د.شريف بن محمد الأتربي
ضمن حديث سمو ولي العهد الأخير مع المحاور اللامع عبدالله المديفر، حيث أشار سموه لما حققته ويتمنى أن تحققه رؤية المملكة 2030 في مجال التعليم بشقيه العام، والعالي.
ومن أبرز ما جاء من كلمات في هذا السياق ويتعلق بالتعليم العام، ما أشار إليه سموه من الاهتمام بالمهارة أكثر من المعلومة حيث قال: فالذي نعمل عليه أننا نركز على تقليل حجم المعلومة بحيث نقدم المعلومات الرئيسية التي تحتاج إليها، قراءة، وكتابة، رياضيات، علوم... إلخ، والباقي نركز على (المهارات) يكون (ماهر) بحيث تبحث عن المعلومة. كيف تنمي نفسك وقدراتك كيف تخطط للمستقبل؟.. إلخ. طبعاً لن تكون في يوم وليلة، فبرنامج تطوير قدرات الموارد البشرية أطلق أو على وشك إطلاقه الآن سوف يحكي عن كل هذه التفاصيل ورحلتنا في العشر سنوات القادمة.
وتنقلنا كلمات سمو ولي العهد من محيطنا التعليمي الداخلي إلى آفاق أرحب، حيث يتجه العالم كله نحو الاهتمام بالمهارات، بل ووضعت الكثير من المؤسسات المعنية تصوراً لهذه المهارات ووضعتها تحت مسمى مهارات القرن 21.
وهناك أكثر من نموذج لهذه المهارات حسب الجهة المصدرة لها ومنها منظمة الشراكة من أجل القرن الحادي والعشرين، التي لخصت هذه المهارات على النحو التالي:
1- الإبداع.
- استخدام تقنيات إبداع الأفكار كالعصف الذهني.
- توصيل الأفكار الجديدة للآخرين على نحو فعال.
- تطبيق الأفكار الجديدة لتقديم إسهامات جديدة في المجال الذي يحدث فيه التجديد أو التطوير.
2- التفكير الناقد وحل المشكلات.
- استخدام أنواع مختلفة من الاستنباط (الاستقراء، والاستدلال.. إلخ) بما يناسب الموقف التعليمي.
- تحليل وتقييم البدائل ووجهات النظر المختلفة.
- الجمع والربط بين المعلومات وتفسيرها وبناء الاستنتاجات.
- نقد وتحليل أنواع مختلفة من المشكلات بطرق تقليدية ومبتكرة.
- تحديد وطرح أسئلة توضح وجهات النظر المتنوعة، وتؤدي إلى أفضل الحلول.
3- التواصل.
- استخدام مهارات التواصل اللفظية والمكتوبة وغير اللفظية في أشكال وسياقات متنوعة.
- استخدام تكنولوجيا ووسائل إعلام متعددة، ومعرفة كيفية الحكم على فعاليتها مسبقاً وتقويم تأثيرها.
- التواصل الفعال في بيئات متنوعة ولغات متعددة.
4- التعاون.
- إظهار القدرة على العمل مع فرق مختلفة.
- المرونة والرغبة في مساعدة الآخرين في الوصول إلى تحقيق الأهداف.
- تحمل مسؤولية مشتركة في العمل التعاوني، وتثمين المساهمات التي يقدمها كل عضو في الفريق.
هذه المهارات وغيرها من المهارات خاصة المهارات التقنية، تعد هي أساس مستقبل التوظيف، فقد أشار منتدى أسبار الدولي، إلى أن 10 وظائف ستكون هي السائدة خاصة في عام 2040، وذكر من أهمها الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وتقنية البلوكتشين، و....، وهذه الوظائف تحتاج إلى مهارات في التقنية وأساسها البرمجة.
ومن خلال الشراكة بين كل من وزارة التعليم، وشركة ميكروسوفت، وشركة تطوير لتقنيات التعليم (تيتكو)» الذراع التقنية لوزارة التعليم»، أطلقت الوزارة مسابقة «مدرستي تبرمج»، على مدار 6 أسابيع، ضمن مبادرات الإدارة العامة للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بوزارة التعليم، والتي تشرف عليها خبيرة التعليم الإلكتروني المتمرسة الدكتورة عهود الفارس.
وقد أعلنت شركة ميكروسوفت عن نتائج المرحلة الأولى للمسابقة والتي انتهت في 29 إبريل 2021 وكانت كالتالي:
4.7 مليون مشارك في المرحلة الأولى من مسابقة «مدرستي تُبرمج» على منصة «Minecraft» التعليمية حوالي نصف طلاب المملكة العربية السعودية شاركوا في المرحلة الأولى من مسابقة «مدرستي تبرمج» أكثر من 11 مليون زيارة لموقع وتطبيق Minecraft عدد المدارس المشاركة في المرحلة الأولى تزيد على 24 ألف مدرسة.
وقد فُصلت الأرقام كما يلي:
عدد مرات الدخول على تطبيق Minecraft Education Edition ودروس Minecraft على موقع code.org وصل إلى 11 مليوناً و883 ألفاً و619 زيارة، وبينت النتائج أن مجموع الطلبة الذين شاركوا بلغ 3 ملايين و557 ألفاً و582 طالباً وطالبة، وإجمالي المشاركين من المعلمين والمعلمات بلغ 361 ألفاً و174، ووصلت المشاركات المجتمعية من الإداريين وأولياء الأمور والجامعات إلى 847 ألفًا و449 مشاركة، ليصل إجمالي المشاركة خلال المرحلة الأولى من مسابقة «مدرستي تبرمج» إلى أربعة ملايين و766 ألفاً و205 مشاركين ومشاركات، وبلغ عدد المدارس المشاركة من مختلف المناطق أربعاً وعشرين ألفًا و213 مدرسة موزعة على 47 إدارة تعليمية.
ومن الجدير بالذكر أن «ساعة برمجة»، هي حملة عالمية مقدمة من Code.org بدأت في العام 2013 وبلغ عدد المشاركين فيها 100 مليون طالب وطالبة يمثلون أكثر من 180 دولة، الهدف منها هو تسهيل «البرمجة» لتعلّم الأساسيات الخاصة، وتكثيف المشاركة في مجال علوم الحاسب.
وفي المرحلة الثانية سيكون هناك مسابقة تعتمد على مهارات متقدمة في التصميم الإبداعي الابتكاري والمساهمة في بناء مكتبة رقمية للألعاب التعليمية مفتوحة المصدر باللغة العربية للاستفادة منها على المستوى المحلي والإقليمي والمنطقة العربية.
إن مثل هذه المسابقات وغيرها تصب جميعها في خانة تنمية مهارات الطلبة، والخروج بهم إلى آفاق معرفية أرحب وأوسع، وتساعدهم على التأقلم على سوق العمل المستقبلي وسرعة التأقلم فيه، وعدم الاصطدام بالواقع الذي عانت منه الأجيال السابقة، والذي أدى عدم التخطيط الجيد لهم إلى حدوث وفرة وبطالة في تخصصات، وندرة في تخصصات أخرى شغلها الوافدين لفترة طويلة، وما زالوا.