«الجزيرة» - حاوره/ جابر محمد مدخلي:
رجل تأخذك إليه الحياة لتقرأ الحياة، وتجمعك به ملحمة زمنية متفردة. عاش طفولته متعلقًا بآمال الغد. لعقود طويلة شقّ جبال السراة بأقدامه، حتامَ ترسّخت أنامل قدميه بصخورها، وصارت تحفظ مواعيد غداته ورواحه. حين سمعتُ سيرة طفولته قبل سنوات عديدة قبل أن ألقاه واقعًا تذكرتُ ما قاله امرؤ القيس في وصف فرسه:
«وَقَدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا
بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً
كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ»
إنه بالفعل رجل بحجم جبل ثبت في مواجهة الحياة، وصنع لنفسه موضعًا ليس في جبال السروات، ولا ذاكرة وتاريخ ألمع فحسب، بل حتى في خارطة الحضور الإنساني، وتشكيله البقائي في ذاكرة مجايليه ومن تلاهم.
جمع بين فنون متعددة وكثيرة، ولأنه أديب انطبق عليه تعريف هذا المصطلح: الآخذ من كل علمٍ بطرف. واخترنا اليوم ونحن في ضيافة رجال ألمع أن نقرأ منه تاريخ الفنون الألمعية، ونتقارب مع ذاكرته الإنسانية، ومسيرته الحياتية .. فإلى نص الحوار:
* الأديب إبراهيم طالع الألمعي اعتاد ربط أعماله الأدبية والإبداعية بالحياة، والمكان، والزمان.. هل ولادتكم في زمن الفاقة والمسغبة أشعركم بوجوب التمسك بهذا الثالوث البقائي؟
- أولًا: ما سمّيتَه أنت الفاقة والمسغبة لمْ نعرفها سوى في الكتب.. فحين كان زادنا وماؤنا من أرضنا وبأيدينا نزرعه ونستقيه من جبالنا ، ونثاغي مواشينا كنَّا نعيشُ ملوكا بحرثِ أبي وخبزة أمي، ونطربُ مع بذرنا وحصادنا ونغنِّي لبعضنا وأرضنا، ولمْ نكنْ نسمعُ عن طبقية مادِّيّة.. كلُّ خبز العالم الذي رأيته لا يساوي (جمَّارةَ) أمي حين تخرج من تنورها، ولا (فتيتَ) عذْقٍ من الذّرة حين نفتتُّها، ولا (مخصَرَة) من حليب شاة نحلبها وهي (ترْيَمُنا) كما ترْيَمُ صغيرها..
كنّا نسمعُ عن ملوك وأثرياء سماعا نظريا، ولمْ نكنْ نعرف عن الغنى والثراء أكثرَ من حياتنا.. صدِّقْني: لمْ نكنْ نشعُرُ بشيءٍ اسمه الفاقةُ والمسْغَبَة، ربَّما لأنَّ عزْلَتَنا - آنذاك - عن عالم الطبقيات المقيت كانت هي مملكتنا الخاصة.
- ثانيًا: كلّ منْ تقرأ لهمْ من خارجِ حيواتهم وأزمنتهم وأمكنتهم ليسوا سوى صدى لغيرهم: قرأوا.. حفظُوا.. عارضوا سواهمْ وسمّوهم قدواتٍ وعالميِّين، دون أن يعلموا بأنك - وأنت تكتب الآن عن مكانك وزمانك وحياتك - تعتبرُ عالمياً.
معظمُ كتابنا وأدبائنا يأخذون كتاباتهم مقارنةً بسواهم ممّنْ سوَّقَ لهم التاريخ والإعلام، وهذا احتقارٌ شديدٌ للذات والمكان والحياة إزاء الغير، وعاملٌ من عوامل الشعور بالنقص الذي أتمنَّى التسامي عنه باحترام الذات والمكان والوطن العظيم.. اكتبْ من عمق (عُقُومِ) جيزان فأنت عالميّ، ومن عمق صحراء نجد فأنت كذلك.. ومن قمم سرواتنا فأنتَ سَرِيّ إلخ..
