شهر رمضان بأيامه ولياليه كله خير ونقاء، فيه ليلة خير من ألف شهر، نلتمس فيه الدعاء إلى الله سبحانه تعالى، بأن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا. أيام رمضان جميعها رحمة ومغفرة وعتق من النار.
وإن هذا الوطن، المملكة العربية السعودية، امتن الله تعالى عليه بقيادة حكيمة ذات رؤية واعية مسددة ونظرة مستقبلية مشرفة، ابتدأت بالملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، حين كان ينظر إلى المدى البعيد، فيشاهد أمامه المواطن وهو آمن كريم، ووطن مستقر مزدهر، وقيادة ذات نشاط وفعالية تعمل في كل اتجاه من اتجاهات الحياة، لتوازي أفضل الأوطان وتحقق أعظم الإنجازات.
وإن هذه المعاني النبيلة قد غرسها القائد المؤسس - طيب الله ثراه - في أبنائه البررة، وها نحن اليوم نراها قوية مشرقة فاخرة في فكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وفي أعمالهم المجيدة، وأقوالهم السديدة، فعندما وقف الملك سلمان قبل سنوات أمام المواطنين خاطبهم في المنطقة الشرقية قائلاً: «إن منهجنا ثابت ومتواصل في السعي نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، وإتاحة الفرص للجميع لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها».
قبل نحو 69 عاماً، رحل عنا الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بجسده، ولكن صوته وصورته بقيت تسكن ذواكرنا، فهو لا يزال بيننا حيّاً، بأفعاله وإرشاداته ووصاياه، وخيره الممتد الذي أصاب مناطق ومحافظات المملكة، ليصبح بذلك، رمزاً للقول والعمل الصادق، والقيم الإنسانية الرفيعة، التي تمكن من إرسائها بيننا، وهو الذي قال يوماً: «سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم».
منظومة متكاملة من المنجزات، أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وثبّتها في ذواكرنا فكراً وقولاً وعملاً، شملت التعليم والرياضة والعمران والبيئة والصحة، وبناء الإنسان الذي راهن الملك عبدالعزيز عليه، فأثبت لجميع الناس أنه كان الاستثمار الناجح.
ها هو رمضان يمضي نحو أيامه الأخيرة، نتعايش مع أيامه التي تعد من أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى، تتضاعف فيها الحسنات وتتنزل فيها الرحمات، وميزه الله عز وجل بالمزيد من نفحات الخير والغفران والرضوان، فيها نبسط أيدينا إلى ربنا الكريم وندعوه بأن يشملنا برحمته أجمعين، وأن يتغمد روح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالرحمة، وأن يرفع شأنه ويعلي قدره في الجنة، ونسأل الله أن يبارك في أبنائه وأحفاده الذين حملوا الراية من بعده، ليقودوا المملكة إلى مزيد من التقدم والتطور، لترفرف رايتها بين النجوم.