ولأن العبدَ يكون مأموراً، وقد يكُونُ مَعْذُوراً، فيحصُلُ له المرغوب، ويبتعِد عن المرهُوب. ومِن هنا فإنّي لاحظْتُ ظاهِرةً طيلة جائحِةِ (كورونا) في كثيرٍ من المساجدِ والجوامِعِ عن مدى التزام الناسِ بالأخذ بالإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية للابتعاد عن المرهوب، لِيَحْصِل، بإذن الله، المرغُوب وهوَ (سلامة النّفسِ والمجتمع).
أقُولُ إنهُ للأسفِ الشديدِ أن مُعظم أو جُل مِمَن لم يلتزِموا والمُتَهاونين المتساهلين بلِبس الكمامات، والتباعد، وعدم إحضار السجادات في المساجِدِ هُمْ، لِلأسف الشَّدِيد، الذين يظْهر عليهم الالتزام، ومن يُتَوَّسَّمُ فِيِهمُ التَدَيُّن والصَّلاحِ، وقد يكونون قُدْوة ( علماء دين، طلبة عِلم، أئمةُ مساجد، مُؤذِّنين )، فَهَلْ عدم التزامهم بتعليمات الدولة والأخذ بالتدابير الوقائية لِأنَّهُم مُتَوكِّلين على الله حَقَّ التَّوكل!!؟ والمُلْتزِمين أقَلّ تّوَكلاً؟ مَعَ أنّنا مَأمورونَ بالأخْذِ بالأسباب، وأخشى أن يكونوا، سَبباً في إغلاق المساجد ونحن على أبواب شهر الخير والبركة شهر الصيام والقيام، ونُحرمُ بِسَبَبِهِم، هداهُم اللهُ، من الصَّلوات والتّراويحِ والقِيامِ في المساجِدِ.
أسألَ الإله العلي القدِير الذي تجلَّى في عُلاه وأجَابَ من دعاه، أسألهُ بِعزَّتِه وجلالِهِ وبِعَظَمَتِهِ وسُلْطانه أن يُبَلِّغْنا وإيَّاكُم رمضان ويحفظَ الجمِيعَ مِن كُلِّ سُوء ومكْرُوه.