ومن ألذِّ ما أشعرُ به أنَّ كتاباتي لا تنبع سوى مني ومن مكاني وزماني، ويكفيني غيري بزمانه ومكانه.. كتب ويكتب الآخرون عن أماكنهم فنجحوا، وحين أكتب عنهم وعن أماكنهم فأنا مجرّدُ رجعٍ لصداهم..
* «وا فاطمة» نداء ما بعد الموت، لأم أعطت العُمر بأجمله وأكمله وعاطفته وحنانه لابنها الطالع إبراهيم: أكان ما منحه لها في قصيدته: «أهديتها كفنًا رخيصًا، حين كانت كل يوم بسمة ...» كفناً أم روحاً منسوجةً تؤاخيها في مقامها الأخير؟
- (وُمّكَ فاطمة) هي المرأة العربية التي صمدتْ وقاهرت الحياةَ فقهرتْها.. فاطمةُ هي الأرض والإنسان والمكان والتاريخ.. هي التي كانت تحملُ طفلها فوقَ (حَمْلة الحطب) من رؤوس الجبال - وهي حبلى - وتغنِّيْ أهازيجَ الحواطب عائداتٍ مغربا:
مريضٍ علِيْ وامَّرْتِ صَابَهْ
وهالَ امْخِضِرْ يشكونَ ما بِهْ
فاطمةُ هي من كانتْ تلدُ مع مواشيها في مزارعها وتعود مساءً بوليدها بعدَ أنْ تكون (سَرَّتْهُ) بصَلِيخَة (كسرة حجر صوّان حادة).
* كيف تكونُ مشاعرك حين تكتبُ عنْ هذه الفاطمة؟!!
- أعتقدُ أن ما قيل وكُتبَ ويكتبُ عنها ليس سوى تعبيرٍ رفْضَويّ لموتها.
* المكان المتمثل في اصطلاحك الجغرافي «تهامة» تحول إبداعيًا إلى شارة ألمعية ارتبطت بك شعرًا، ونظمًا، ومقالةً؟ ألم يشبع أديبنا طالع من ذكرها بعد؟
- من ذا الذي يشبعُ من (تِهامة) ؟!! ألمْ يقل عنها النّبي - ص - في الأثر: (تِهامةُ كَبِدْعِ العسل، أوله حلوٌ وآخره حلو)؟
ألمْ تذكر قول الصحابية (أمّ زرع) وهي تصف عظمة زوجها: (أبو زرع كليلِ تِهامة، لا حرٌّ ولا قَرّ، ولا مخافةَ ولا سآمة)؟!!
هذا عن تهامة الخير.. أما عن تعلُّقِيْ بها، فأشعرُ أن من أسبابه شدّة طغيان التاريخ عليها، رغمَ أنها سلة خيرات وفنون جزيرة العرب من قاعدة الاقتصاد والفنون البشرية إلى قمة النُّبُوّة..
حينَ أرى العالمَ الإسلامي يسمون أبناءهم (التِّهاميّ) تبرّكا بالنبيّ التهاميّ أشعرُ بأننا متبلِّدو حِسّ أمام عظمتها.. ولعلّ سؤالك هذا يرتبطُ بسابقه في قضية الارتباط بالمكان والانطلاق منه.. وأدعوك وأدعو القارئ إلى محاولة حصر كبار فنانيها ومبدعيها لو استطعتم إلى ذلك سبيلاً.
