سبق أن كتبت عن خطر اقتناء الحيوانات المفترسة وسأعود للكتابة مرة أخرى بعد حادثة مروعة هزت الرياض منذ أيام، وهي وفاة شاب سعودي لا يتجاوز عمره «22» اثنين وعشرين عاماً بعد أن هاجمه أسد في حي السلي كان يقوم بتربيته... فرحمه الله، وألهم أهله الصبر والسلوان.
وقد باشرت الجهات الأمنية الموقع بعد تلقيها البلاغ وتعاملت مع الموقف حيث قامت باتخاذ اللازم وتخليص المواطن من بين فكي الأسد، لكنه توفي متأثراً بالإصابة -رحمه الله تعالى.
ويعلم الجميع أن تربية الحيوانات المفترسة في المملكة ممنوع، وأوضح ذلك المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في السعودية سابقاً.
وأوضح أن التعامل معها أمر خطر جداً نظراً لطبيعة تلك الكائنات، كما أنه يتطلب توفير بيئات ومساحات مناسبة لها، ووسائل أمان عالية تضمن عدم تسربها إلى خارج الأماكن التي يتم إيواؤها فيها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه في المنازل والاستراحات الخاصة. ويشار إلى أنه سبق وصدر أمر ملكي بمنع استيراد كافة أنواع الحيوانات المفترسة للاستخدام الشخصي أو التجاري، ولم يسبق أن تم إصدار تراخيص استيراد في هذا الشأن ما يعني أن كافة الحيوانات المفترسة التي لا تتواجد في الأصل في البيئات الطبيعية للمملكة تم استيرادها أو إكثارها بشكل غير نظامي.
وهناك عقوبات منصوص عليها في نظام البيئة للمخالفين قد تصل إلى 30 مليون ريال سعودي غرامة، إضافة إلى 10 سنوات سجن للمخالفين
على الإعلام دوره في تثقيف المجتمع أمام خطر هذه الحيوانات وعلى المواطنين والمقيمين الإبلاغ عن مثل هذه التصرفات التي تضر بأصحابها وبالآخرين.
لأن هذه الحيوانات المفترسة لا تعرف صاحباً ولا قريباً عندما تجد فريستها تنقض عليها وتمزقها وتلتهمها.. قد يكون هناك عشاق لتربية الحيوانات المفترسة في كثير من مدن المملكة ومحافظاتها إلا أن خروجها من المنزل يشكّل خطراً كبيراً على أصحابها وعلى الأطفال والمارة من نساء ورجال. وقد أصبح خطراً وجود مثل هذه السباع والحيوانات المفترسة بينما نسمع بين الفينة والأخرى عن حادثة لها... لذا يجب على المسئولين أن يوقفوا هذا الاستهتار واقتناء الحيوانات المفترسة ومعاقبة كل من يقتنيها بالسجن والغرامة.. حياة الناس ليست رخيصة لهذه الدرجة.. هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد....