كثيراً مــــا تتــــردد تلـك المصطلحات عنـــد النقاش حـــول الأمور العلميـــــــــة والظواهـــــر الطبيعية مما يستلزم شرح الفرق بينها؛ فالمسلمة هي عبارة عن مبدأ أو مفهوم أو قاعدة بسيطة ثابتة وسهلة، لا تحتاج إلى برهان، ولا تستلزم إجراء تجارب لإثباتها، وغير قابلة لدحضها، ومن الأمثلة على المسلمات بعض القواعد الهندسية والرياضية كمسلمات إقليدس وجبر المجموعات.
والنظرية هي عبارة عن نموذج أو إطار لتفسير حقيقة علمية أو ظاهرة طبيعية، والنظريات تقدم تنبؤات صحيحة مدعومة بتجارب مؤيدة، ومن الأمثلة على النظريات: نظرية فيثاغورث، نظرية الانفجار الكبير، نظرية التطور، والنظرية والحقيقة ليسا متضادين وإنما متكاملين، فالحقيقة تنص على أن الأجسام تسقط إلى مركز الكرة الأرضية، والنظرية تشرح سبب هذا السقوط وهو قوة الجاذبية، والنظريات تتطور مع الزمن وعدم إثبات بعض جوانبها لا يعني نفيها تماماً، وعندما تثبت النظرية تتحول إلى شبه مسلمة.
أما الفرضية فهي عبارة عن افتراض مبني على تنبؤ أو استنتاج قابل للاختبار، وعندما تثبت الفرضية أو بعض جوانبها تتحول إلى نظرية، ومن الأمثلة على الفرضيات: الأوتار الفائقة، الأكوان المتعددة، الأكوان المتوازية..
تنطلق النظريات من مسلمات، والفرق بينهما أن المسلمة بسيطة وبديهية بينما النظرية معقدة واستنتاجية. وتنطلق الفرضيات من نظريات، والفرق بينهما أن النظرية عبارة عن إطار مفاهيمي يفسر ظواهر ويتنبأ بنتائج، بينما الفرضية عبارة عن افتراض يخضع للتجربة والاختبار وعندما تترجح الفرضية تتحول إلى نظرية. والنظرية تعتمد على عدد من المسلمات المعروفة والظواهر المحسوسة والشواهد الملحوظة والدلائل الثابتة والتجارب المثبتة والنتائج المتوقعة والاستنتاجات المنطقية. ومن شروط النظريات أن تكون قابلة للإثبات وقابلة للدحض، ولكن دحضها لا يبنى على الرغبات الشخصية والنقد السطحي، وإنما يبنى على تجارب محكمة ونتائج حاسمة وبدائل مقنعة.
ويلاحظ انخفاض المستوى العلمي وتدني الحصيلة الثقافية وتخلف القدرة الإدراكية في الجرأة على رفض نظريات علمية تبلورت على مدى مئات الأعوام، وبذلت في سبيل اكتشافها مجهودات حثيثة لآلاف العلماء، وأنفقت على الدراسات والأبحاث المتعلقة بها المبالغ الطائلة، وبنيت المعامل والمختبرات المتطورة لتجريبها وإثباتها، كما يلاحظ في الجرأة على طرح تصورات ساذجة على أنها نظريات بديلة، وفي الانتقائية العلمية، حيث الاعتراف بصحة بعض النظريات العلمية، ونفي نظريات أخرى، اعتماداً على محصول علمي متخلف وثقافة ضحلة وتفكير رغبوي، يؤدي إلى إنكار نظريات بلغ عمرها مئات الأعوام مع الجهل بأبسط تفاصيل تلك النظريات!