واس - المدينة المنورة:
أدى جموع المصلين في المدينة المنورة صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة. وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، الذي كبر الله تعالى وحمده على ما من به على المسلمين من صيام وقيام الشهر الفضيل حتى أشهدهم يوم الجوائز ليكبروا الله على ما هداهم. وقال فضيلته: اعلموا أن قبول الأعمال وكمالها بالنية، ولكل امرئ من الأجر بقدر ما نوى، وميزان صواب الأعمال ما كان عليه أمر المصطفى, وأن دينكم إسلام ظاهر وإيمان باطن, وإحسان وهو غاية منتهاه، بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم يكن ذاك، فاعلم بأن الله يراك, وأن الحدود ظواهر، والمشتبهات مخاطر، والمحرمات فواقر وأن سداد اللسان، وصلاح الأركان، بسر مكنون الجنان. وقال اعلموا أن الدين وفاء الحقوق للخالق والمخلوق, وأن العصمة بالإسلام، والحساب على الله تعالى, وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا, ودعوا الريب، واجتنبوا الغضب, واتركوا ما لا يعينكم في دنياكم ولا أخراكم, وأحسنوا في كل شيء, واتقوا الله حيثما كنتم, واحفظوا الله يحفظكم، واسألوه يجبكم، واستعينوا بالعلي القدير، واعلموا أن الحوادث مقادير، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا, وأن من صنع ما شاء فقد نزع لحاء الحياء. وأضاف فضيلته رسخ الإسلام، من أمن بالله فاستقام، وتطهر وذكر، وصلى وتصدق وصبر، وتلا القرآن واتبع وادكر، فاستكمل الإيمان، وملا الميزان، وأقام البرهان، وأنار قلبه، وأضاء دربه، وأعتق نفسه، وأرضى ربه، فما هي إلا أعمال تحصى فتوفى, عليكم بالسنن الواضحات، وإياكم والمحدثات, ومكب النيران حصائد اللسان, وكونوا عباد الله إخوانا, واعلم أن منشور الولاية، والحفظ والرعاية، أن تكون محبوب الولي، ومحل نظر العلي، واعصي هواك واتبع، مشيرًا إلى أن من كثرت عليه الشرائع، فليتمسك بالباب الجامع, وهو ذكر الله تبارك وتعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله).