نيودلهي - (أ ف ب):
نظّم سونيت شارما بهدوء عشرات الجنائز يومياً لدفن ضحايا أزمة كوفيد التي تجتاح الهند، لكن لم يعد بإمكانه البقاء متماسكاً عندما وصل رجل إلى المحرقة حاملاً جثة ابنته الرضيعة. وتطوّع شارما (48 عاماً) في جمعية سيخية في نيودلهي، كانت واحدة من مجموعات عدة أنشئت في أنحاء البلاد لتتواءم مع مختلف التقاليد الدينية من أجل مساعدة أفراد العائلات المنكوبة على وداع أحبائهم. ولم يتوقف وصول الجثث إلى مواقع الحرق والدفن على مدى الأسابيع الأخيرة بينما تعمل الفرق لساعات طويلة تحت درجات حرارة الصيف المرتفعة، ببزات واقية كاملة أحياناً للتخفيف من خطر الإصابة بالفيروس. وعلى غرار شارما، يبدي متطوعون من مختلف المعتقدات استعدادًا لتحمّل العبء النفسي والجسدي لإتمام الطقوس حتى النهاية، مدفوعين بحس الواجب. وقال شارما لفرانس برس «نقوم بذلك من أجل.. البشرية والإنسانية. هذا كل ما في الأمر. يكون الوضع أحياناً مؤلماً للغاية». ويتصاعد الدخان من محرقة الجثث خلفه بينما يقف أفراد عائلات الضحايا بصمت مرتدين بزّات واقية. ويقول «اعتدنا على إحراق 50 جثة يومياً، لكننا لا نبكي قط. اليوم رأيت طفلة صغيرة.. اليوم بكينا». - «بالتأكيد أشعر بالخوف» - ينام شارما في سيارته ليلاً ولم يرَ أفراد عائلته منذ شهرين، خشية احتمال نقل العدوى إليهم. ويدرك سيد إبراهيم، المتطوع في جمعية خيرية مسلمة في مدينة تشيناي في جنوب شرق البلاد، حجم المخاطر أيضاً. وقال لفرانس برس «بالتأكيد أشعر بالخوف. إنه مرض معدٍ للغاية». وفي الأثناء، دفع ارتفاع كلفة سيارات الإسعاف بشكل كبير مجموعة «ملائكة الرحمة» التي تضم متطوعين مسيحيين وهندوسًا ومسلمين في بنغالور إلى مساعدة العائلات الفقيرة على نقل الجثامين إلى المقابر والمحارق. يُعدّ أعضاء المجموعة المقابر ويصلون على الموتى بناء على العادات الدينية للشخص المتوفي. وقال السائق محمد صادق لفرانس برس «نخدم.. الجميع، سواء كان الشخص هندوسياً أو مسلماً أو مسيحياً».
- جثث يتيمة
- ودفعت المخاوف من الفيروس بعض العائلات إلى التخلي عن إقامة جنازات لموتاها في ثاني أكثر البلدان تأثّرا بالعدوى في العالم وحيث سجّلت أكثر من 262 ألف وفاة حتى الآن.