أحمد المغلوث
خلال فترة عملي في إدارة العلاقات العامة بصحة الأحساء قبل تقاعدي المبكر. كان من ضمن نشاطاتنا المختلفة المساعدة في حث وتشجيع الأهالي ممن لديهم حالة (الموت الدماغي). والذي يمثل حالة التوقف الكامل لنشاط الدماغ للتكرم إنسانيا بالتبرع بعضو أو أعضاء ممن يعانون من هذه الحالة المؤسفة، وذلك للاستفادة منها لحالات مرضية حرجة مثل: الفشل الكلوي أو متاعب في القلب وكذلك الكبد والحق أن عملية الإقناع لم تكن سهلة ويسيرة رغم أن جهودًا جبارة وحثيثة يقوم بها فريق زراعة الأعضاء وهو على قدر كبير من التأهيل، بل إن مركز زراعة الأعضاء السعودي حقق الكثير من الإنجازات. ومع هذا عندما يبلغ المركز بتوفر حالة (الموت الدماغي) يأتي دور المديريات الصحية والمستشفيات في كل منطقة للمساهمة في عملية إقناع أهل المريض. وبالتالي يكون دور خطباء الجوامع والمساجد ورجال الإعلام والتعليم في مجال التوعية والإرشاد لتأكيد الدور الكبير لهذا الفعل والعطاء الإنساني في التشجيع للتبرع بالأعضاء، لتحقيق الأهداف السامية والعظيمة في هذا المجال الذي يحتاجه كل مجتمع في مختلف دول العالم، ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى الدور الكبير الذي قام ويقوم به المركز السعودي لزراعة الأعضاء منذ صدور الأمر السامي بإنشاء المركز الوطني للكلى في عام 1404هـ الذي أصبح في عام 1413هـ المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومنذ ذلك الوقت والمركز بفضل الله ودعم القيادة الحكيمة هو من يوفر لمرضى القصور الكلوي الأعضاء عن طريق المتبرعين أو المتوفين دماغيًا مستندًا إلى ذلك على فتوى من هية كبار العلماء الموقرة.. وكما هو معروف فالتبرع بالأعضاء في المملكة وزراعتها تخضع لضوابط دقيقة وضعت من أجل ممارسة نقل الأعضاء البشرية في المنشآت الصحية لمرضى القصور العضوي.. وضمن متابعة وضوابط دقيقة، مما جعل برنامج المركز في المملكة يحظى باهتمام وتقدير كبيرين في الداخل والخارج. والأسبوع الماضي كانت المبادرة الإنسانية المتميزة من قبل قيادتنا العظيمة عندما بادرت في تسجيل نفسيهما في برنامج التبرع بالأعضاء هذه المبادرة التي حظيت باهتمام إعلامي عظيم.. نظرًا لكونها عملاً إنسانياً خلاقاً يسهم في إحياء عضو تالف وإنقاذ حياة مريض بحاجة إلى زراعة أحد الأعضاء المهمة لحياته واستمرارها.
ومن هنا فزراعة الأعضاء على مستوى العالم عملية مهمة جديرة بالتشجيع والاهتمام والتشجيع والتوعية بها. وقيادتنا الحكيمة حفظها الله دائما والحق يقال تسارع إلى المشاركة في كل ما من شأنه أن يخدم الوطن والمواطن وبدون تردد. وجميعنا خاصة الذي يعمل في مجال الإعلام يعرف جيدًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر كان من أكثر المتبرعين بدمائهم.. فلا عجب أن يسارع هو وولي عهده الأمين بالتبرع بأعضائهما. ليكونا قدوة حسنة، ومثالا يحتذي.. فها هم أحبتنا من أصحاب السمو الأمراء والوزراء والمواطنين يسارعون، بل يتسابقون إلى التسجيل في هذا البرنامج الرائع.. فما أروعه من سباق من أجل العمل الإنساني.. الذي يمثل قمة العطاء.. التبرع بالأعضاء.