عبدالله العمري
الخسارة في كرة القدم أمر وارد وطبيعي جداً في عالم المستديرة حتى وإن كانت من منافسك التقليدي، ولا يوجد فريق في العالم مهما كان اسمه وقوته ببعيد عن الخسارة، والشواهد والأحداث على ذلك كثيرة.
ومن هذا المنطلق، فالخسارة التي تعرض لها الرائد في الجولة الماضية من أمام منافسه التقليدي التعاون تعد طبيعية جداً وغير مستغربة، لاسيما مع التطور الكبير الذي يعيشه نادي التعاون منذ سنوات عدة تقريباً، والذي منحته الأفضلية على الرائد وتفوق عليه كثيراً، وأصبح اليوم هو من يتصدر المشهد والساحة في رياضة القصيم وسحب البساط من تحت أقدام الرائد بعد سنوات طويلة جداً من التفوق عاشها الرائديون مع ناديهم.
ولعل أبرز سؤال يتردد حالياً داخل الشارع الرياضي: لماذا أصبح التعاون متفوقاً ومتميزاً بشكل واضح جداً في السنوات الأخيرة، وما هو السر خلف ذلك؟
وهو التفوق الذي قاد التعاون لتحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين قبل ثلاثة مواسم تقريباً كأول نادٍ قصيمي.
والمشاركة أكثر من مرة في دوري أبطال آسيا، وهي البطولة الأهم على مستوى القارة.
التعاون اليوم يقف على اعتاب مجد جديد يتمثل في لعبه على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الثالثة بتاريخه، حيث سيلعب بعد أيام عدة مع فريق الفيصلي.
التعاون تجاوز الفوز على الرائد ومنافسته في الديربي الذي يجمعهم كل موسم، بعد أن أصبح رقماً مهماً جداً في الدوري السعودي وبات اليوم واحداً من أفضل خمسة فرق سعودية، وهي حقيقة لا تقبل النقاش أو الإخفاء.
التعاون تفوق لأن من يدير دفته عقول محبة للتعاون قبل كل شيء، عقول عرفت جيداً كيف تستثمر الدعم اللامحدود والتاريخي الذي تحظى فيه الأندية السعودية كافة دون أي استثناء أو تميز.
التعاون تطور لأنه يملك رجالاً على قلب رجل واحد ولهم مرجعية شرفية واضحة تتمثل في عراب التعاون عبدالعزيز الحميد الذي أصبح قادراً على لم شمل التعاونيين مهما كان حجم الاختلاف بينهم.
التعاون أصبح متميزاً لأن رجاله يقدمون مصلحة ناديهم على أي شيء آخر، وخير مثال رئيسه السابق محمد القاسم عندما شعر بأن مصلحة التعاون تتطلب رحيله، قدم استقالته دون أي تردد وغادر المشهد التعاوني الرسمي لكن قلبه ظل معلقاً بحب التعاون وحريصاً على مصلحته، ولعل خروجه الأخير عبر أحد البرامج التلفزيونيه ودفاعه عن التعاون بكل شراسة وقوة تؤكد ذلك.
فهو لم يقلل من ناديه أو يتحدث بكلام متناقض جداً، تجعله محل سخرية وتندر من قبل الآخرين، أو يذهب لدعم الأندية الأخرى ضد ناديه بحثاً عن الأضواء والإعلام ضارباً بمصلحة ناديه بعرض الحائط.
ولعل من أكبر مصائب بعض الأندية لدينا أنها ابتليت برؤساء لا يكترثون لمصلحة ناديهم، ولا يسعون لتطوير عملهم والاستفادة من الدعم اللامحدود الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة للأندية منذ سنوات.
رؤساء لا هم لهم سوى البقاء في سدة الرئاسة من أجل الإعلام والشهرة دون أن يقدموا أي عمل يشفع لهم بالاستمرار سوى محاربة أبناء النادي والتقليل منهم وتقزيمهم في كل مكان.
العناد والمكابرة والنظر للآخرين من برج عاجي لن يجلب أي إنجاز مهما قدمت له من دعم وتسهيلات.
الفشل ليس بعيب بل قمة الفشل أن تتمسك بكرسي رئاسة نادٍ معين وأنت تعلم قبل غيرك أنه غير مرغوب فيك من الجميع..!!