رجاء العتيبي
الحوار الدرامي، يختلف عن الحوار في الحياة العادية، عبارة عن: جمل مقصودة، وعبارات ذكية، ويتطور معها، بخلاف الحوار في الحياة العادية، به حشو كثير، وكلام لا معنى له، وردود الأفعال من الحوار ليست متقابلة.
لكن الحوار الدرامي، به كنايات، ومجازات، وتشبيهات، وذكاء، فالحوار ليس فيما تقوله ولكن بما توحي به، ولا نعني بذلك اللغة العربية الفصيحة، كما يتكلمها العرب قديماً، لا، هي لغة عامية لكن راقية، فيها أدب وفن وجمال.
لو شاهدت فيلماً من هولي وود، ركز على الحوار، صحيح يبدو عامياً، لكنه راقٍ، ومتميز، به ذكاء لافت، وبه أدبية جميلة، وله معنى، ويوحي بخلاف ما يقول ليس لغة الشوارع العادية أو الاستراحات أو المقاهي.
ليس هناك جملة إلا ولها معنى، وتؤثر في الحدث، وتثير التفكر والتساؤل، ويتصاعد الحوار باتجاه أحداث عصيبة، ومشوقة، ومدهشة، ومثيرة، بغض النظر، إن كان الحوار الدرامي كوميديا أو تراجيديا.
بالضبط (الحوار الدرامي) هو الحلقة الأضعف، جدًا، جدًا، جدًا، في الدراما السعودية، حتى بات صفة لدرامانا المحلية، وصار الآخرون يعرفونا بذلك، لا يستسيغون حواراتنا الدرامية، تشبه إلى حد ما الحوارات في الأعمال الدرامية اللبنانية القديمة، التي لم تنجح منذ ذلك الحين، وحتى اليوم.
الجميع يرى كثيراً من الممثلين محلياً، يقولون كلامهم العادي، الذي يتكلمون به في حياتهم العادية، بما في ذلك إيماءاتهم، وتعابيرهم، واندهاشهم، لا يفرقون بين أن يكون شخصية درامية، أو شخصية عادية، حتى لو انتقل لمسلسل آخر، يكرر الكلام نفسه، ومشاعره نفسها، وهيئته نفسها، رغم أن الحدث مختلف جذرياً عن المسلسل السابق.
المشكلة الأولى هنا في النص، والمشكلة الثانية فيه كممثل، والمشكلة الثالثة لدى المخرج، وربما يتحملها أيضاً المنتج والقناة، لا أحد يرى هذه الأخطاء، ولا أحد يهتم بها، كل ما هنالك (شوت) العمل بأي طريقة، وسلم الحلقات بأسرع وقت ممكن، وكلها 30 يوماً، وينتهي كل شيء، ويقبض الثمن. ثم تعود حليمة لعادتها القديمة.