د.عبدالعزيز الجار الله
هل اختلفت مجريات الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية، وتحديداً في القدس الشرقية، وقطاع غزة وعموم فلسطين، بما فيها من هم داخل الخط الأخضر، وإسرائيل ومستوطناتها عن الأحداث السابقة.. فما الذي اختلف؟
تطورات الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط من بعد ثورات الربيع العربي عام 2010، وهذه واحدة من تداعيات الربيع العربي، قد خلقت واقعاً جديداً في المنطقة العربية:
- إيران في تواجدها الحالي في سورية، أصبحت دولة حدودية مع إسرائيل، لهما حدود مشتركة وقوات على الأرض متقاربة.
- إيران أيضاً في جنوب لبنان عبر حزب الله، ومنذ زمن طويل، هي في الواقع دولة حدودية لإسرائيل في شمال فلسطين وإسرائيل.
- روسيا من خلال هيمنتها السياسية والعسكرية على سورية أيضاً، هي دولة حدودية لإسرائيل.
- أمريكا بتواجدها في شرقي نهر الفرات، تعد دولة حدودية مع فلسطين وإسرائيل.
- التقسيم الطبيعي والسياسي والعسكري بين أمريكا وروسيا عبر تقسيم سورية إلى قسمين؛ النفوذ الأمريكي شرق الفرات، والنفوذ الروسي غرب الفرات، وكلاهما يعدان دول حدودية لإسرائيل.
- من طرف آخر وخفي، أصبحت تركيا قريبة من صراع المنطقة بعد أن أصبح لها تواجد في ليبيا ومياه وشواطئ البحر الأبيض المتوسط العربية.
إذن أصبح للصراع الفلسطيني عام 2021، مشاركات من الدول الحدودية، وانتهت الحدود التقليدية لفلسطين وإسرائيل مع مصر وسورية ولبنان والأردن، فقد دخلت دول: أمريكا وروسيا وإيران وتركيا، على خط النزاع التقليدي في فلسطين، لذا فإن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي اختلف عن الحروب السابقة التي تكون فيه إسرائيل متفردة في حروبها على الضفة وغزة، والآن تطوقها أكثر من دولة، دول عالمية أمريكية روسية، ودول إقليمية إيران وتركيا.
تطورات الحرب مستقبلاً إذا قامت -لا سمح الله- في فلسطين لن يكون بيد إسرائيل بدء الحرب وإنهاؤها وحدها كما كانت الحروب السابقة، لوجود دول عالمية وإقليمية حدودية تتقاطع مصالحها في أرض فلسطين، حسابات الصراعات قد تغيرت، وأصبح لها معايير جديدة وواقع مختلف عما كان عليه، لا من حيث السلاح ولا أمد الحرب وتشابكه وما يجر من تعقيدات.