* كثيراً ما انتشرت لك أهازيج شعبية، وبتّ أحد مزامير ألمع الدافئة التي تحملهم عبر حنجرتها لمجرد أناشيد الذاكرة؛ ولاعتبارات إبداعية متعددة.. ما الذي يحتاجه وطننا برأيكم لتغدو الفنون الشعبية فيه لها اهتماماتها وأهميتها؟
- ظُلِمَتْ جزيرة العرب قروناً طويلة بهجراتِ أهلها منها وكتابة حياتها وثقافاتها من خارجها، حتى عاش أهلها خلال تلك القرون عالةً على من كتب تاريخهم من خارجها، ومكثوا يحْيَون ويغنُّون بلغاتهم (لهجاتهم) الكثيرة، وحين سيطرتْ لهجةٌ حاكمة خلال مراحل الخلافة خارجَها، ظنَّ العظماءُ ممن كتبها وقعَّدها بأنها وحدها العربية، تاركين العرب في جزيرتهم معزولين بلغاتهم وغنائهم، وتغنَّوا بما جاءهم - سلطوياً - مكتوباً وسمّيناها الفصحى، واعتبرها الأكاديميون النَّقَلَةُ أصل اللغة، بينما هي منتخبة - فقط - من اللغة الأم التي لم تزل غناء وحياة جزيرة العرب.. وآنَ لنا أنْ نفتح المجالَ للأجيال بدراستها من الداخل.. وحتى قراءات القرآن سادتْ فيها قراءات وُجِدَتْ لتعليم غيرِ العرب كيفية نطق أصواته، فنشأتْ تلك العلوم التي تهدفُ أصلاً إلى هذا، مع أنه ورد في الأثر قول النبيّ - ص - : (اقْرَأوا القرآن بلحون العرب)، فصرنا نقرأه بلحون العجم.
الوطنُ يا سيّدي لا يحتاجُ سوى السماح والدعم على مستوى المناطق والمحافظات، وأنت اليومَ ترى العجائب من فنون الشعب العميقة الراقية بعد الانفجار المعرفي والتواصليّ الحر، وسترى أكثر.
* في رجال ألمع ومعظم السراة يمكن للجميع أن يمارس الطَرق والغناء لمجرد تهيّبه صعود الجبال حتى وإن كان راكبًا، فهل يحتاج الجبل إلى غناء حقًا؟ أم هي أُلفة متوارثة فيما بين الفنون الشعبية وإنسان هذا الجزء العالي؟
- الغناء ليس سوى التعبير المتكامل عن الحياة.. وغناء الجبال أثرى بكثير من غناء الأرض المستوية، فبمقدار تنوعها صعودا ووهادا وشعابا وأودية وأشجارا وكائنات وعملا يتنوع فيها الغناء.. تذكَّرْ قول أحد علماء الاجتماع ( صِفُوا لي طبيعةَ أرض أصفْ لكم طبيعة سكانها).. لمْ أعرفْ أغاني الرعاة وتعرجات الألحان سوى في الجبال وشعابها، أما في السهول والصحارى فتجد الغناء مستويا كاستوائها.. وطننا ثريّ جدا، وبِكْر لمْ يزل محتاجا إلى إخراج.
* الأوبرا عالمية حاضرة في معظم البلدان ولها شعبيتها وحضورها الثقافي، أيمكن لفنوننا - وتحديدًا - الشعبية منها أن تُخرج لنا ذات يوم أوبرا شعبية سعودية؟
- الأوبرا ترتبطُ بنوعية التجمعات الحضارية.. وفنوننا الشعبية - حين يحتفل القوم - هي أوبرالية أصلا، غير أنها تلقائية غير مقصود بها المصطلح.. وكان لنا تجاربُ عديدة من العمل على (مسرح قرية رجال ألمع التراثية) و(مسرح المفتاحة) خلال سنين التضييق على فنون الشعب، حين كان يجبُ على المُحتفلِ استبدالها بواعظ.. لمْ ينقصْ تجاربنا تلك عن (أوبرالية) سوى الدَّعم المادّيّ والإعلاميّ لترويجها ونشرها.
