الاهتمام الكبير الذي أولته قيادتنا الرشيدة لصحة كل فرد من أفراد المجتمع ومناعته وسلامته في الأزمة العالمية الراهنة بفعل جائحة «كورونا»، كان هو كلمة السر في كل النجاحات المتتالية التي تحققها جهود المواجهة مع الجائحة، إذ سخر وطننا، وضمن مناحي المراحل والخطط المدروسة، كل الإمكانات المتاحة لتحقيق هذا الاهتمام الكبير، حتى تفوق النظام الصحي ليكون مركزه في أوائل الأنظمة في العالم بكفاءته ودوائره واستجابته، وبالتالي في معدلات السيطرة على الجائحة.
ما نشاهده اليوم من النجاح المنقطع النظير في الحملة الوطنية للتطعيم، وتحقيق معدل توزيع اللقاح إلى نحو 29.87 جرعة لكل 100 شخص رغم التحديات في هذا الاتجاه، يثبت هذه الحقيقة، ويؤكد على ما أنجزه وطننا بإصراره واستراتيجيته الاستثنائية، ومضيه بكل مرحلة إلى أهدافها حتى تحقيق النجاح المنشود، بمساندة لا محدود من القيادة الرشيدة، وتعاضد القطاعات الصحية والمجتمع، والوعي الكامل بأهمية كل مرحلة.
هذا النجاح الذي تم تحقيقه يدعونا جميعاً إلى أن ننهض نحو مسؤوليتنا المجتمعية وأن ندعم كافة الجهود الوطنية لتسريع لعودة الحياة إلى طبيعتها والتعافي بشكل كامل، وهو ما يتوجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يظهر الالتزام الجماعي بالمسارعة إلى الحصول على اللقاح دون تأخير ودون تشكيك.
الواقع المعزز بالإيجابية الذي نلحظه اليوم في وطننا الحبيب، مبشر على كل الاتجاهات، فحملة التطعيم الوطنية كانت واحدة من بين أسرع الحملات على مستوى دول العالم حيث أتاحت متابعة قيادة الوطن الرشيدة المباشرة والمستمرة، وجهود وزارة الصحة، وتفاني الجهات الصحية، اللقاح بصورة سلسة وسريعة وفي جميع مناطق ومحافظات المملكة للمواطنين والمقيمين، كما أن الإقبال المكثف على تلقي اللقاح، قابلته وزارة الصحة بنشر المزيد من المراكز الصحية وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة، وعلاوة إلى ذلك نلاحظ كل يوم توسعاً مدروساً في الفئات المستهدفة، ومع هذه الجهود التي بذلت وهذا الإقبال الكثيف لا يمكن النظر إلى التمنع عن تلقي اللقاح إلا كتحدٍ ليس له مبرر للإجماع على أهمية أن يكون شعار المرحلة هو الالتزام بالمصلحة الوطنية لتحصين الجميع.
تركيز وطننا في المرحلة القادمة، بعد ما حققه من نسب عالية في الفئات المستهدفة، يستهدف تطعيم الجميع، وهو هدف يسخر له وطننا كل إمكاناته وموارده ليكون الأسرع في التعافي والتحصين والاطمئنان عالمياً.