عبده الأسمري
تعادل مع السداد واعتدل بين النقاد وعدل في المداد فكان «عديل» الروح و»جميل» البوح الذي اتفق معه «المختلفين» وتوافق معه «المنتقدين» في شؤون الرياضة ومتون التحليل متخذاً من «الإنسانية» ركناً شديداً يأوي إليه ومن «المهنية» متناً سديداً يتكىء عليه.. فظل حديث «الاتفاق» وحدث «التوافق» بانياً صروح «الأثر» ومبقياً طموح «التأثير» في ثنايا «النقاء» ووسط عطايا «السخاء»إنه الإعلامي الرياضي والمحلل الفضائي الشهير عادل التويجري رحمه الله أحد أبرز الوجوه الإعلامية الرياضية وكتاب المقال في السعودية والخليج.
بوجه نجدي بشوش باسم باهي الطلة زاهي الإطلالة وتقاسيم ودودة تشبه والده وتتشابه مع أخواله تملؤها البسمة وتميزها الألفة وعينين ناعستين تنضخان بالرقي وكاريزما تنبع منها النباهة والبداهة وشخصية أصيلة تتكامل على محيا أنيق يعتمر الثياب البيضاء والملونة وصوت بلكنة فريدة وسكنة منفردة مسجوع بثقافة رياضية وحصافة إعلامية ومشفوع بلباقة حديث وأناقة لفظ وكاريزما يحفها «النقد» ويتحفها «الانتقاد» قضى التويجري من عمره سنين وهو يملأ شاشات «الفضاء» حضوراً بسداد «المتابع» وحياد «الناقد» ويجمل صفحات «الجرائد» سطوراً بمداد «الكاتب» وعتاد «الإعلامي» ليكون وجهاً محبوباً لدى «أنصاره» ووجيهاً ودوداً أمام «خصومه» في برامج الرياضة ومحافل الإعلام ومنابع الصحافة.. حاصداً «صداقة» الكل وجانياً محبة «الجميع».. بأخلاق الإنسان ومحاسن المهني وسمات النبيل وصفات الأصيل.
في الرياض دوى خبر «ولادته» في منزل عائلته المشهورة بالنبل فتعالت «بشائر» الفرح في أركان الأسرة بقدوم «شبل» في عرين الأسود من أخوته المتوجين بمكارم «السمعة الطيبة» ونشأ صغيراً في كنف والد كريم وأحضان أم أصيلة علماه «ماهية» الأدب سراً وعلانية وأسبغا عليه بشمائل «التهذيب» سلوكاً ومسلكاً فنشأ مخطوفاً إلى حسن الحوار وطيب التعامل وجمال الكلم.
ركض التويجري بين أحياء العاصمة منتشياً ميولاً باكراً نحو نادي الهلال مفضياً إلى والديه صغيراً أمنيات طفولية بريئة باللعب والعمل والعشق العميق للنادي العاصمي الشهير.. الأمر الذي جعله من حضور المدرجات ومن حاضري المنجزات ليكون «ثاوياً» في أهل «الزعيم» و«مقيماً» في مقدمة «الموج الأزرق».
أنهى التويجري التعليم العام بتفوق والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وحصد درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية بجدارة وحصل على عدد من الدورات المتخصصة والتحق بالعمل في مؤسسة النقد العربي السعودي وشغل منصب مدير المركز الإعلامي بنادي الهلال عام 2009 وكان عضواً في مجلس إدارته وعمل في التحرير الصحفي لعدد من المطبوعات وكتب المقال الرياضي المتخصص في صحف الشرق ومكة والاقتصادية وغيرها وشارك كناقد رياضي. حصري في برنامجي «أكشن يا دوري» و«الدوري مع وليد» لأعوام متعاقبة كان فيها «نجماً» في سماء «النقد» و»وسماً» في آفاق «المجد» ونال شعبية جارفة في أوساط الرياضيين والمتابعين والمراقبين وكان آخر منصب له فبل وفاته مدير التسويق والعلاقات بشركة المعلومات الائتمانية «سمه» وتم تكريمه في أكثر من محفل.
امتلك التويجري «حس» الناقد و«إحساس» الصحافي وبعد نظر «المحايد» وسرعة بديهة «الخبير» واتسم حضوره بمداخلات «ضافية» وتجليات «إضافية» وتصريحات «احترافية» عكست «جودة» الأداء و«إجادة» الحوار في شتى أبعاد «المنافسات» التي انتقلت من «الملاعب» إلى «الفضائيات» ليكون «رقماً» صحيحاً في معادلة «الدفاع» و«ناتجاً» مؤكداً في متراجحة «النقاش».
سيرة عاطرة بالتحدي كان فيها التويجري «سيد» المنصات ومسيرة ماطرة بالتصدي ظل فيها سديد «المواجهات» مكللاً بنفس طيبة ومجللاً بروح نقية كان فيها سباقاً للاعتذار مسارعاً للعذر مصراً أن يلقى «خصومه» في الميول «أحباب» في جولة المساء و»محبين» في رابعة النهار ليظل «شقيق» النصراويين و«صديق» الاتحاديين و«رفيق» الأهلاويين و«حبيب» كل أندية الوطن.. مدافعاً عن «هلاله» منافحاً عن «ناديه» مصفقاً للمنافسين ومهنئاً للمتخالفين.. موزعاً للجميع ابتسامته المستديمة التي ظلت «وهجاً» يعكس صفاء «السرائر» ووفاء «البصائر» ونقاء «المصائر»..
في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الماضي وبتاريخ 8 مايو 2021 توفي التويجري إثر سكتة قلبية بعد أقل مِن 24 ساعة رسم فيها بسمته لكل متابعي برنامج «الدوري مع وليد» حيث عايدهم باكرًا بكل عام وأنتم بخير.. وووري جثمانه في نهار رمضاني فضيل في مقبرة النسيم.
رحل التويجري عن الدنيا في ليلة مباركة وفي مساء امتلأ بالعبرات والاعتبارات والعبارات والدعوات وتعادل فيه حزن الفاجعة وحسن الخاتمة ونعاه الوزراء والمسؤولون والرياضيون وزملاؤه وأصدقاؤه ومحبوه ومن يعرفه ومن لا يعرفه من الوطن وخارجه.. وصعد خبر وفاته ليكون الأعلى «مشاهدة» والأكثر «تفاعلاً» والأكبر «وقعاً».. حيث تسيد الخبر المؤلم منصات التواصل الاجتماعي لتتجلى صور «التأثير» وتتعالى مشاهد «الأثر» وتتسامى معاني «المآثر» حيث تبرع عضو شرف نادي الهلال الأمير الوليد بن طلال ببناء مسجد للراحل وأعلنت جمعية مساجدنا عن مبادرة لبناء مسجد وتهيئة وقف باسمه في الرياض وتوالت الصدقات والحسنات والصالحات في مختلف الاتجاهات والتي اقترنت باسمه وارتبطت بصفاته لتكمل «العقد» الذي رصعه خلال حياته بجواهر «الحسنى» و«درر» المحاسن و«لالىء» الأخلاق..
عادل التويجري رحمه الله الإعلامي الجوهري الذي أبقى سيرته «عنواناً» للاستذكار وترك مسيرته «ميداناً» للاقتدار.. ليكون ضياءً في متون «الهمم» وامضاءً في شؤون «القيم»..