احمد العجلان
كرة القدم عالم عجيب بمعنى الكلمة لا يمكن التنبؤ بالعلاقات فيه، فعدو الأمس صديق اليوم، وصديق اليوم عدو الغد، أو برواية أخرى (خصم) وليس عدواً للتلطيف، عندما يبزغ نجم إداري أو مدرب أو لاعب فهناك المئات والآلاف من الأصدقاء، ولكن عندما تتراجع نجوميتك يتحولون لخصوم وأحياناً لوحوش فسيتوارى مباشرة كل ما عملت، وكأنك لم تفعل شيئاً بالأساس، هذه طبيعة رياضة كرة القدم العاطفة تتلاعب بأمزجة وقناعات الناس، وكذلك تتلاعب بك يا من تتواجد في الوسط فتارة أنت محبوب الجماهير وأخرى أنت خصمهم الأول، لذلك عليك أن تكون جاهزاً لهذا الجنون وجاهزاً لتبعات تواجدك على الكرسي أو في الملعب، فكما ذقت حلاوة هذا المجال فعليك أن تكون قوياً متماسكاً وأنت تلعق مراراته.. لذلك عزيزي الرئيس أو المدرب أو اللاعب كن طيباً متواضعاً وأنت في أفضل حالاتك لا تغرك النجومية ولا النجاح، بل اجعلها سبباً في كسب المزيد من الحب والاحترام لتستطيع لاحقاً التمييز بين الجيد والرديء، فعندما تكون متواضعاً ومتواصلاً ومتسامحاً وخلوقاً وأنت في القمة فسيكون الأصيلين من أبناء الوسط بنفس هذه السمات معك وأنت تهوي في القاع، وحتى عندما تكون في أشد حالات الفشل فلن يفجروا معك بالخصومة، هؤلاء الأصيلون بل سينتقدون من أجل التقويم وليس للتشفي أو بسبب الغيرة والحسد، ولكن عندما تكون متمرداً مغروراً وأنت ناجح فستخلق لنفسك أرضاً سيئة عند الإخفاق فالكثير من الناس ينتظرون إخفاقك لتصفية حساباتهم أو ربما لتأديبك على سوء أخلاقك، عزيزي الرياضي الذي عشت أجمل مراحل النجاح، ثم هوت بك الظروف إلى أدنى درجات الفشل هل ميزت بين الناس هل استفدت من هذه الظروف؟ أم أنك ستعود لسابق عهدك ولن تفرق بين الطيب والرديء. وتقبلوا تحياتي.