صيغة الشمري
مع تزايد فترة الحجر والاحترازات الصحية التي تسبب بها انتشار فايروس كورونا وعدم خطورته الكبيرة على الأطفال ذهب تركيز الجميع نحو كبار السن والبالغين نتيجة خطورته البالغة على صحتهم، حيث تجاوز عدد الوفيات منهم حتى هذه اللحظة أكثر من ثلاثة نسمة، وهو رقم تجاوز توقعات أكثر المتشائمين والمختصين في مكافحة العدوى، وزادت الأمور تعقيداً بعد ظهور العديد من التحورات لهذا الفايروس اللعين في عدد من الدول أولها الهند مما أعاد الاستنفار مرة أخرى لتتكرر قصة الاستعدادات في المرة الأولى نفسها التي داهم فيها كوفيد-19 البشرية جمعاء، مع هذه الأحداث المتسارعة وانشغال البشرية في مواجهة عدوها الأشرس تناست الأسر شريحة مهمة وغالية في زواية آمنة من البيت تنفيذاً للحجر الصحي وتطبيقاً للاحترازات، أطفالنا في خضم انشغالنا بأنفسنا وحماية صحتنا وجدوا وقتاً أكثر من الفراغ يبددونه عبر الألعاب الإليكترونية والجلوس ساعات أطول على هواتفهم النقالة محلقين في سموات العالم الرقمي مثل ريشة يتقاذفها الهواء في فراغ سرمدي، من المؤكد أن زيادة ساعات جلوسهم في البيت زادت من ساعات جلوسهم في ممارسة هذا اللهو الذي في أغلبه يؤدي إلى حالات مرضية عديدة حذرت منها دراسات علمية مثبتة وبدأنا نسمع قصصاً من داخل بيوت نعرفها وجود طفل تضررت صحته بشكل كبير نتيجة إدمان الألعاب الإليكترونية، حيث تزداد فرص الإصابة باضطراب التكيف والاكتئاب والقلق والتوتر في حياتهم العملية وكذلك الشخصية، والأخطر هو تغير سلوك الأطفال إلى العدوانية نتيجة المحتوى العنيف الذي تحتويه أغلب هذه الألعاب، أوصت الدراسات المتخصصة في هذا المجال بأن لا تزيد مدة جلوس الطفل لممارسة الألعاب الإليكترونية عن ساعتين يومياً، كما شددت على توقف الطفل كل عشرين دقيقة عن ممارسة اللعب والنظر لمكان آخر غير شاشة الألعاب، وتشجيع ممارستهم لهوايات أخرى ودعوتهم للمشاركة في حوار أسري بنّاء، لا يجب أن نغفل عن ما يفعله أبناؤنا وراء ستائر غرف العالم الرقمي في ظل وجودنا داخل عاصفة كورونا، كما أتمنى من الآباء والأمهات زيارة موقع وزارة الصحة التي قامت مشكورة بوضع قسم خاص لصحة الطفل يبين الكثير من الإرشادات والتعليمات التي قد تخفى على الكثيرين منَّا.