خالد الغيلاني
غيري بأكثر هذا الناس قد خُدِعا
ما إن يقول لأجلي إن عثرت لعا
ولا يلوم امرأً يومًا سوى رجلٍ
له عليه يدٌ إلا فما وسِعا
لا أكثر الله ناسًا كالحصى عددًا
قد أشربوا نافقاء الضب مطّبعا
يا والغًا في دمي من صبح ثالثةٍ
في مُسْي رابعةٍ عن غيهِ ربعا
ابن الحسين جرى شأوًا فقاربني
إذا الأحيمق أدنى جريه كتعا
نلهو بأضعف خلق الله عارضةً
نجار باب أبي سفيانه خلعا
ولا نزلُّ إذا ما استثقلت فرسٌ
غلامها الخف عن صهواتها صُرعا
ويا ربيعة سيري سير آمنةٍ
ما أجمل السير مرتاحًا ومتّدعا
وعبد مينون قد درّسته فغدا
يرتاض ذمي وساء العبدُ مصطنعا
إذا الكريمُ توقّى نهس ميّتةٍ
فقد ترى عندها الذبان والضَبُعا
على سجاياك تجزى كل آونةٍ
كتاب ربكِّ قد أعطاك ما جُمعا
يا تاجر النوم في دكانه صحفٌ
ما دار بولاق يا مختطها طبعا
حتى كيون بني سينيك من كلبٍ
أراد عض حكيمٍ أن به شمعا
أحطت بالناقة العشراء فارتفقت
لرأسِ فحلٍ إذا ما ودقها ضبعا
محكما نابغ الدنيا وآخرها
من طيّب الشعر رمّانا به انفقعا
إذا انتسبت له يومًا فقد ضمنت
أرومة الشعر دمّي فيه منتقعا
ويا أبا الطيّب المنزوع من عرقي
قل للأقيصر دون البحر ما جرعا
أخفة العقل قد ظنوا به غلقًا
لما ألان لهم فاستكلبوا طمعا
أبيت عند أبي حيان متكئًا
على وسادة نحويٍّ به ولعا
نقيم وأد لغات الناس من عوجٍ
تصرّفًا بابن جنيٍّ إذا افترعا
حتى المسير لذاذاتٌ مؤجلةٌ
سيري رويدًا فبعض السير قد ضلعا
ودع هريرة حلمٌ جاءني وأنا
في قصر صناجة الأشعار مضطجعا
أبا بصيرٍ أما والركب خاطرةٌ
للا مكانٍ إلى لا شيء مندفعا
ويا هريرةُ إن الناس أفئدةٌ
فما لأعشاك دون الناسِ ممتقعا
عودي معي فتلالي قمح باذرةٍ
من البيادر (ما) أرقى و(ما) نفعا
على الطريقِ خليل الله متجهٌ
يهدي اليعاقيب صرحًا وادعًا رُفعا
لا القدس ينكر من تلقائه رجلًا
أهدى الأعاريب فكرًا أو نثا لمُعا
فجئتها وأريحا تمتطي فرسًا
إلى ولائد رام الله قد نقعَا
حتى أتت موضع الميلاد فانكفأت
حنينها مريميًّا صاهلًا دمِعَا
لو أن عيسى أتى واختط منزله
في المجدل اليومَ من جيرانه امتقعا
إذا الشتاتُ سها عن حلم سيدةٍ
وعودة الحق في سلسالها رُصعا
لا ريب إن حدثت يومًا صديقتها
جدي هناك غريبٌ يمضغ الخُدعا
فكيف ضاقت بك الأحلام واتسعت
ما ضاق أمرك إلا بعدما اتسعا
هذي دمشق أتت أمي لتخطبها
«أحب شيءٍ إلى الإنسان ما مُنِعَا»
وابن الحسين أخي قد جاء يخبرني
عن خولةٍ أنها قد قارفت بشعا
حال الجمال وقد كانت مملكةً
تنهى وتأمر أهل الأرض والشِيَعا
ما للحبيبة جاءتني مسائلةً
أوْقَفْتني وتركت الماء مندفعَا
مهيغلًا صورة التاريخ في درجٍ
مرقى التسالب نحو المطلق انشرعا
