، وبإختلاف الثقافات المهتمة بالجمال، وتبقى لغة الجمال، إحساسا جميلا، ننطر إليه من مختلف الزوايا المحيطة بنا، ومنها أن ينال مظهرنا الخارجي، نظرة إعجاب وتقدير للشكل هو مطلب منذ بداية البشرية، حيث كانت أدوات الزينة وإستخداماتها لأجل الحصول على مظهر أجمل وهكذا وبتطور الزمن، تقدمت الأساليب والمنتجات التي تعني بأمور الجمال أكثر فأكثر.
كما تقدم الطب التجميلي، بجميع عملياته وجراحاته، ليمنح الثقة بالنفس، ويجدد الحالة النفسية إيجابياً ولم يعد سابقاً كما هو عليه اليوم، حيث كان يقتصر على نجوم الفن والتمثيل والمشاهير وعارضات الأزياء.
لقد أصبح اليوم يشمل عامة الناس ويشمل أيضاً الذين يتطلعون إلى مظهر أكثر تناسقاً وجمالاً للنساء والرجال وكان للإعلام والسوشل ميديا (عصر الصورة المؤثرة) لها دور كبير للتأثير في تغير الذوق بمتطلبات الجمال وما يرضي رغبات المتطلعين إلى الجمال بشكلهم الخارجي، هو الحصول على تناسق أكثر وأجمل.
ولأجل تحقيق هذه الرغبات يلجؤون إلى أطباء جراحة التجميل، حيث لم يعد مقتصرا على إصلاح عيوب خلقية أو تشوهات ناتجة عن حوادث معينة، بل شمل التغير بما يتناسب وحالتهم في عدم التناسق، وأسباب عدم تقبل الذات، خاصة عند النساء الحوامل، بسبب الحمل المتكرر، وتهدل البطن كما واهتمام الناس بالشكل والصورة، له أثر أيضاً لأن يكون الجمال مطلبا كعمليات تصغير الأنف، وشد الجفون، والوجه والرقبة وشفط الدهون المتراكمة في أجزاء من الجسم ويبقى دور طبيب التجميل، أو الجراحة التجميلية، هو إصلاح عيوب خلقية أو مشاكل حصلت بسبب حادث ما حيث يكمن دوره في إصلاح تلك العيوب الذي يسعى بدوره للتغير الأفضل والأكثر قبولاً وجمالاً، كما لكل إجراء تجميلي أو عملية جراحية، هناك شروط وتعليمات قبل وبعد على المريض اتباعها بما يتماشى مع حالة المريض صحياً وتبقى أمانة الطبيب ومهارته وخبراته، الأمر المهم وقد وصل أطباؤنا السعوديين اليوم، على مستوى عال جداً مقارنة مع دول أمريكا وأوروبا في مختلف التخصصات الطبية ومنها الجراحة التجميلية، التي كسبت الثقة لمرتاديها في القطاعين العام والخاص وتوفر الأجهزة الحديثة والأيدي العاملة والممتازة، مما جعل ذلك يوفر الأمان والطمأنينة أكثر من اللجوء للسفر لإجراء عملية تجميلية والتجميل ليس مجرد علم، وليس مجرد شكل أو مقاييس معينة، بل هو فن وذوق وروح ومفاهيم لا تُحصى، هو فكر وثقافة ورؤية، دراسة وتخصص وخبرات لخدمة محتاجيها.