عثمان بن حمد أباالخيل
عشرات الروايات الأدبية لمؤلفين سعوديين وسعوديات تستحق أن تُحوّل إلى مسلسل تلفزيوني لتنشر محليا وخليجيا وعربيا لما تحتوي من نصوص ذات مستوى مرتفع من المصداقية والشفافية لطرحها مواضيع تمس الإنسان والإنسانية على اختلافها سوء أكانت اجتماعية أو تاريخية. ليس لدي شك أن التحويل ليس أمرًا سهلاً لكنه ليس مستحيلاً إذا وجد كاتب سيناريو متمرس ومطلع وما أجمل أن يكون الروائي أو الروائية هو من يكتب السيناريو أو على الأقل يشارك في إعداد السيناريو. هناك روايات عربية حققت نجاحا حين تحولت إلى أعمال تلفزيونية مثل ثلاثية نجيب محفوظ: «بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية»، و»رد قلبي» ليوسف السباعي، و»عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني، و»نهاية رجل شجاع» لحنا مين. وعالميا قررت هوليوود تحويل مجموعة من الكتب لكتاب متميزين أمثال «أجاثا كريستى وستيفن كينج»، إلى أفلام سينيمائية ومسلسلات تليفزيونية.
لماذا تفشل بعض محاولات تحويل الرواية إلى فيلم وتفشل أخرى؟ برائي الشخصي يعتمد على فكرة الرواية ومدى ملامستها للواقع والنص والسر الجديد وتشابك وتسلسل الاحداث والأهم من هو السيناريست الذي تولى عملية كتابة السيناريو. ليس هناك خلاف على أن تحويل الرواية إلى مسلسل حلم كل روائي في اللحظة التي يقوم فيها بكتابة روايته. شخصيا لدي حلم أن تتحول روايتي (خلف أسوار المجتمع) إلى مسلسل تلفزيوني بالفعل تواصلت مع أحد المخرجين المعروفين المشهورين الذين له باع طويل وخبره وبصمة في إنتاج الأعمال السعودية، مع جائحة كورونا توقف التواصل أمل أن نعاود التواصل قريبا.
ما الذي يجعل العمل التلفزيوني (مسلسلا) ناجحاً ببساطة هناك ثلاثة عناصر وهي النص الجيد، المخرج المتمكّن والقادر على تنفيذ العمل والمنتج الذي يوفر كل المستلزمات لنجاح العمل. إضافة معرفة الجمهور المستهدف وعدد الحلقات ومدة كل حلقة وعدد المشاهد التي يهتم بها السيناريست والمخرج. تتطلب مهارة كتابة السيناريو حساً أدبياً، وخبرة في تحويل الأفكار إلى سيناريوهات ذات حبكة مناسبة وغير مملة وهادفة. شخصيا أرى أنّ السيناريست المميز والمخرج ذو الخبرة أساس نجاح أي مسلسل سواء أكان درامياً أو تراجيدياً.
شكرًا هيئة الإذاعة والتلفزيون على مبادرة شراكة مع «شركات الإنتاج السعودية»، التي تهدف إلى دعم الإنتاج المحلي وتحفيز العمل الإعلامي وضخ المزيد من الخبرات المحلية في الإنتاج وصناعة المحتوى. رواية خلف أسوار المجتمع تغوص وتتعمق في عالم متناقض من الأحداث والمحن ممزوج بالفرح والسعادة منغمس في ملذات الحياة وويلاتها، خلف أسوار المجتمع شخوص، أحداث، مدن، دول، فرح، حزن، سعادة، ومشاعر إنسانية متناقضة. إنها رواية أطفال مجهولي النسب وكيفية تعامل الدولة معهم وكيفية تعامل المجتمع معهم. لماذا نخاف من المستقبل وهو بيد الله ربما المستقبل أفضل من الحاضر فكل شيء بمشيئة الله هذا هو لسان حال أطفال مجهولي النسب.