واس - الرياض:
بين الماضي والحاضر تعددت مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك واختلفت متأثرة بتطور الحياة البشرية، فهناك عادات استمرت وعادات اندثرت، واستحدثت أخرى، ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بقدوم العيد.
وقالت نورة الحميدي بعض عادات أهل نجد القديمة قبل أكثر من خمسين عاما في الاحتفال بالعيد التي كانت تبدأ قبل حلوله بعدة أيام من خلال الاستعدادات والتجهيز له، وكان رب الأسرة يحضر الأقمشة إلى المنزل لتخيط الأم فساتين العيد لبناتها بنفسها مستخدمة ماكينة الخياطة التي كانت موجودة في كل منزل، في الوقت الذي يقوم الترزي (الخياط) بخياطة أثواب الأبناء استعداداً لاستقبال العيد بحلة جديدة، مشيرة إلى أن جميع الفتيات يرتدين الفساتين ويزين أيديهن بالحناء، وإن الأطفال عندما يطوفون على المنازل لأخذ العيدية ينشدون بصوت مرتفع وجماعي (أبي عيدي، عادت عليكم في حال زينة) فيخرج أهل المنزل حاملين مخرفاً (سلة) من سعف النخيل أو غضارة يضعون بها العيدية لمعايدتهم، وبعض الأسر كانت تضع نقودا في العيدية.
وقالت بعد صلاة العيد يجتمع الرجال والأطفال في ساحة الحارة ويفرشون أرضيتها بالزوالي والخوص، وتحضر كل أسرة عيديتها ثم تبدأ مراسم الاحتفال البسيطة بالسلام والمعايدة وتقديم الهدايا الرمزية للأطفال ثم يبدأ الجميع بتناول وجبة العيد بالتنقل بين جميع الأطباق في أجواء اجتماعية تسودها المحبة والألفة وتعلوها الابتسامة والضحكات فرحة بالعيد السعيد.
أما النساء في هذا اليوم المميز فيردتين الفساتين الجديدة والذهب والقلائد والساعات ويجتمعن في أحد المنازل وتحضر كل منهن عيديتها، ثم تبدأ جولتهن في معايدة الجيران.
ولفتت فدوى العبد الكريم أن الوالدين يسخران أنفسهما لأنس وفرحة أبنائهما وبناتهما، حيث يتفرغان لهم أيام العيد الثلاثة تفرغاً تاماً.