* عُرفت رجال ألمع بحضاراتها القديمة، ومسارحها، وحصونها، وقصورها، وصوالينها الثقافية وبالعودة إلى أزمنتها المنصرمة، هل يمكننا القول إن ثمة اشتغالاً كبيراً من أهلها الأقدمين بالفن والغناء؟
- للحقيقة: المكان يخضعُ لنمطٍ متأثِّرٍ بما يشبه الانقطاع عن الآخر إلا عن طريق التجّار في بعض قراه الكبيرة، وعلماء وأدباء (آل الحفظي) الذين أثْرَوه ورادوه علما دينيا وأدبيا.. ولعلَّ سبب الحركة الثقافية التي عُرِفَتْ عنه مؤخَّرا ناتجة عن الانفتاح بعد شبه الانغلاق، مما دفع مبدعي المكان إلى تعويضِ نقص ما كان.. كما أنَّ لأسواقها الشهيرة دورا في التواصل مع السروات والحجاز واليمن، وإن كان هذا الدور غير مباشر. أما ثقافة البناء فهي نابعة من طبيعة المكان الحجرية، ومبدعوه تفنَّنُوا في بناء حصونهم التي تعرفونها الآن حتى صارتْ إحدى (أيقونات) المملكة.. والصوالين حديثة جدا، إذ كان الناس يجتمعون فقط في مناسباتهم الشعبية الاجتماعية والدينية، وحين دخلوا زمن الانفتاح أنشأوا بعض ما تقصده من الصوالين، وأشهرها (مجلس ألمع الثقافي) الذي حاول مسايرة التوجه الثقافي مع (قرية رجال المع التراثية) ثمَّ سعى البعضُ لدى جهاتٍ ما خلالَ أواخر مرحلةٍ تنويرية بائدة إلى تعطيله وهذا ما حدث، فتوقَّفَ لهذا السبب ولعدم دعمه من أية جهة.
أما الفنُّ والغناء فهما الخطُّ الموازي للحياة، فلا أعرف راعيا ولا حاطبة ولا صارِمةً ولا طاحِنَةَ طحينٍ ولا حراثا ولا نازعَ دَلْو بئر ولا بانِيَ بناء ولا حاملًا ثقيلا ولا جمَّالا ولا عرسا ولا ختانا ولا سائرا في طريق ولا عاشقا ولا غازيا إلا وكان الغناء بأنواعه رمزهم وسندهم وروحهم.
* تحدثتُ معك قبل عدة سنوات فذكرت لي قصةً عجيبة في طفولتك حول» انتقالك عبر الجبال حافي القدمين صعودًا ونزولًا لبلوغ المدرسة.. غير آبهٍ بحدّة الصخور»، أمنذ هذه الحادثة ارتبطت أقدامك بالجبل ولم تعُد تستطيع مغادرته؟
- حياتنا كلها حتى سنة 1385هـ كانت على أقدامنا.. فقدْ رأيتُ أول سيارة في حياتي في الصف الخامس الابتدائي، وكانت (وايِتْ) - صهريج ماء - يسير في الأودية فوق الحجر لسقيا بلدة (رُجال)، وكان أساتذتنا يسمحون لنا بالخروج من الحصص لمشاهدته وسائقُهُ (الغامديّ) ينزل بعد كل عدة أمتار لإزالة الحجر عنه.. ثمَّ انتقلنا للدراسة في (معهد أبها العلمي) سيرا على الأقدام من جبال ألمع عبر عقبة (امْقرُون) الموصلة إلى قرية السودة لنركب سيارة عبر خطّ ترابي إلى ميدان (البحار) بأبها،فكانت نقلة حضارية أخرى.
كنَّا نعبر تلك الجبال ليلا ونسمع زفير (أبو فاطمة) - النمر العربي - بحيث نصل السودة قبيل الصبح للّحاق بالسائق الذي يبدِّرُ بالنزول إلى أبها.. علاقة هذه الأقدام بالأرض - يا سيدي - عريقة ترتبط بالحبِّ والحياة والأمل والإصرار، ويرافقُ كل هذا غناؤنا و(والِشُنا).. وهذه الحياة التي عشقناها هي ما سمّيتَه أنت في سؤالك الأول مسْغَبَةً وسمّيتُه حياةً حُرِمَ منها الأثرياء.