وربما كنت نتشيًّا أخا عدمٍ
مجردًا عالم الأخلاق مقتلعا
وسرتريًّا إذا ما الذات قد نزعت
للماهوية لا للقالب انقمعا
أتيت دُلفي قُريب العصرِ وانتبهت
فيك الحقيقة أن شاهدت منطَبِعا
فقلت كل له يا أنتِ منزعه
لا تنزعي فكرةً مشدودها نَزَعا
يا كرمتي وسلالي شبه فارغةٍ
أكان ضرك في أن تملئي الرُبُعا
لأجل عينيك والمعنى مراودةٌ
متى الضنين إلى ليلاتهِ هرعا
يموت ظلي على مرآك من أممٍ
كفى حياتك إنسانا بك اجتمعا
حبيبتاه أنا وحدي ولا أحدٌ
يدري بنا فدعي الدنيا ومن جَمَعا
يا أول الحب لا الأشواق تاركةٌ
لنا كلامًا ولا ما بيننا انقطعا
من حدث الناس بالمعنى له رجموا
ومن يلفق نصًا سالفًا تُبعَا
لا تسأل الناس أن يعطوك منزلةً
أبو العلاء تعرَّى عندما برعا
والماضغون للحمي بضعوا قلمًا
في سوق بغداد لا يبريه من بضعا
سأكتب الشعر حتى ينثني قلمي
ويسهر الناس من جرائه جُمَعا
أنا الذي جاء من أقصى المدينة لا
ألوي على الناس لا أرضى بهم رُبُعا
أقول شعرًا كثيرًا ممعنًا أدبًا
كأنه رقصة الباليه قد متَعَا
إن الأغاليط لا تنفك موضعةً
أربعْ فكل هناةٍ قبلنا سُمعَا
ولا تقولن إلا كل طيبةٍ
وظن خيرًا وشر الناس من قذعا
الريح عاصفةٌ تذري الرياح على
رحىً لأم دفارٍ ، فاز من قنعا
على خوانٍ على جنبيه سادنهم
يقص رؤيا هرقلٍ خائفا جزعا
فساد صمتٌ إلى أن عاد يخبرهم
إني رأيت أبا جهلٍ لنا تبعا
فأمسكوا بلحاهم وارتموا ضحكًا
وقائلين أبيت اللعن لن تُرعاِ
عودوا جميعًا إلى صنعاء والتمسوا
أبا رغالٍ فإن الفيل قد رجعا
إني ودعت لكم ألّن نساء ضحى
وما ودعت لكم لا بد أن يقعا
من يبلغ الشيخ كسرى لم يعد ملكًا
على العراقين والإيوان قد وقعا
وأن قيصر من ليليه في حلبٍ
قد هم أن يبطل الصلبان والبيعا
وأن مكة قد جاءت محييةً
لراكبٍ يزجر القصواء مدَّرعا
مدوا الخيام إلى أبوابها وزنوا
للجائعين بصاع الحب من وجِعا
وعلقوا في ستور البيت خارطةً
للسالكين إلى جناتهم دُفَعا
وألبسوا كل من مروا على أحدٍ
متيمين به لم يجفلوا خِلعا
من معقد النور قد طافت ملبيةٌ
واتَّابعت فاقصص الرؤيا لمن سمعا
زرقاء قولي أما أبصرت طائرةً
غيبيةً من حمام الوقت قد سجعا
إذا ابن حربٍ مرى أمرًا وساعده
على عليٍ سجياتٌ بها انطبعا
لكل صنفٍ من الأوقات شاكلةٌ
وربما وقتك السامي قد ارتفعا
ملحيَّةٌ أنت أرض الله واسعةٌ
تكيل لي سكرًا ملذوذه رُضعا
كل البلاد لها لونان في نظري
جميلةٌ طالما كانا هناك معا
حقيقةٌ كلنا ضدان قد جمعا
سيعرف الله حقا من بها اقتنعا
وربما فلسف الإنسان زندقة
وربما زندق الأفكار من قُطعا
والواقفون رأوا ألا يكون لهم
إذا مشى طائف التفكير مُنتجعا
آمنت بالله لا الأقلام شاهدةٌ
ولا اللسانُ ولكن قلب من خشعا