الهادي التليلي
الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية طيلة الفترة المنقضية كانت خير وقاية للحد من انتشار الوباء خاصة وأن المملكة وجهة إستراتيجية في النقل الجوي العالمي، هذه الإجراءات التي كانت في جزء منها بث لثقافة الوعي المجتمعي تجاه الجائحة ودرس مهم في التعاطي مع هذا الوباء في مستوى الوقاية بالثقافة والوعي وهو ما اعتبر التزام كل المواطنين والمقيمين على حد السواء بمستوى عال من التطبيق من مخرجاته، كما أن التناقص اللافت في عدد الإصابات والأهم العدد الكبير جداً من حالات التشافي- والحمد لله- والتي وصلت يوم تطبيق فتح الحدود أي 17 مايو 418914 حالة شفاء من عدد 433980 إصابة، وهذا انتصار كبير في معركة ما زالت بعض الشعوب تعاني أعاصيرها الحرب على كورونا والتي مازالت رحاها قائمة، أبطالها ليسوا فقط جنود الجيش الأبيض ونعني بذلك كل منسوبي قطاع الصحة وإنما هي معركة الجميع من قيادة ومواطنين ومنسوبي هذا القطاع الحساس وكل شرائح وفئات المجتمع، ولعل الإعلام كان من بواسل هذه المعركة فالتعاطي مع الجائحة من جميع زواياه كان وفيا للخط الوطني العام والذي سخرت له كل وسائل النجاح فاللقاحات التي توزعت على 500 مركز استفاد منها الجميع مما حد من الانتشار وتزايد أمل العودة إلى نمط الحياة المعتاد، فتح الحدود في المملكة العربية السعودية والسماح للمواطنين بالسفر الخارجي يعتبر رسالة طمأنة بأن المعركة على الوباء قطعت شوطا هاما في الانتصار على هذه الجائحة وقيودها التي باعدت بين الناس ومصالحها الخارجية وبين الناس والناس في وقت ما السماح بالسفر الخارجي باشتراطات صحية تضمن سلامة المسافرين والمتواصلين معهم جعل الأمل في الحياة الطبيعية على مستوى النقل الجوي مسألة قريبة التحقيق بعد أن كانت على كامل الكرة الأرضية مسألة بعيدة المنال، كما جعل الشأن السياحي ينظر بعين التفاؤل للموسم السياحي الصيفي الذي دخلت أيامه الأولى السياحة السعودية التي تشهد تنوعا كبيراً في المادة المقدمة وتعتبر من الوجهات السياحية الواعدة في مجالات سياحة الترويح والترفيه وسياحة المؤتمرات وسياحة المعارض والسياحة الثقافية علاوة طبعا على السياحة الدينية التي تعتبر الرائدة العالمية فيها بالحج والعمرة السعودية بالرغم من التحديات الكبرى التي واجهتها خلال جائحة كورونا بحكم حجمها الإقليمي ومركزها الاقتصادي العالمي لم تكتف بأنقاوم كورونا على مستواها الفردي ولم تنظر للمسألة على قاعدة الخلاص الفردي على الشاكلة الأوروبية والتي أكدت للعالم تشقق القارة العجوز بل كانت خير سند للبشرية في محنتها من خلال ما قدمه مركز الملك سلمان للإغاثة وماقدمته المملكة لمساعدة الدول الأشد فقراً وما رافق عقد قمة العشرين من نجاحات كبرى أثمرت مساعدات قيمة ودعماً كبيراً للمجتمع العالمي ومختبرات البحث للحصول على نتائج تفيد البشرية في مقاومتها لجائحة كورونا بلقاحات تفيد الإنسانية كل هذه النجاحات جعلت التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقاً في القضاء على فلول كورونا بعد فتح المجالات الجوية والبحرية والبرية أمام المواطنين السعوديين الذين حماهم بلدهم بأن حافظ عليهم جراء عاصفة كورونا التي مست كل أرجاء المعمورة وسمح لهم بالمغادرة ساعة انجلاء الغيمة.