* برأيكم هل تحتاج الفنون الشعبية السعودية إلى مؤسسات خاصة لتنهض بها، وتغدو لها مناسباتها الاجتماعية وحفلاتها الخاصة الأكثر تنظيمًا؟ بمعنى آخر: كيف سيكون الحال لو تمت خصخصة هذا المجال الفني التراثي المهم!؟
- منْ تجربتنا في مسرح المفتاحة (أيام المحظورات) وبدعم الأمير/ خالد الفيصل المعنوي والحِمَائِيّ، ومن مسرح قرية رجال ألمع، وآخرها مهرجان (رِجالُ الطيب)، يمكن إطلاق ثقافات المملكة المتعددة بتنوع ترابها وتواريخها وأهلها، بإطلاق القطاع الخاصّ القادر الواعي بكامن ثقافات جزيرتنا العربية، ومتأكد من أنها ستبهرُ العالم.
* كتابكم «الشعر الشعبي .. نبض الحياة» لم يكن شعرًا بمقدار ما كان توثيقًا لفنون ورقصات وألحان خالدة.. هل يمكننا اعتباره نوتة مكتملة للغناء الشعبي في رجال ألمع وما جاورها؟
- قطعاً لا.. الكتابُ ليس سوى عيِّنة صغيرة جدا أخرجتُه في زمنٍ كان صعبَ العملِ الثقافيّ البحت.. وقد قال عنه أديبنا الرائد/ محمد زايد الألمعي: إنَّه عملٌ موسوعيٌّ كان ينبغي استكماله. والعمل الموسوعيّ الذي يقصده موجود لديَّ بالاشتراك مع أخوَيَّ الأديبين / علي مغاوي - إبراهيم شحبي، حصل مخطوطُه على (جائزة أبها الثقافية) أيام حياتها سنة 1428هـ، ثم لمْ يمكنْ إخراجه، ونحنُ اليومَ نفكّرُ في إخراجه من جديد..
من أراد (تنويتَ) أدبٍ شعبيّ فإنما يجبُ عليه (تنويتُ) أمّة وحياة.. ولعلَّكَ تجدُ فيه إشارتي إلى العلاقة بين الفنون الغنائية الشعبية وبين ما أسْمِيَ في الأندلس (شعر المواليا - المخمَّسات .. إلخ، وتجد ذلك جليا لديك في (قَاف الختين) الذي كتبه الشاعر الرائد/ محمد الهازمي، الذي خلط شاعريته بدمه في قتال الأتراك في هذه الجبال.. ذلك أنَّ أكثرَ من أقاموا في الأندلس كانوا من هنا من (اليمن التارخي) وليس اليمن السياسيّ الحديث فحسب، لذلك نقلوا تحديثَ الشعر الأندلسيّ المشار إليه من خلال ما يحملونه من فنونه هنا.
* في آخر الأغنيات والأناشيد الشعبية.. تشكركم جريدة الجزيرة على هذا الحوار الثري والمثري، بهذا الجزء المهم من ملف مهم عن منطقة تراثية فنية مهمة.. رجال ألمع؟
- ولك وللجريدة الغراء كل الحب، وعذرا على أنني لا أومن بعالمية لا تعتبرُ مكاني عالميا:
أبلغْ تِهامةَ وعداً لا نكوثَ لهُ
إنّ المواعيدَ في أعمارنا قُبَلُ
الوصلُ أنجزَناَ، والعشقُ موطنناَ
أحبّ شيء إلى العشاّق من يصلُ
جَذرُ الْعُرُوبَةِ آلى فِي مَنابِتِهِ
أَنْ يُمْطِرَ الأهل مِنْهُ السَّهْلُ والْجَبَلُ
فِيْ لَيْلَةٍ هَطَلَتْ بِالْوُدِّ نَزْرَعُها
لأَنّناَ وَحْدَناَ فِيْ الحُبِّ نَحْتَفِلُ