المفاضلة بين قراءة القرآن ومساعدة الأم في إعداد فطور الصائمين
* المسلم في شهر رمضان يبحث عن الأجور المضاعفة من الله، فهل من الأفضل لي في الأيام التي لا يكون عندي فيها العذر الشرعي أن أقضي فترة العصر في قراءة القرآن أم أقضيها في مساعدة والدتي في إعداد الإفطار؟
- هذه السائلة يظهر من سؤالها أنها من أهل الخير والفضل، لكن يُشكل على ذلك أنها تترك الأم هي التي تعد الطعام والفطور، والمفترض أن تعمل هي بنفسها وتريح والدتها من هذا التعب ومن هذا العناء، فإذا عملت في إعداد الطعام لوالديها وإخوتها وأسرتها لا شك أن هذا من أفضل الأعمال برًّا بوالدتها، لكن إذا كانت الوالدة مصرَّة على أنها هي التي تعد الطعام فلا شك أن مساعدتها أفضل من القراءة، والقراءة تتحيَّن لها أوقاتًا أخرى، والحمد لله استماع القرآن فضله عظيم وبإمكانها أن تعمل بيديها وتستمع إلى القرآن وتجمع بين الحسنيين، وفي الأوقات الأخرى تتفرغ للقراءة والتلاوة.
***
نية المرأة عند إعداد الفطور في رمضان
* مَن كانت في مطبخها تُعدُّ للصائمين إفطارهم لو نوتْ أنها ممن يُفطِّر الصائم ويُسهم فيه، هل لها أجره؟
- إذا كان الطعام الذي يُفطر به الصائم من مالها فنعم لها مثل أجره.
***
طروء البلغم للصائم وهو في الصلاة
* عرض لي -أعزكم الله- بلغم وأنا أصلي العصر في نهار رمضان، فهل الأفضل أن أبلعه لأتمكن من القراءة في الصلاة، أم أبقيه في فمي حتى لا يؤثِّر على صيامي؟
- لا يجوز بلع البلغم، بل يحرم بلعه، ويُفطر به الصائم، ويجب إخراجه من الفم؛ لئلا ينشغل به عن صلاته، فيبصقه لا عن يمينه ولا تلقاء وجهه، وإنما عن يساره أو تحت قدمه، وإن كان في مسجد أو نحوه فيبصقه في منديل ويتخلص منه.
***
درجة حديث: «عمرة في رمضان تعدل حجة»
* هل ثبت أن العمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ولماذا لم يعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟
- نعم ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي» [البخاري: 1863]، وكونه -عليه الصلاة والسلام- لم يعتمر في رمضان هذا -والله أعلم- أنه من باب الشفقة على أمته، فمع هذا الترغيب يُنظر كيف يحرص المسلمون على العمرة في رمضان، وكيف يحصل الزحام الشديد؛ تحصيلًا لهذا الأجر العظيم، فلو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر في رمضان مع ما ذكره من الفضل لكان رمضان موسمًا كالحج، ولازدحم الناس ازدحامًا أكثر، لكن بعض الناس يُعلِّل لنفسه ويقول: (إن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يعتمر في رمضان)، فيخف عنده الأمر، وإن كان الأجر ثابتًا، فهي تعدل حجة أو حجة معه -عليه الصلاة والسلام-، فمن باب التخفيف على الأمة ودفع المشقة عنها لم يحصل منه -عليه الصلاة والسلام- أنه اعتمر في رمضان، مع أن الترغيب بكلامه -عليه الصلاة والسلام- ثابت.
***
الاغتسال في نهار رمضان لأجل التبرُّد
* هل يجوز الاغتسال في رمضان إذا كان البدن نظيفًا وإنما بقصد التبرُّد وتخفيف تعب الصيام؟
- لا بأس ولا حرج في أن يغتسل بالماء البارد في نهار رمضان إذا كان الجو حارًّا بقصد التبرد وتخفيف وطأة الحر، لا مانع من ذلك ولا بأس به، على أن يتحرَّز إذا كان في مسبح مثلًا ألَّا يدخل الماء في جوفه، فيحتاط لصيامه.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء