عبدالعزيز بن سعود المتعب
تزهو الذائقة الرفيعة بالشعراء المبدعين أيًا كانت مدارسهم الأدبية ومنهجيتهم في الشعر الفصيح وصنوه النمطي وهم -قلّة- كدأب كل شيء مميز في كل زمان ومكان، وفي المقابل هناك ما لا يُحصى من التجارب النمطية في الشعر التي ارتضى أصحابها عليها من حيث يدرون أو، لا يدرون، كأكثر سابقيهم ولاحقيهم في مجالهم أن يكونوا -عابرون- ولا أقول طارئون دون إبقاء بصمة تميز في الحاضر والمستقبل وهي مكاشفة تغربلها الذائقة والمنظور النقدي (ولا يصح إلاّ الصحيح) وهنا يتبادر تساؤل لا يغيب عن فطنة -مُنصف- لماذا أنصف الزمن شعر المتنبي وغيب مئات الشعراء قبله وبعده؟! ولماذا أنصف الشعر نزار قباني والأمير بدر بن عبدالمحسن وعبدالرحمن العطاوي والإجابة بكل بساطة لأنهم مُبدعون استناد إلى نصوصهم الشعرية التي ابتكروا فيها من المعاني ما لم يسبقهم إليها أحد وتعمدت هنا الإشارة لاسم شاعر هوازن عبدالرحمن العطاوي لأقول إن المبدع مبدع مهما كانت مدرسته الشعرية، فالعطاوي قد يقول قائل إن شعره تقليدي ولكن في المقابل وصف الصقر (الطير) بما لم يصفه شاعر شعبي وابتكر من المعاني في شعره الجزل في هذا الشأن ما يستحق الإحتفاء به، إذا المبدع مبدع أيًا كانت مدرسته الشعرية.
-وقفة-
للشاعر سعد بن صبيح العجمي - رحمه الله:
يا أهل الضّمر الكنّس الدّرَّاب
اجعلوا هجّة العصر مفروضي
واردوا مَشرِبٍ يتعب الجَذّاب
لالفيتوا مَعَ جَرّة الحوضي
خطّروها الثّنايا عن الاطناب
وارفعوا خِطْم الانضا عن الحوضي
سلموا لي على مُورِد الهِيّاب
ثم بعد سلموا لي عل موضي
شبه ريميةٍ تتعب المعطاب
تتبع الحزم ما تدهل الروضي
ربي اللي عطاني هوى الاجناب
واقرب الجد لي منه عاروضي
جِعْلِ واصِكِّ بيني وبينه باب
دام لي في العماهيج عاروضي